مواقف أميركية أوروبية ضد المستعمرة

image_processing20220613-527191-7cesgm.jpg
حجم الخط

بقلم:حمادة فراعنة

 

 

مهما قيل بشأن بيانات الرفض الأميركية والأوروبية ومن طرف الأمم المتحدة، رداً ورفضاً لقرار تشريع الاستيطان الاستعماري التوسعي للمستعمرة الإسرائيلية، على أن هذه البيانات لن تفيد أثراً في مواجهة الواقع والقرار الإسرائيلي، ولن تحد من الاستيطان ولن توقفه، وأن المستعمرة ستواصل سياساتها في التوسع وإقامة المستوطنات على أرض فلسطين، مهما قيل بشأنها، إذا لم يرافقها إجراء عملي عقابي من قبل الولايات المتحدة وأوروبا ضد المستعمرة، لعلها تتراجع عن برنامجها التوسعي، في ابتلاع الأرض الفلسطينية وزرع مستوطنات المستعمرين الأجانب على أرض الفلسطينيين والتضييق عليهم وجعل أرضهم طاردة لأهلها بسبب الإفقار والضغوط والإعدامات اليومية للشباب المحتجين ضد الاحتلال.


مهما كانت بيانات أوروبا والولايات المتحدة متواضعة، بلا أثر جدي على سلوك المستعمرة وسياساتها وبرنامجها، ولكنها أي البيانات مؤشر تراكمي إيجابي يشير إلى عدم رضا المجتمع الدولي عن سلوك المستعمرة، كون الاستيطان يتعارض مع القانون الدولي، وكافة قرارات الأمم المتحدة.


علينا أن ندرك أن الذي سيهزم المستعمرة هم فقط الشعب الفلسطيني، ولن يستطيع أحد غيره الإسهام الكفاحي معه في مواجهة الاحتلال، وعلى الفلسطينيين أن يدركوا من تجاربهم المباشرة، حيث كان لنضالهم وحده القيمة والتأثير والأثر في تراجع المستعمرة ولو مؤقتاً كما جرى في نتائج الانتفاضة الأولى عام 1987، والانتفاضة الثانية عام 2000، وكما حصل مع تراجع نتنياهو في فرض الجسور الحديدية والكاميرات الذكية والبوابات الالكترونية عام 2017، على بوابات المسجد الأقصى، وقد تم ذلك بفعل بسالة المقدسيين أنفسهم.


النضال الفلسطيني هو الأساس، هو المعلم، هو الأداة، هو الفعل المؤثر، والباقي من دعم أردني أو مصري أو عربي أو إسلامي أو مسيحي أو دولي، بمثابة روافع هامة داعمة للنضال الفلسطيني وشرعية مطالبه في استعادة حقوقه، وليس بديلاً عنه.


وطالما أن النضال الفلسطيني هو الأساس، وهو الخلاق في الإبداعات الكفاحية المؤثرة، يتطلب إنهاء حالة الانقسام بين فتح وحماس، بين الضفة والقطاع، وإنهاء حالة الشرذمة وتبادل الاتهامات بين القوى السياسية والكتل البرلمانية في مناطق 48، بين القائمة البرلمانية المشتركة والقائمة البرلمانية الموحدة.


المرض الفلسطيني الذاتي يشمل كافة القوى السياسية الفلسطينية في منطقتي الاحتلال الأولى والثانية، وهم يتحملون المسؤولية ويقدمون هدية مجانية للمستعمرة الإسرائيلية من كافة الأطراف الفلسطينية ولا أستثني أحداً منهم، مهما اتفقنا مع هذا الطرف أو اختلفنا مع ذاك، في هذه المنطقة أو تلك.


برنامج حكومة المستعمرة متواصل، رغم الاحتجاجات الحزبية الشعبية من قبل الإسرائيليين، ورغم رفض الفلسطينيين لسياسات المستعمرة وبرنامجها العدواني التوسعي الاستعماري.


الفلسطينيون يُراكمون المكاسب الصغيرة المتواضعة، والمستعمرة تراكم الخسائر البسيطة، وفي الحالتين سيؤدي ذلك إلى تحول جوهري، ولكنه لم يصل بعد إلى تحقيق النتائج في الانتصار الفلسطيني وفي هزيمة المستعمرة.