وحين كبرت لم أحصل على تأشيرة للبحر لم أبحر ... وأوقفني جواز غير مختوم على الشباك لم أعبر ... حين كبرت لم أبحر ولم أعبر ... كبرت انا وهذا الطفل لم يكبر.
أخذت أردد هذه الكلمات للشاعر العربي هشام الجخ أثناء قيادتي للسيارة، وفي صدري غصة وحزن، حين عودتي من حي الزمالك بالعاصمة المصرية القاهرة حيث سفارة المملكة المغربية.
قبل أسبوعين وصلتني دعوة كريمة من المؤسسة العربية للاتصالات – عربسات – للمشاركة في مؤتمر تقيمه في مدينة مراكش المغربية بالتعاون مع جامعة الدول العربية وبمشاركة العديد من المؤسسات والشركات الإعلامية والفضائية العربية والعالمية.
تقدم الجميع للسفارات المغربية كل في بلده بغرض الحصول على تأشيرة تسمح لهم بدخول الأراضي المغربية ... وأنا بحكم تواجدي في مصر توجهت إلى السفارة المغربية في القاهرة وتقدمت برفقة مجموعة من الزملاء العرب للحصول على تأشيرة دخول ... في اليوم الثاني حصل الجميع على موافقة الدخول للمغرب إلا طلبي قوبل طلبي بالرفض.. لأنني صاحب جواز سفر فلسطيني غلافه أسود ويحتاج الى موافقة من السلطات الأمنية المغربية لمنحي تأشيرة دخول.. أخبرونا في سفارة المغرب بالقاهرة أن الموافقة تحتاج يوم أو بعض يوم ... انتظرت أسبوعين ولم تجيء الموافقة .... استقل الجميع طائراتهم وعبروا المغرب إلا انا الفلسطيني لم أتمكن من العبور... بدأت فعاليات المؤتمر وانتهت ولم تأتي الموافقة لدخولي الأراضي المغربية
حزنت ولكني لم استغرب، فقبل بضعة أعوام وقبل اتفاقية التطبيع التي وقعتها الحكومة المغربية مع دولة الاحتلال المغتصب لفلسطين كنا نحصل على تأشيرة الدخول للمغرب في غضون يومين وأحيانا يوم واحد
السؤال الذي طرح نفسه في مخيلتي لماذا دولة كالمغرب تبعد خمسة الاف كيلومتر عن فلسطين المحتلة وعن بؤرة الصراع مع المحتل تبرم اتفاقية تطبيع مع الكيان الغاصب يكون الضحية فيها هو الفلسطيني المنهك لقرابة قرن من الزمان
التطبيع يا أعزائي ما هو إلا طعنة مريرة من ذوي القربى للفلسطيني الذي يخوض معارك التحرير في ظهره ويدافع عن مقدسات تخص المسلمين جميعا... أعتذر من الشعب المغربي المناضل والمحب لفلسطين، ذاك الشعب الذي يعشقنا ونعشقه وأرجو أن يسامحني أصدقائي وزملائي في المملكة المغربية الذين وعدتهم باللقاء لقد حالت بيني وبينهم حدود مغلفة بقرارات التطبيع الجبانة.