حذار من الفخ يا غزة

حجم الخط

بقلم عدنان الصباح

 

 

 تسعى حكومة الفاشية الصهيونية الحالية الى دفع غزة الى الانتقال لمرحلة الهجوم وفي سبيل ذلك تقوم بأعمالها الاجرامية البشعة في الضفة الغربية يوما بعد يوم وبشكل يذكرنا كثيرا بأبشع المذابح التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في كفر قاسم ودير ياسين وقبية وهي بذلك تدرك ان المقاومة في قطاع غزة لا يمكنها الوقوف موقف المتفرج وبالتالي ستجد نفسها مرغمة على رد الصاع صاعين وهو ما تريده فورا هذه الحكومة المنفلتة العقال.

هناك اهداف انية مباشرة لهذا الهدف وتتلخص في مصلحة هذه الحكومة بالزام معارضيها مما يسمى باليسار والوسط الصهيوني بالصمت على اعمالها في الداخل الهادف لتحقيق مصلحتين

الاولى: شخصية لصالح زعيمي اكبر حزبين في الحكومة وهما نتنياهو الراغب بالإفلات من قبضة القضاء وارييه درعي الراغب بالتخلص من لعنة حكم المحكمة الذي لا زال يلاحقه.

الثاني: قومية دينية متطرفة تهدف الى بسط سيادة دولة الاحتلال على الضفة الغربية واطلاق يد المستوطنين وتهويد القدس والضفة الغربية والانتهاء من تهويد الجليل والنقب والتخلص من الكثافة السكانية في المثلث ووادي عارة

كلا الطرفان يقدمان مقايضة لبعضهما البعض مع قناعة الطرفان المطلقة ومعهم معارضيهم بالهدف الثاني فانهم يرون ان تحقيق مصالح شخصين مع تحقيق اهدافهم الابعد لن يشكل خطرا على كيانهم ووالاطراف الثلاثة مقتنعين ان الفرصة اليوم مواتية لتحقيق الهدف المشترك الذي سعت المعارضة الحالية لتنفيذه اثناء ولايتها فالظروف كلها مواتية لذلك

على الصعيد الداخلي في دولة الاحتلال الجميع في الائتلاف معني الان وفي المقدمة الاكثر تطرفا كسموتريتش وبن غفير لان لا احد من الحزبين الكبيرين سيعارض خطتهم على الارض وهوما لا يتكرر دائم

على الصعيد الفلسطيني الانقسام مستشري والسلطة في اضعف صورها والحصار على غزة متواصل من1 سنين وسنين ولم يتمكن الفلسطينيين من التوحد في مواجهة الاحتلال في ثورة شعبية عارمة تصبح اكثر من امكانيات دولة الاحتلال اذا ما استجاب كل الشعب لها وخصوصا في الداخل المحتل عام 1948 وهو ما جربته دولة الاحتلال اثناء معركة سيف القدس في ايار 2021 ولازالت الصورة ماثلة امامها.

على الصعيد العربي تحظى دولة الاحتلال اليوم بحلفاء قد لا يطول أمد مصلحتهم بهذا التحالف حاليا وبالتالي فان عليها الاستفادة من تاييد البعض وصمت البعض وانشغال البعض الاخر بقضاياه الداخلية.

على الصعيد الدولي العالم اليوم منشغل بالحرب الروسية الاوكرانية التي ستظهر نتائج جريمة تدمير في غزة اقل بكثير مهما كانت كبيرة مع الدمار الذي اعتاد العالم على رؤيته خلال عام كامل من تلك الحرب والصراع الكوري الكوري والياباني وتوسعة حلف الاطلسي والصراع مع الصين وحجم كارثة الزلزال التي ستظهر اية ارقام للضحايا موتا وجراحا وتشريدا امامها ضئيلة جدا

كل ذلك الى جانب الازمة الاقتصادية العالمية والصراعات المحلية الكثيرة تسهل على حكومة الصهيونية الفاشية هذه القيام بتحقيق اهدافها دون ضجيج كبير والتي قد تنتهي حتى بتحقيق المطلب الفلسطيني الاكثر سخافة في التاريخ وهو الحماية الدولية للمدنيين والتي ستتحول ايضا الى حماية للمغتصبين " المستوطنين " باعتبارهم مدنيين.

هناك مصلحة اخرى لا تقل اهمية وهي ان دولة الاحتلال يهمها التخلص من المقاومة في فلسطين ولبنان معا خصوصا وانها تدرك انها ستكون المعيق الاول والاخطر في حال قررت اشعال الحرب مع ايران بتحريض امريكي غربي مستفيدة من الظروف القاسية جدا التي يمر بها لبنان دون اسناد من احد.

ستواصل حكومة الصهيونية الفاشية اعمالها الاجرامية في القدس والضفة الغربية وتواصل استفزاز غزة اكثر فاكثر حتى تبادر غزة لتأخذ فورا صكا امريكيا امبرياليا عالميا بانها " تدافع عن نفسها " وهو ما تسعى اليه لإدراكها ان الثورة المشتعلة في القدس والضفة الغربية والتي تعيق تنفيذ مخططاتها وتربك كل مساعيها لا يمكن اخمادها بوجود مقاومة قوية وموحدة في قطاع غزة.

المطلوب من المقاومة ان تقرر هي موضوعيا وبمعزل عن الاستفزازات المتواصلة والمتصاعدة كيف واين وبمن ترد على قاعدة ان المقاومة في الضفة والقدس والجليل والمثلث والنقب ووادي عارة والساحل وغزة هي واحدة موحدة لا يجوز الفصل بينها وبالتالي فان أي رد أيا كان مصدره هو رد المقاومة جميعها وتبقى غزة حصن منيع لا يجوز التفريط به خصوصا وان الاحتلال لا يستطيع ان يتصرف في المناطق الاخرى عسكريا كما يمكنه في غزة خصوصا اذا حصل على ضوء اخطر من عديد الجهات فلتترك غزة اصبعها يصمد طويلا بين انيابهم دون ان تقبل الوقوع في فخهم الذي ينتظروه.