قرار ببناء أكثر من ٧ آلاف وحدة استيطانية قبل قمة العقبة اليوم !!

s20Ls.png
حجم الخط

بقلم : ابراهيم دعيبس

 

من المقرر ان تعقد في مدينة العقبة الاردنية قمة طارئة يشارك فيها الاردن طبعاً ومصر السلطة الوطنية واسرائيل، وقد زعمت بعض المصادر ان الهدف هو بحث وقف التصعيد والتوتر الامني في الاراضي الفلسطينية قبيل شهر رمضان وخلاله بشكل خاص، لأن وضعاً كهذا سيؤثر بقوة في الأوضاع عموماً وفي هذين البلدين العربيين بصورة خاصة.
الامر الغريب والمثير للاشمئزاز والاستنكار ان الاحتلال الذي يسعى كما يقال، الى التهدئة وعدم التصعيد، اتخذ قراراً ببناء أكثر من سبعة آلاف وحدة استيطانية، قبيل ذهابه الى هذا الاجتماع، وهنا يعلو التساؤل من هو الذي يتسبب بالتصعيد والتوتر ولا يراعي حرمة ولا فرصة للتهدئة التي دعوا اليها، في شهر رمضان؟.
لقد قال الكثيرون ونكرر القول هنا للمرة الألف ان لا صوت يعلو سوى صوت القوة سواء أكانت عسكرية أم سياسية أو اقتصادية أو بأي شكل كان، والواضح كما هي الحال دائماً، ان اسرائيل تتغطرس بالقوة ويرتفع صوتها ومطالبها بذلك، وتدعو الاطراف الاخرى الى عدم التصعيد والتوتر.
ولقد انتقدت قوى فلسطينية متعددة مشاركة السلطة بهذا الاجتماع وسط هذه المعطيات، ولكن مناقشة المشاركة بموضوعية هي قضية أساسية. ولا أعتقد أن هذه المشاركة خاطئة كلياً، لأن الوفد الفلسطيني الحاضر يستطيع ان يقول ما هو المطلوب ويعلي الصوت بالرفض والنقد والادانة، وعدم القبول بأية قرارات تخالف المطلوب الفلسطيني وانما ايصال الصوت الى من يسمعون أو لا يسمعون، بينما عدم المشاركة يمكن تفسيره سلباً وقد يتم اتخاذ قرارات أكثر سلبية.
ان مواقف مصر والاردن واضحة وصريحة وهي ضد الاحتلال والاستيطان، والاردن بصورة خاصة وهو المسؤول عن حماية المقدسات بالقدس، قد استنكر مؤخراً اية محاولات لتغيير الوضع في المسجد الاقصى المبارك، سواء التاريخي أو الجغرافي، واكد على اهمية المحافظة على الوضع القائم.
قد يكون توقيت اجتماع العقبة غير مناسب وسط هذا الاستيطان المتسع والتجاهل الكامل لكل المعطيات، ويظل التساؤل، لماذا هذا الاجتماع أساساً وما هي الاهداف التي يتوقعونها أو النتائج له في هذا الوقت بالذات؟ وقد يكون الجواب انه استباق لشهر رمضان الذي يقترب، والرغبة في خلق اجواء هادئة خلاله، وهذا مبرر مقبول ولكن الواجب والأساسي الا يقوم الاحتلال بأية خطوات استفزازية كالتي قام بها بقراره بناء آلاف الوحدات الاستيطانية، ومطالبة السلطة بالتهدئة في هذه الاوضاع فيها تجاهل كامل لاستفزازات الاحتلال التي لا تترك مجالاً للتهدئة التي يطالبون بها.
مساع اميركية وزيارات
على صعيد آخر، وفي اطار المساعي الاميركية والمطالب المتكررة، فقد استقبل رئيس الوزراء د. محمد اشتية وفداً من مجلس الشيوخ الاميركي برئاسة السناتور تشاك شومر زعيم الاغلبية في المجلس. وبالطبع فإن د. اشتية قال لهم ان نقطة البداية لفتح أفق سياسي يتمثل بوقف اسرائيل لكل اجراءاتها الاحادية.
كذلك فإن كبير مستشاري الرئيس بايدن وهو بريت ماكغورك بدأ زيارة الى المنطقة يزور خلالها مصر والاردن والامارات وسلطنة عمان، وذلك لهدف تخفيض حدة التوتر، وينسى هذا الآخر ان خفض التوتر يكون بالضغط على اسرائيل التي تؤدي ممارساتها الى تصعيد النزاعات والخلافات ، وليس بالزيارات المكررة والاقوال والتصريحات التي لم يعد أحد يستمع اليها.