حذّر قائد قوات الحماية من الإشعاع والكيماويات والبيولوجية التابعة للقوات المسلحة الروسية في وزارة الدفاع إيغور كيريلوف، الولايات المتحدة من التخطيط لتنفيذ استفزاز باستخدام مواد كيميائية سامة في أوكرانيا، وتحميل روسيا مسؤولية الحادث.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها كيريلوف للصحفيين، اليوم الثلاثاء، مشيرًا إلى تصريح صدر عن السفير الأمريكي السابق لدى موسكو جون سوليفان في 22 فبراير خلال مشاركته في ندوى أقامتها منظمة غير حكومية أمريكية، حيث زعم أن "القوات الروسية تخطط لاستخدام الأسلحة الكيماوية" في منطقة العمليات العسكرية الخاصة.

وقال كيريلوف: "نعتبر هذه المعلومات دليلا على نية الولايات المتحدة نفسها وأعوانها لتنفيذ استفزاز في أوكرانيا باستخدام مواد كيميائية سامة"، مضيفًا أن الولايات المتحدة تعول على أن المجتمع الدولي لن يستطيع في ظل ظروف الأعمال القتالية الدائرة، تنظيم تحقيق فعال في استفزازاتهم الكيميائية، ما سيمكن أصحاب الاستفزاز الحقيقيين من الإفلات من المسؤولية وإلقاء اللوم على روسيا.

وأوضح أنه في 10 فبراير وصل قطار محمل بالمواد الكيميائية إلى مدينة كراماتورسك الخاضعة لسيطرة كييف في جمهورية دونيتسك الشعبية، وتم إيصال الشحنة لاحقا إلى خط التماس على متن مدرعات أمريكية الصنع.

وبين أن الشحنة احتوت ثمانية صناديق من مادة BZ (التي استخدمتها الولايات المتحدة في فيتنام) تحمل علامة خطر كيميائي، بالإضافة إلى خمسة صناديق من مادة CS-Riot وثلاثة من CR-Riot عليها علامة مواد مهيجة.

وأشار إلى أنه في كراماتورسك بتاريخ 19 فبراير تم تفريغ 11 عربة فيها ذخائر متشظية بعلامات خاصة تحت تمويه مواد بناء، منوهًا إلى أن هذه القذائف قامت الولايات المتحدة في السابق بتحديثها وتحويلها إلى ذخائر تحوي مواد مهيجة سائلة.

وذكر أن خططًا لمركز التنسيق الأوروبي الأطلسي لتزويد كييف بدفعة من معدات الحماية الكيميائية ومضادات السارين والسومان، موضحًا أن التقديم المتزامن للمواد الكيميائية السامة ووسائل الحماية منها، تشير إلى محاولة تنفيذ استفزازات واسعة النطاق باستخدام المؤثرات العقلية السامة العسكرية من نوع BZ المحظورة من قبل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

وأكد على أن الولايات المتحدة تنفذ التزاماتها الواردة في معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية بصورة انتقائية وتشرعن المواد السامة، مبينًا أنه بإمكان المعامل الروسية تحديد البلد الذي إنتج المادة الكيميائية.

وأشار إلى أنه في حال وقوع الاستفزازات سيتم تحديد منفذيه ومعاقبتهم.

وعلى صعيد آخر، سقطت ثلاث مسيرات أوكرانية في شوارع مدينة بيلغورود الروسية، ما ألحق بعض الأضرار بنوافذ المنازل والسيارات في تلك المناطق.

وأفاد محافظ منطقة بيلغورود الروسية، فياتشيسلاف غلادكوف، عبر "تلغرام، بأن فرق الطوارئ، والقوات الروسية الخاصة تتعاملان مع الحادث، مضيفًا أنه أصدر تعليماته لرئيس بلدية بيلغورود، فالنتين ديميدوف، بالتوجه إلى مكان سقوط المسيرات للاطمئنان على الأوضاع.

وكتب غلادكوف: "بما أنني في المستشفى حاليا، فقد أصدرت تعليماتي لرئيس بلدية بيلغورود فالنتين ديميدوف بالذهاب إلى مكان الحادث".

ومن جانبه، أفاد رئيس بلدية بيلغورود، فالنتين ديميدوف، عبر "تلغرام"، بأنه وصل إلى مكان سقوط إحدى المسيرات، موضحا أنها اصطدمت بنافذة إحدى الشقق السكنية، مضيفًا أنه لم تقع أية إصابات بين المواطنين، وأنه تم نقلهم إلى مكان آمن، وسيتم توفير إقامة فندقية لهم لحين إصلاح الأضرار.

وأشار، إلى أن القوات الروسية الخاصة قامت بتطويق المكان، لضمان حمايته من أية هجمات محتملة

كما وأكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، على أن حلف "الناتو" بحكم الأمر الواقع مشارك في النزاع الأوكراني، ولم يعد يتصرف كخصم مع وقف التنفيذ، ولكن كعدو لروسيا.

وأشار بيسكوف ردا على سؤال حول أسباب تعليق روسيا لمشاركتها في معاهدة "ستارت"، إلى أن الوضع بالنسبة لروسيا قد تغير بشكل كبير مقارنة بالوقت الذي تم فيه اعتماد هذه الوثيقة، منوهًا إلى ""الناتو" أصبح بحكم الأمر الواقع مشاركا بالنزاع في أوكرانيا".

وأضاف: "في الواقع، يتصرف "الناتو" الآن ككتلة واحدة ليس كخصم مع وقف التنفيذ، بل كعدو. تعمل استخباراتهم ضدنا على مدار 24 ساعة في اليوم، كما صرح رئيس روسيا فلاديمير بوتين في المقابلة الأخيرة، تم تزويد أوكرانيا بالأسلحة مجانا ويطلقون النار على جنودنا، ناهيك عن حقيقة أنهم يطلقون النار على مواطني أوكرانيا، ويقصفون المدن والقرى الأوكرانية. يتم اتخاذ القرارات الجماعية في إطار "الناتو" حول الشحنات الجديدة من الأسلحة مع زيادة مستمرة في مستواها التقني".

وأكد بيسكوف، على أن معاهدة "ستارت" تبقى الوثيقة الوحيدة "الحية إلى حد ما" في مجال الحد من التسلح والأمن الاستراتيجي، ولكن بوتين في رسالته "أوضح بشكل شامل" سبب قراره تعليق مشاركة روسيا في هذه الاتفاقية.

وأشار إلى أنه أثناء التحضير للمعاهدة، تم استبعاد الترسانات النووية لفرنسا وبريطانيا من المعاهدة، والتي على الرغم من أنها لا تضاهي في الحجم والقوة ترسانات روسيا والولايات المتحدة، إلا أنها "مهمة بما يكفي لنظام الأمن الاستراتيجي الأوروبي بأكمله".

وحول تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، قصفت القوات الأوكرانية أراضي جمهورية دونيتسك الشعبية 39 مرة مطلقة ما مجموعه 193 قذيفة خلال آخر 24 ساعة، حسبما أفادت سلطات الجمهورية صباح اليوم الثلاثاء.

وأوضحت السلطات أن 29 قصفا براجمات الصواريخ استهدفت مدينة دونيتسك، فيما سجلت 7 حالات من القصف بمدفعية عيار 155 على محور غورلوفكا، و3 حالات قصف مدفعي أخرى على محور مدينة يلسينوفاتايا.

وأفيد بإصابة امرأة وطفل من مواليد 2017، وتضرر مدرسة وروضة أطفال جراء القصف الأوكراني لمدينة غورلوفكا.

وذكرت مصدر أمنية أن القوات الأوكرانية أطلقت 47 قذيفة مدفعية على عدد من المدن والبلدات في مقاطعة خيرسون، مستهدفة مواقع البنية التحتية المدنية فيها.