حين تغادر قسوة الحقيقة لتتعلق بأوهام مستحيلة فإما ان تكون غبيا او ضعيفا او خائنا ولا شيء غير ذلك فقد امن الشعب الفلسطيني ولا زال ان ارض فلسطين كل فلسطين هي ارض عربية وان لا حق لاحد بها سوى شعبها العربي الفلسطيني من كل الاديان والطوائف بما في ذلك اليهود الفلسطينيين لكن مأساة شعبنا كانت ولا زالت في ادارة معركة الحرية منذ بدأت تلك المعركة ضد هجرة المغتصبين اليهود ومع اول المغتصبات على ارضنا ونحن نقبل بان يكون صانع المأساة ضدنا هو الوسيط وحين قبلنا بوساطات البريطانيين ورعايتهم والوان كتبهم ومبعوثيهم الى ان انتقلنا الى وساطة امريكا والتي لا زالت تمارس وساطتها الكاذبة ولا زلنا نقبل بوساطة نقول عنها نحن في السر والعلن انها كاذبة فدولة الاحتلال الفاشية تقتل وتسرق وتهود وتطرد وتهدم وامريكا تهدئ وتقدم لنا اوراق وتصريحات ومساعدات لناكل ونشرب وتطلق يد دولة الاحتلال تعيث فسادا كما تشاء الى ان تتمكن من شطب قضيتنا وشعبنا واسمنا من سجلات الارض والشعوب
لا بديل اليوم عن عودة شعبنا الى بوابته الاصل التي غادرها وهي فلسطين واحدة موحدة ديمقراطية ودون ذلك لا يجوز ان نقبل وفي الطريق الى هناك يجب شطب اتفاقيات اوسلو كليا والعودة الى الثورة بشرط الوحدة والغاء الفصائل المسلحة الحزبية لصالح جيش الشعب الثوري بقيادة موحدة وعقيدة قتاليه وطنية موحدة قائمة على قاعدة الحرية والتحرير للوطن والشعب ووحدة كل قوى الشعب تحت سقف برنامج سياسي وطني واحد وموحد على قاعدة المقاومة بكل اشكالها واية برامج لا تجعل من فلسطين وحدة جغرافية واحدة لا يمكن لها ان تعيش فلم يعد ممكنا ولا واردا حكاية دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران بعد كل ما تقوم به دولة الاحتلال بدعم امبريالي مطلق وصمت اممي غريب يصل حد المشاركة في الجريمة وبالتالي فان الرهان على أي وسيط لا يمكن ان يكون منطقيا الا اذا ملكنا القدرة على دفع دولة الاحتلال للبحث عن وسطاء للخروج من ازمتها فلا احد مستعد للتنازل لعدوه الضعيف الباكي الذي يشحذ حريته وكرامته وامنه من اعداءه.
دولة ديمقراطية واحدة موحدة او دولتان باتحاد فيدرالي او كونفدرالي او مملكة متحدة تشمل الاردن بنظام اقتصادي ودستوري واحد أيا كانت التقسيمات الادارية الداخلية فالأساس مغادرة حالة الانتظار الغبية القائمة على خرافة ووهم دولتان لشعبان بعدان بات هذا الشعار او المطلب لا يخدم الا الاحتلال ومصالحه ومشاريعه القائمة على انهاء وجودنا كشعب وتحويل ما قد يتبقى من بلادنا الى معازل لا يربطها مع بعضها البعض أي رابط.
ان الجريمة الاولى التي ارتكبت بحق شعبنا ووصلنا حد العجز عن الغائها ولا زلنا نبكيها في ذكراها لا اكثر ولا اقل هي وعد بلفور والجريمة الثانية حين قدمنا بأنفسنا طوق نجاة لأعدائنا بإعلاننا من جانب واحد قبولنا بالفتات من ارضنا دون ان يعرضه علينا احد والجريمة الثالثة هي اوسلو وما الت اليه حالنا والجريمة الرابعة هي الانقسام الذي دمر ما بنته سواعد شعبنا على مدى عقود وعقود من الكفاح والعمل
اليوم يعود بنا شبابنا المقاوم الى عنفوان الزمن الجميل ويقدمون لنا اثباتا عظيما على انه لا زال بإمكاننا وان الحلم يمكن له ان يكون حقيقة ان اردنا ذلك وبالتالي فان عدم التقاط اللحظة الحالية وتركها تموت ستعني باختصار ان معازل الهنود الحمر ستتكرر على ارض فلسطين ولن يكون لنا اكثر من ذلك لأننا سنكون لا نستحق اكثر من ذلك ان نحن اضعنا فرصة يقدمها لنا شبابنا الثائر الرافض للظلم والاحتلال والساعي بعقيدة الفطرة الى الحرية والكرامة على ارضه الحرة والمحررة.
لقد ان اوان الحقيقة امام حكومة الاحتلال الفاشية التي اسقطت عن نفسها كل اوراق التوت الكاذبة ورفعت اصبعها الاوسط بوجوهنا وباتت تعمل علنا من اجل موتنا او طردنا كحلول وحيدة فإما ان نلتقط اللحظة التي يقدمها لنا شباب المقاومة الابطال وهم يتجاوزون كل الغافين واللاهثين خلف السراب واما ان نخذلهم ونتامر عليهم حتى نقضي على ما تبقى من امل وندخل بأرجلنا الى معازلنا التي حضروها لنا على ارضنا التي تنازلنا عنها طواعية.
المقاومة الفلسطينية تصعد يوما فيوم وتتحد على الارض فعلا ملقية بالانقسام الى مزابل التاريخ وعدو منقسم تتعاظم صراعاته ولن يجد جهة ليصدرها اليه الا دمنا فإما ان نلتقط ما قدمه لنا شباب المقاومة اليوم وفورا او نصمت مرة واحدة والى الابد.