في حدث سياسي، ربما هو نادر في العمل العام، أقدم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقاء تلفزي في دبي، على طلب من الرئيس الإماراتي محمد بن زايد (والذي كان حاضرا) دعم سوريا، رغم انها قدمت لها وأرسلت وزير خارجيتها كأول مسؤول عربي يصل دمشق، خلافا لغيرها الذي سارع لزيارة تركيا، فكان تلبية طلب السيسي تصفيقا من الحضور بحرارة بينهم بن زايد ذاته.
"نداء السيسي" ما كان له أن يصبح ذي قيمة سياسية خاصة في ظروف طبيعية، فذلك جزء من مسؤوليته وكل مسؤول عربي، فما بالك بمصر، دورا وتاريخا وأثرا في مسار التطورات، لكن النداء أصبح "حدثا سياسيا" في ظل موقف بعض الدول العربية وحكامها المعادي لسوريا الدولة، وليس الرئيس والنظام، كما يدعون، التزاما بالخطة الأمريكية التي حاول الرئيس المقبور الى ابد التاريخ باراك أوباما لتدمير الدول العربية المركزية، لصالح فئة غائبة عن الوعي الوطني العام، تمهيدا لتبعية استعمارية معاصرة.
نداء السيسي حول سوريا، هو العلني الأول من رئيس دولة لكسر "لاءات الغرب الثلاثة" ضد سوريا، والتي تم صياغتها لمنع استعادة الدولة وقاعدتها، وخاصة أنها وجدت دولا عربية تمول ما ارادت دول الغرب تمريره من مخطط استعماري بلغة "الحداثة والديمقراطية"، عندما قررت بأنه "لا تطبيع ولا إعادة إعمار، ولا رفع للعقوبات إلى أن يتم التوصّل إلى حلّ سياسي ينسجم وقرار مجلس الأمن الدولي 2254 على نحو راسخ".
ما حدث من "زلزال مدمر" لا يمكن التعامل معه بمقاييس سياسية عادية، في ظل ظروف قاهرة لا تتعلق بنظام ورئيس وحكم، بل بما عصف بحاضر خارج كل الاعتبارات العدائية والكراهية، وليس زمنا لاستغلال كارثة إنسانية لفرض شروط سياسية لا إنسانية، واصلت بعض دول العرب الدوران في فلك تلك "اللاءات" المثيرة لكل ما هو حق بشري في الحياة.
موقف الغرب الاستعماري، وذيلية البعض الرسمي العربي، كشف أن "شروطهم" منذ عام 2011 لفرض حكم متعاكس مع روح العصر بالقهر والتآمر، ليس سوى فضح الحقيقة الاستعمارية التي تطل بين حين وآخر، وكلما أتيح لهم ذلك، بنقاب مستعار، ودوما اسمه "الديمقراطية"، فيما يقفون مرتعشين أمام دولة فاشية تمارس كل أنواع الجرائم المعادية للإنسانية، والعنصرية وتطهير عرقي وتحتل شعب وأرض وتمنع حقا له من قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة ما يفوق ما كان ضد سوريا، دون أن نجد "لاءا" واحدة تسري عليها، فقط لأنها "إسرائيل" أداتهم خادمة لمشروعهم الاستعماري الكامن.
ربما أصبح من الضرورة القومية، أن يتم التعامل مع "نداء السيسي" لدعم سوريا، ليس ببعده الإنساني، كما يبدوا، ولكن بات فرضا وقف "اللاءات الاستعمارية الثلاث" سياسيا، وكسر الحظر المفروض من قبل دولتين عربيتين، لمنع وقف العداء الذي أقرته الجامعة العربية في "الزمن الأسود"، فلم يعد حقا استمرار خطف القرار العربي من تلك الدولتين، لصالح بعد استعماري صريح، وخاصة أن من يتحدث عن "الديمقراطية"، لا يعرفها من حيث ألف باء البناء السياسي.
"نداء السيسي" لا يجب استمراره في البعد الإنساني، بل يجب، وهذا وقته تماما، لإلغاء قرار العداء لعودة سوريا لمكانتها في الجامعة العربية، وليترك لأهلها وشعبها العمل لمحاسبة الحكم والحكومة وقبلهم الرئيس، لكن من يريد محاسبة دولة أخرى على ما عليها، ليفتح الباب لمحاسبته على ما عليه كثيرا، ولتكن دولة الكيان العصري بداية القياس، التي تعتبر ذاتها دولة فوق كل الدول وقبلها الشرعية الدولية...
"نداء السيسي" يجب أن يتحول لآلية فعل تقودها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، مع رئاسة القمة العربية، الحاضرة لوضع نهاية لقرار السواد السياسي ضد سوريا.
ملاحظة: حسنا تطور لغة "الرسمية الفلسطينية" ضد دولة الكيان الفاشي، وصل لاعتبارها "دولة خارج القانون"..لكن كل هالحكي لن يجد من يشتريه دون حك "جلدهم"..خطوة عملية وحدة أهم من "طن برم"..والباقي موجود في درج الرئيس عباس!
تنويه خاص: شكله مخيم شعفاط المقدسي، حيشعفط الإرهابي الأراغوز بن غفير...مش ملحق يهدد حتى يلاقي قدامه حجر او سكين أو رصاصة...قتل جندي محتل برصاصة جندي محتل تعبير عن خوف بات جزء من حالهم..وشعفطهم يا شعفاط!