أعلنت ثلاث قوى في منظمة التحرير الفلسطينية، اليوم الأحد، رفض مشاركة وفد يضم قيادات من السلطة الفلسطينية في الاجتماع الخماسي المنعقد في مدينة "العقبة" الأردنية بمشاركة أمريكية إسرائيلية.
وأكّدت القوى الثلاث في مؤتمر صحفي عُقد اليوم بمدينة رام الله، على رفض المشاركة الفلسطينية في قمة "العقبة" التي تنعقد بترتيب ورعاية أمريكية وبالاستناد للسياسية الأمريكية القائمة على خفض الصراع مقابل تحسين الأوضاع الاقتصادية وإطلاق يد حكومة الاحتلال في تنفيذ سياساتها ومخططاتها التوسعية.
وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، رمزي رباح: "إنَّ الجبهة ترى في اجتماع العقبة أمني بامتياز وترعاه الإدارة الأمريكية التي تسعى من خلالها لنقل البحث في الملف الفلسطيني إلى البعد الأمني وفتح حوار بين الفلسطينييين والإسرائيليين وفق ترتيبات أمنية".
وأضاف رباح، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر"، على هامش المؤتمر: "إنَّه يُراد من هذه القمة القفز عن أولوية إنهاء الاحتلال وفرض التعايش مع الاحتلال على شعبنا، كذلك لم يتم اتخاذ قرار من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بشأن المشاركة في هذا الاجتماع، وهو مؤشر سلبي لأنَّ الموقف الفلسطيني الثابت هو عدم الذهاب لأيّ بحث في الترتيبات مع إسرائيل".
وأكمل: "الإدارة الأمريكية تضغط لتمرير مخططات أمنية تحت عنوان خفض الصراع والعنف، وجوهرها دفع السلطة الفلسطينية للاصطدام مع شعبنا من خلال الحديث عن ضبط الوضع الأمني ومنع الظواهر المسلحة".
وأوضح رباح، أنَّ بناءً على تلك المعطيات تمت الدعوة لعدم المشاركة في هذا الاجتماع، وقد تم مخاطبة الرئيس من أجل الدعوة لاجتماع طارئ لتنفيذية المنظمة لبحث هذا الموضوع ووقف هذه الخطوة، بالإضافة إلى بحث كيفية اتخاذ القرارات في ظل رفض التفرد بها من قبل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.
من جانبه، بيّن أمين عام حزب الشعب الفلسطيني، بسام الصالحي، أنَّ "إسرائيل" نسفت هذا المؤتمر قبل أنّ يبدأ، لأنّها والإدارة الأمريكية يسعون لتحويل الموضوع إلى الجانب الأمني بعيداً عن الأفق السياسي، ولذلك تمت الدعوة لعدم المشاركة في هذه القمة وإلغائها.
وتابع الصالحي، في حديثه لمراسل وكالة "خبر": "نحن متمسكون بالقرارات الفلسطينية التي تقوم على توسيع الكفاح الوطني ضد الاحتلال وتوحيد الموقف الفلسطيني باتجاه ما تم اتخاذه من قرارات بما في ذلك وقف التنسيق الأمني".
كما أكّد أمين عام الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا"، صالح رأفت، على رفض الاتحاد لعقد هذه القمة، والتي كان يجب رفض المشاركة بها من قبل السلطة الفلسطينية، لأنَّ "إسرائيل" لم تتلزم بكل التعهدات التي أعطتها الإدارة الأمريكية للقيادة الفلسطينية، بوقف الاستيطان ووقف اقتحام المدن ووقف الأعمال أحادية الجانب.
واستطرد رأفت، خلال حديثه لمراسل وكالة "خبر": "إسرائيل ارتكبت بعد هذه الوعودات مجزرة نابلس، عدا عن الاعتداءات في الخليل وبيت لحم وحدود قطاع غزّة، وترتكب يومياً المزيد من الجرائم وتبني مستعمرات جديدة، وتوافق أيضاً على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية بالإضافة إلى مصادرة أراضي المواطنين".