بقلم: د. صلاح العويصي

قراءة في لقاء النائب محمد دحلان

العويصي
حجم الخط

غزّة - وكالة خبر

القائد الوطني الكبير محمد دحلان (أبو فادي) وضع كل أطراف الصراع أمام حقيقة واحدة، هي أن الوضع لم يعد يحتمل تلاعب سياسي، تماماً كمن يرشد الأعمى إلى طريق لا عثرات فيها، وقطع الطريق على كل التكهنات المغرضة في حقيقة دعمه واسناده للقضية الفلسـ.طينية وللشعب الفلسـ.طيني، حين أعلن صراحة أنه لا ينوي الترشح للرئاسة وليس لديه أي طموحات سياسية في السلطة الفلسطينية التي اعتبرها غير موجودة فعلاً ، وأنها مختزلة في بضعة أشخاص يراعون مصالحهم الشخصية، ويحافظون على وجودهم فقط.

كما تعرت السياسة الإسرائيلية المترنحة أصلاً أمام وضوح الرؤية التي طرحها أبو فادي في حل الدولة الواحدة، كمدخل إلى تعرية السياسة الإسرائيلية الرافضة لكل الحلول، والتي تحاول فرض قانون (ستاتيكو) وهو إبقاء الوضع على ما هو عليه دون أي تغيير، وبالطبع لن يتحقق ذلك إلا بالمراوغة السياسية، مدركاً أن الميزان الديموغرافي سيرجح لصالح شعبنا، ولكنه يؤكد في ذات الوقت أن إسرائيل التي تتنكر لحل الدولتين المطروح دولياً، فطرح البديل السياسي القابل للتنفيذ.

وفي مناقشة الوضع الداخلي، لم يكن الأمر صعباً في طرح معادلة بسيطة في حيثياتها وفي تنفيذها، بأن يعلن أبو مازن وحدة الضفة مع غزة تحت قيادة واحدة، لكنه يدرك في نفس الوقت ان السبيل إلى ذلك لن يكون منطقياً إلا بالانتخابات، وأوضح أن كل قوى الشعب الفلسطيني السياسية توافق على إجراء انتخابات عامة وأن من يرفضها هو الرئيس عباس فقط ، لأن إجرائها يشكل خطر حقيقي على وجوده ووجود المتنفذين من حوله.

هذا الموقف الوطنـ.ي المتقدم الذي يعلن فيه قائد بحجم الاخ أبو فادي أنه سيبقى وفيًا لشعبنا الفلسطيني، هو موقف يسترشد به في الفهم السياسي الواقعي لما تمر به قضيتنا، ويصلح لأن يكون منارة لتعلم القيادة والحنكة السياسة البعيدة عن التجميل والترويج.

هذا هو قائدنا وهذه هي مواقفه، التي تزول معها كل التكهنات و تترسخ فيها القناعات المستمدة من حقيقة الاحساس بالخطر الداهم لقضيتنا وشعبنا.