عليك السلام
ما زالت في مهدها نجمة المجوس
ما زالت في وردها أخت يبوس
تحرس أبواب المدينة
تحرس فضاء الأغنيات
بالأمنيات الحزينة
عليك السلام
تستريح على هضابك الغيوم
تتنزل في كنائسك البيض الرسالات والنجوم
في أديرتك المغسولة بالصمت
ألف أيقونةٍ تحوم
في شوارعها القيامة
في سقوف تراتيلك
حمائمٌ تلعن افك سدوم
وفي البدء كان الكلام
وكان اسمك أول الرخام
وكان إليك المنتهى والمشتهى والالتحام
أيتها اللؤلؤة في مقام السندباد
أيتها الصهيل في حوافر الجياد
يا مدينة الله وصوته القدسيّ يكرز في البلاد
حقول قمحك في نهوند الطيور المهاجرة
شراع مجدك في معجزة البحيرة
وفي شفاعة الناصرة
يا مدينة الله
ما زلت في أمسنا
في يومنا وفي غدنا حاضرة
فيك ما زلنا نبحث عن قبس الولادة
مسيحاً يبشر بالفرح
يحمل على يديه القرى المحاصرة
ويطعن الظلم في الرئة والخاصرة
لتنمو على جرحك المديد أقواس قزح
تندلع المدينة بحناجر الحجيج
ومن باحة المهد يصعد الضجيج
صدى الأجراس في الظهيرة
وتصدح المآذن المطيرة
بثورة الآذان
توحد الانسان
تلويحّة تلحمية لمعنى الحياة
وتردد المجرات صدى الصلاة
وأنا في رحابها تشدني الذكريات
من أول المهد حتى يطيب العناق
أحلق فوق المدى كأنني نجمةٌ
وأبواب بيت لحم مشرعة الحلم
وعلى نوافذها همسات القصائد
عليك السلام
ومنك السلام ، سيدنا
فقد عدنا نزرع الأحلام شموعاً
عدنا من غاشية القيامة
من لهيب المنافي
ووجع الخيام
نعانق وجه النهار
ونهتف لسيّدة الأرض
سلامنا السماوي
وقلوبنا علامة.