هزيمة متوقعة لبن غفير

image_processing20220613-527191-7cesgm.jpg
حجم الخط

بقلم:حمادة فراعنة

 

يتوهم بن غفير وزير الأمن القومي لدى حكومة المستعمرة، أنه قادر على لجم الاحتجاجات الفلسطينية، وتكريس وجود الاحتلال، عبر تعليماته المتطرفة لأجهزة الأمن، وبتشديد الإجراءات وزيادة القمع ووسائل الضغط.

لم يستوعب بن غفير بسالة الشعب الفلسطيني، وتطلعاته نحو الحرية والاستقلال وزوال الاحتلال، واستعداده العالي للتضحية، وهو لا يدرك تجارب الشعوب التي هزمت محتليها رغم تفوق البلدان المستعمرة على قدرات الشعوب الضعيفة، وإمكانياتها المتواضعة، ولكنها تملك الاستعداد للمواجهة وتوجيه ضربات موجعة نحو أدوات الاستعمار حتى تتم هزيمته.

العدالة والحرية وحق الشعوب في تقرير المصير سمة غالبة في يوميات وتاريخ البشرية، سواء طالت فترة الاحتلال كما حصل في الجزائر وانتزاع حريتها بعد أكثر من 130 سنة احتلال فرنسي، أو قصرت كما حصل لشعب فيتنام الذي هزم ثلاث إمبراطوريات متتالية: هزم اليابان، ومن ثم فرنسا، وبعدهما هزم الولايات المتحدة.

المستعمرة تعمل عبر حكومتها وأجهزتها ومستوطنيها على تحقيق غرضين أولهما أن القدس الموحدة عاصمة للمستعمرة، وثانيهما أن الضفة الفلسطينية جزء من خارطة المستعمرة، باعتبارها يهودا والسامرة.

يوم الأحد 19 شباط، تجاوب أهل القدس ومحيطها مع دعوة القوى السياسية المناضلة وأعلنوا الإضراب والاعتصام، ودللوا على مدى استجابتهم للمصلحة وللقرار الوطني.

أهل القدس باتوا مجربين، عبر سلسلة إنجازات كفاحية حققوها في مواجهة نتنياهو وهزموه في معركة البوابات الالكترونية والجسور الحديدية والكاميرات الذكية في تموز 2017، وهزموه في معركة باب العمود، وكنيسة القيامة في شهر شباط 2018، وكذلك في شهر أيار الرمضاني 2022 في معركة هبة الكرامة، وهكذا راكموا إنجازات كفاحية في مواجهة الاحتلال وأدواته ووسائله، فكيف يمكن لهذا المتطفل بن غفير المليء بالحقد والعنصرية كيف له أن يجتث المناضلين والنضال من رحم شعب لم يستكين ولن يُهزم، مهما بلغ القمع والبطش، حيث أن ذلك سيؤدي إلى مزيد من الصلابة والإيمان والثقة والعزيمة بالتصدي لأدوات المستعمرة وأساليبها.

نتنياهو يقع بن نارين الأول رغبته في الحفاظ على صيغ وأدوات التحالف مع بن غفير وسموتريتش لينجو من المحاكمة بتغيير وتعديل القوانين، حتى يتم شطب قضايا الفساد المتورط بها، والثانية ازدياد الرفض لحكومته واتساع حجم المعارضة لتحالفه وبرنامج "الإصلاح القضائي"، إضافة إلى الضغوط الأميركية الأوروبية الرافضة لسياساته التوسعية، ولذلك يعمل على إبراز حلول وسط، بما فيها وعده بعدم تشريع مستوطنات جديدة بعد أن شرع 9 مستوطنات في عدة مناطق فلسطينية، وعدم تغيير الوضع القائم لدى المسجد الأقصى.

ورغم تفاهة ما وعد به وما أعلنه، ولكن ذلك يعكس استعداده للمساومة، الأمر الذي يتطلب المزيد من المواجهة الفلسطينية لمجمل وقائع الاحتلال لعل إضراب واعتصام القدس يمتد ليشمل الضفة الفلسطينية بأكملها، ليؤكد صحة تقديرات مدير المخابرات الأميركية أن فلسطين مقبلة على الانتفاضة الثالثة التي بدأت مقدماتها بوضوح صارخ