ليس بحاجة أن تقدم ا الرسمية الفلسطينية وكذا الفصائلية كشف حساب، حول التقدم خطوات، بل قفزات هائلة، نحو البحث عما يسمى في علم اللغة المستخدمة منذ زمن، بأفق حل سياسي للصراع القائم فوق أرض فلسطين، منذ عام 1973، وحتى "لقاء العقبة" الأخير، رغم كل ما كان جرائم حرب ومجازر، وعنصرية، كراهية، فاشية نادرة في حقدها على الآخر الفلسطيني، حرب تطهيرية لفرض مشروع تهويدي.
ولعل أي صحفي وليس باحث، يمكن أن يضع قائمة بكل ما تقدم من مشروعات وخطط وأفكار، وتجاوب الفلسطيني مقابل دولة الكيان، منذ عام 1967، حتى اللقاء الأخير في الأردن، والبيان الذي صدر فكانت المكافأة مجزرة وتصريحات اعتبرت وجود بلدة فلسطينية خطر وجب محوها من الجغرافيا، كمقدمه لمحو الوجود الفلسطيني من التاريخ.
وكي لا يستمر الحديث "الوهمي" بل والمضلل جدا، فإن المخاطبة المباشرة للأشقاء في مصر والأردن، بوقف أي لقاء مع حكومة المجازر والعداء للفلسطيني والعربي، ما لم يقبل أن يكون "ذيلا تابعا"، وذلك يشمل فيما يشمل اللقاء المرتقب في شرم الشيخ، وفقا لبيان "لقاء العقبة"، والذي لم ينتج سوى سيادة ثقافة جريمة حرب وعنصرية، جسدتها أفعال الإرهابيين في مجزرة حوارة، ولاحقا تصريحات الوزير من الفرقة الاستيطانية الإرهابية سموتريتش، ودعم من حزب بن غفير، بمحو البلدة عن الوجود، تعبيرا عما سيكون لاحقا.
الولايات المتحدة لن تكون سوى باحثة عن "مكذبة سياسية" لاستمرار اللقاءات انطلاقا من موقفها في حرب أوكرانيا وليس لغيرها، رغم لغتها "المشمئزة" من تصريحات الإرهابيين وقبلها أفعالهم في حوارة، والتي رفضت إدانة صريحة لتلك الأعمال والتصريحات بأنها "فعل إرهابي" يستحق المحاسبة والاعتقال، واتخاذ كل السبل لوقفهم، بما يشمل إقالة وزراء المجزرتين، كخطوة "حسن نوايا" نحو ما قالت إنها تبحث عنه، بعودة طريق السلام الغائب فعليا منذ 1996.
الحديث مع الأشقاء في مصر والأردن، بإعلان أن لا "لقاء في شرم الشيخ" دون إقالة وزيري الفرقة الاستيطانية الإرهابية، بعد تلك التصريحات الفاشية، ومحاسبة من قام بالمجزرة وأيدهاـ اعتقالا ومحاكمة، فمن لا يستطيع فعل ذلك، لا يمكن أبدا ان يذهب خطوة واحدة نحو ما أعلنوه في بيان "لقاء العقبة".
ولعل الإعلام العام، قدم خدمة سياسية للأشقاء في مصر والأردن عندما قام بعرض كيف تعاملت قوات الاحتلال مع إسرائيليين بينهم إبراهام بروغ رئيس كنيست أسبق ووالده زعيم أحد أحزاب الحركات الدينية (المفدال)، ذهبوا للتعبير عن تضامنهم مع حوارة البلدة والسكان، سلوك إرهابي صريح.
ومن باب "الفائدة السياسية"، ليس ضررا ابدا رؤية ما يحدث داخل دولة الكيان ذاتها من صراع صريح، يراه غالبية بأنه نمط ديكتاتوري جديد، لم يكن جزءا من المشهد منذ عام 1948، مظاهرات تتحدث عن "حرب أهلية" تدفع بها حكومة نتنياهو ضد اليهود وليس فقط ضد الفلسطينيين، كشاهد مضاف حول حقيقة من هي الجهة التي يريدون منها "أفقا"!
البحث عن "أفق سلام" وسبل "حل سياسي" لن يكون أبدا مع حكومة ترى أن "أرض فلسطين" باتت هي "أرض إسرائيل"، وأن الفلسطيني ساكن ناقص الحقوق المدنية في أرضه، وأن الاستيطان حق، ومعارضته جرم وجريمة.
وكي لا يقال أن نتنياهو ليس سموتريتش، فبيانه بعد "لقاء العقبة"، وقبلها بعد بيان مجلس الأمن الرئاسي شهادة تأكيد أنه قائدهم، وليس فقط أحدهم، عندما قال ان "الاستيطان حق في أرض إسرائيل"، واعتبر أي مساس به جريمة لن تمر.
المطالبة بوقف "لقاء شرم الشيخ" الى حين تحقيق ما سبق، هو خدمة عروبية واجبة، وخاصة أن "الرسمية الفلسطينية"، لا تملك "رفاهية الرفض" من طرف واحد لأسباب يعلمها الشعب الفلسطيني وتعلمونها قبله، فربما تبحث "جدارا وواقيا" لرفضها، لأن ذهابها رضوخا لرغبة الأشقاء والأمريكان، سيكتب شهادة نهايتها السياسية وليس الوطنية فحسب، وستفتح الباب لمشهد احتلالي جديد بأدوات تتراقص بأكثر من لون ومسمى.
الغاء "لقاء شرم الشيخ" أو تأجيله الى حين أن تجدوا "طرفا إسرائيليا"، وخطوات محاسبة مرتكبي مجزرتي نابلس وحوارة، وما تلاها كلاما وبيانات، ضرورة سياسية كبرى، لو أن الأمر حقا بحثا عن "أفق غير ظلامي".
ملاحظة: محزن جدا، ان يصل الى "حوارة" وفود دولية ويهودية ولا يوجد وفد عربي واحد..رغم ان هناك ممثلين ديبلوماسيين كثر في رام الله..يا جماعة أمريكا راحت ما تخافوا..وتأكدوا ان أهل حوارة سيحتفون بكم..بس هيك غياب الصراحة مخزي وجدا كمان!
تنويه خاص: مع كل المحبة للفدائيين في الضفة والقدس..لكن حركات الاستعراضات المسلحة المهرجانية، على طريقة "فصائل غزة"، بلا منها..ومش رسالة بتخوف العدو...وهاي "مصيدة" تخدمهم...سريتكم سلاحكم فحافظوا عليها!