اعترف شرطي لدى الاحتلال الإسرائيلي، بقتله الشهيد إياد الحلاق (32 عامًا)، بشكل متعمد بإطلاق النار عليه أثناء تواجده في غرفة النفايات التي هرب إليها عقب مطارته في البلدة القديمة بالقدس المحتلة.
ووفقًا لما أورده موقع "عرب 48" مساء الثلاثاء، ادعى الشرطي قاتل الشهيد المقدسي الحلاق، حظر نشر اسمه خلال إفادته أمام المحكمة المركزية في مدينة القدس، أنه “كنت متأكدا من أنه يوجد هنا مخرب يقتل امرأة. وبالنسبة لي فإني أنقذت هذه المرأة.
كما ادعى أن الشهيد الحلاق، وهو شاب يعاني من طيف التوحد، كان ينفذ عملية إطلاق نار وأنه يعتزم قتل امرأة، هي معلمته، مبينًا أنه بعد أن أطلق النار على الحلاق في المرة الأولى، فإنه “سقط على الأرض، وعندما صرخت نحوه ألا يتحرك، كاد ينهض باتجاهي وأطلقت النار عليه مرة أخرى".
وأشار إلى أن الحدث كلّه دام ثوان معدودة وهكذا كان شعوري، زاعمًا أنه أثناء التحقيق معه في قسم التحقيقات مع أفراد الشرطة (“ماحاش”) “علمت أنه من ذوي الاحتياجات الخاصة وليس مخربا”.
ووفق القاتل، فإن “حالة التأهب كانت مرتفعة بسبب شهر رمضان وقالوا إن هذا (يقصد هجوما) قد يأتي من مكان غير متوقع، وكنت جديدا (في العمل) والضابط كان كل شيء بالنسبة لي، مضيفًا أنه خلال مطاردة الحلاق صرخ أشخاص إنه “مخرب يحمل مسدسا”.
واعتبر أن “يمكن أن يكون أي شيء بحوزة مخرب – عبوة متفجرة، سكين، مسدس. ولذلك قلت في التحقيق معي سلاح ناري أو بارد”.
ووفقا للائحة الاتهام ضد الشرطي، فإنه في مايو العام 2020، كان الشهيد الحلاق في طريقه إلى مدرسة للتعليم الخاص يتعلم فيها، وكان يضع قفازات وكمامة بسبب انتشار وباء فيروس كورونا. واشتبه أفراد شرطة أنه يعتزم تنفيذ عملية بادعاء أنه توقف عدة مرات ونظر إلى الخلف.
وبعد دخول الضابط والشرطي إلى غرفة النفايات، أطلق الأخير النار على الحلاق وأصابه في بطنه، وعندها صرخ الضابط على الشرطي قائلا “توقف” عن إطلاق النار، بينما صرخ الشرطي المتهم نحة الحلاق قائلا “لا تتحرك”.
وأضافت لائحة الاتهام ضد الشرطي أن أحد أفراد الشرطة سأل الحلاق باللغة العربية “أين المسدس؟”، ورفع الشهيد نفسه باتجاه معلمته التي لحقت به ودخلت معه إلى الغرفة. وإثر ذلك سألها الشرطي باللغة العربية “أين المسدس؟”. وجاء في لائحة الاتهام أنه عندما أجابت المعلمة “أي مسدس؟”، أطلق الشرطي النار على الحلاق مرة أخرى، وبعد ذلك بوقت قصير استشهد الحلاق.
وأفادت معلمة الحلاق، وردة أبو حديد، بأنها كانت معه في غرفة النفايات وحاولت الدفاع عنه، لكن أفراد الشرطة تجاهلوا أقوالها بأنه من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وقالت أبو حديد إنه “كنت أول من دخل إلى غرفة النفايات وبعدي إياد وبعده الجنود الثلاثة، وعندما دخل إياد رأيت النزيف من ساقه، وسقط على الأرض لكن كان لا يزال يتكلم، وقال عندها ’ هذه وردة، أنا معها،ن خائفا ومصدوما، وأنا كنت خائفة أيضا ولا يمكنني فعل شيء، وعندها أطلقوا النار على إياد ثم وجهوا السلاح إليّ”.
يذكر أن الشهيد الحلاق (32 عامًا) قد قتل برصاص أحد جنود الاحتلال، قرب باب الأسباط، أثناء توجهه إلى مدرسة صناعية كان يدرس فيها في البلدة القديمة بالقدس.