بإمكان الأمهات والآباء اتباع أساليب عدّة لمساعدة أطفالهم بهدف زيادة مهارتهم وكفاءتهم واكسابهم ثقتهم بأنفسهم منذ صغرهم. وكلّما كانت الطرق والأساليب متنوعة، تكون استجابة الأطفال الصغار لها أفضل.
فإنّ أحد الأساليب العلميّة الحديثة المتّبعة لتحقيق ذلك هي مساعدة الأطفال على المشاركة في الأنشطة التي تنطوي على شيء يخافون منه، ومن ثم تحفيزهم وتشجيعهم عند الانتهاء من تلك الأنشطة. حيث تعتبر الأنشطة العمليّة مثل الرسم أو تلوين الرسومات بالتزامن مع سرد القصص المختلفة لتلك الرسومات وتلوينها أسلوبًا علميًا مشوّقًا وفريدًا من نوعه؛ للقضاء على رهبة عيادة طب الأسنان خصوصًا عند الأطفال الصغار.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الدور الأكبر في نزع الخوف من الطفل يعود للأم. فالأم هي مصدر الأمان والاطمئنان بالنسبة له، لذلك يجب عليها أن تكون على درايةٍ تامةٍ بهذا الأمر وبإمكانها ابتكار أساليب وطرق متعدّدة للوصول إلى الهدف المراد تحقيقه.
مثال على ذلك: تختار الأم إحدى الرسومات لشخصيات كرتونيّة محبّبة لدى طفلها وذات علاقة وثيقة بعيادة طب الأسنان وأدواتها، ثمّ تحضر أقلام التلوين وتطلب من طفلها اختيار ما يحب من الألوان وتمسك يده لتساعده على تلوين الرسم وأثناء التلوين تبدأ بسرد قصة محاولة من خلالها أن تظهر لطفلها أن الذهاب لعيادة طبيب الأسنان مهمة جدًا لأنها تجعل أسنانه خاليةً من التسوّس وأكثر نظافة ولمعان كما في الرسم أمامه، وأن الأدوات التي يستعملها الطبيب مشابهة للأدوات الموجودة في الرسم ولا تسبب الألم. لذلك لا داعي للخوف منها.
ومن الأساليب المجدية التي يمكن للأم اتباعها:1- شراء هدية لطفلها؛ تكون عبارة عن أدوات طبيب الأسنان، وتهديه إيّاها عند قيامه بأي عملٍ يستحق المكافأة، وتقوم باللعب معه فيمثّل هو دور طبيب الأسنان وتقوم هي بدور المريض، وبعد الانتهاء من اللعب تذكره بأنّ طبيب الأسنان يستخدم هذه الأدوات دون أن يشعرنا بالألم، وبأنها سوف تخبر طبيبه بأن لديه أدوات كأدواته وهو يلعب بها يوميًا وبأنه طفل شجاع لا يخاف لتعزّز لديه ثقته بنفسه.
2- بإمكان الأم أن تحضر معها هدية وتعطيها للطبيب الذي يقوم بدوره بإعطائها للطفل كنوع من المكافأة أيضًا اذا استجاب للعلاج كما يجب. وبهذه الطريقة سوف تطرد الشعور بالخوف لديه، وستعزّز لديه حبّ طبيب الأسنان ليقوم بزيارته للكشف الدوري دون خوف أو قلق.
وتجدر الإشارة أن على الأم اتباع هذه الأساليب وأخذ طفلها لزيارة عيادة طبيب الأسنان منذ عمرٍ مبكرٍ جدًا، حتى لا يفوتها القطار ويصبح التغلّب عل خوف طفلها من طبيب الأسنان أمرًا صعبًا أو ربما مستحيلاً، الأمر الذي سيضطرها إلى دفع المبالغ الباهظة لعلاجه تحت تأثير التخدير العام. كما أن طفلها سيصبح أكثر عرضةٍ للخوف من طبيب الأسنان في المرات اللاحقة. وربما كان الأمر الأكثر أهميّة هو أن تذكر الأم لطفلها بأنها عندما كانت في سنه كانت تذهب بشكلٍ دوري لزيارة عيادة طبيب الأسنان و كيف كان شعورها لدى الذهاب اليه و كيف تغلبت على تلك المشكلة.