كشفت صحيفة "العربي الجديد"، في عددها الصادر اليوم الأربعاء 8 فبراير 2023، عن تفاصيل جديدة حول الحوار بين فصائل المقاومة الفلسطينية، وجهاز المخابرات المصرية، والذي عقد بالقاهرة قبل يومين.
وأوضحت الصحيفة، أن الوسيط المصري أبدى استياءً بسبب التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية والذي وصفوه "بغير المبرر"، في ظل الوساطة الجديدة التي تأتي بتنسيق مصري أميركي، في أعقاب زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إلى القاهرة والأراضي الفلسطينية.
ونقلًا عن مصادر في المخابرات المصرية، أشارت إلى أن القاهرة ترى أن حكومة الاحتلال تصعّب مهمتها في التوصل إلى تهدئة تقطع الطريق أمام مواجهة عسكرية جديدة.
وأفادت بأن القاهرة أجرت سلسلة من الاتصالات المكثفة مع المسؤولين في حكومة الاحتلال على مدار الأيام الثلاثة الماضية، على أمل الحصول على وعود بتسهيلات لمهمتها في إقناع قيادة حركة الجهاد بخفض التوتر.
كما وأكدت على أن الوفود المصرية أبلغت المسؤولين في حكومة الاحتلال بمسؤوليتهم عن تعقيد المشهد، وعدم قدرة القاهرة على الوفاء بتعهداتها في الحفاظ على التهدئة في حال استمر نهج الحكومة الإسرائيلية الحالي.
ووفقاً للمصادر، فقد جرت اتصالات بين المسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصري، ومسؤولين أمنيين إسرائيليين في أعقاب اقتحام مخيم عقبة جبر في أريحا، أمس الأول الإثنين، والذي أسفر عن استشهاد 5 من عناصر حركة حماس، واعتقال أحد قياديي الحركة، وتزامن ذلك مع الجهود التي تقوم بها مصر، واقتراب وصول وفد "حماس" إلى القاهرة.
وبينت أن تلك التصرفات بعثت برسائل شديدة السلبية، تفيد بعدم جدوى هذه الوساطة، وهو الأمر الذي لن تستطيع تل أبيب استيعاب تداعياته ونتائجه، وفقاً لتقديرات مصرية.
وفي ذات السياق، كشفت المصادر أن ردود الاحتلال على ملاحظات القاهرة بشأن الوساطة الأخيرة جاءت سلبية، ولم يقدّم الاحتلال وعوداً بوقف الاقتحامات للمدن والبلدات الفلسطينية، بل أكد أنه ماضٍ في مواجهة ما وصفه بـ"التهديدات الفلسطينية والخلايا المسلحة للفصائل في الضفة"، ولن يسمح بانتقال حالة غزة للضفة.
وأشارت إلى أن حكومة الاحتلال، تطرح تصوراً يتلخص بصورة أساسية في معادلة "الهدوء مقابل الهدوء"، مؤكدة للمسؤولين في القاهرة أن هذه هي المعادلة الوحيدة المطروحة من جانبها.
في المقابل، يرى المسؤولون في مصر أن التعنّت الحاصل هو نتاج الحكومة الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو، والتضارب الكبير الحاصل داخلها، في ظل تبني أعضاء بها رؤى شديدة التطرف.