يوم الغضب في شوارع إسرائيل أوضح بشكل نهائي: هذه حرب. انطلق الاحتجاج الديمقراطي إلى عملية “السور الواقي” الخاصة به. انقضى شهران منذ تشكيل حكومة نتنياهو الإرهابية. الدولة تتفكك وتتحلل وتنهار. كل شيء إرهاب، ليس فقط حوارة. لا رمزية أكثر من ذلك تلح عليه ليلغي تشريع إمكانية عزله بسبب عدم الأهلية. هو يعرف ما الذي يفعله. ليس هناك فاقد للأهلية أكثر منه. قبل فترة طويلة من عدم الأهلية القانوني، يجدر إزاحته عن منصبه بسبب عدم الأهلية.
الحديث يدور عن رئيس حكومة أعلن الحرب على الدولة نفسها، وليس فقط على مؤسساتها وعلى من يخدمون الجمهور فيها، بل على مجرد طريقة الحكم والفكرة التي تنظمها.
التاريخ مليء بالأمثلة عن زعماء فقدوا القدرة على فهم الواقع وعلى التمييز بين الخير والشر، بين الصحيح وغير الصحيح، بدءاً بنيرون، القيصر الذي كان يعزف على القيثارة أمام روما المحروقة، وكاليغولا المنحرف الذي عيّن حصانه قنصلاً، وانتهاء بديكتاتوريين معروفين من القرن السابق والقرن الحالي. هذا تحد صعب. قارئة مخلصة طلبت مني هذا الأسبوع بضع كلمات تشجيع وأمل. أجبتها بأنني لا أوزع المعنويات. لست تشرتشل وليس لدي أي شيء أقدمه لها عدا عن العرق والدموع والمعارضة الحازمة.
في السابق نشرت في “هآرتس” مقالاً ناقش التخوف من عدم وضوح خطوط نتنياهو. هيئة التحرير اقترحت عليّ التخلي عن ذلك: لست أخصائياً نفسياً، قالوا لي وبحق. وفي الأصل، ليس هذا هو المكان الذي يجدر الدخول إليه. مرت خمس سنوات وأنا حتى الآن لست أخصائيا نفسياً، لست سوى أنا وطني يحترم القانون ويدفع الضرائب ويربي أولاده هنا. أنظر بعيون متعبة، لكني غير مندهش مما يفعله نتنياهو هنا مع ائتلاف الحريديم والحريديم القوميين الذي اختطف الدولة. ولدي شيء واحد فقط لأقوله لكم: قلتها ذلك لكم، لست وحدي بالطبع، لكن انتشار المعارضة إلى أبعاد ودوائر، التي اجتازها نتنياهو، كان شيئاً يمكن الحلم به. هو يمثل رؤية نهاية العالم، حرفياً.
أتذكر نقطة انكساري الخاصة بالنسبة لنتنياهو. حدث هذا بسبب كايا، الكلبة العمياء التي تبنتها عائلة نتنياهو وسارعت إلى نشر ذلك في وسائل الإعلام المستخذية. هذا بدأ بيئير نتنياهو الذي تجول مع الكلبة ولم ينظف وراءها عندما تبرزت، وعندما أشارت له عابرة سبيل لذلك، رفع لها الإصبع. بعد ذلك، طلب من الدولة أن تغطي نفقات طعام كايا. المحاسبة العامة في وزارة المالية، ميخال عبادي بفيانجو، رفضت ذلك. صممتُ على الالتقاء معها، كان يجب أن نسمع منها مباشرة بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية قدم فاتورة بذلك.
الإدراك بأن نتنياهو يعمل في محيط مشوش كان حيوياً لتقدير أدائه وتقديراته حول المجالات الأخرى. في الأصل تبين بعد سنين بأنه لا يوجد عوائق: زوجته تتدخل في تعيين الشخصيات الرفيعة، وابنه يتدخل في أمور الدولة ويشغل من بيت أهله منظومة المتحدثين والمشوهين. قضية المنازل، ملفات الآلاف والملفات التي لم يتم التحقيق فيها بما فيه الكفاية (الغواصات وأسهم الفولاذ)، والفشل الوطني الذريع لكناف تسيون، أثبتت أن الأمر لا يتعلق بـهوس أو أمور تافهة أو شائعات، المقتنع بأن الدولة تعود له لن يتردد في إحراقها إذا اعتقد أن هذا يخدم مصالحه. ولايته الحالية اعتبرت في البداية فترة التراث. لن تستمر لوقت طويل، الإرث واضح: تخريب المشروع الصهيوني. نتنياهو أقام للمرة الأولى في تاريخه حكومة دون عامل مهدئ ومسؤول (الذي كان يمكن أن يستخدمه ككبش فداء).
نتنياهو يسير بالدولة بسرعة نحو أزمة دستورية، اقتصادية وأمنية، ويفعل ذلك استناداً إلى أغلبية ضئيلة هي 30 ألف صوت بالإجمال إذا حسبنا كل الكتل. هذا لا يعتبر أمراً عقلانياً. الدولة أكثر من مجموع جميع المصوتين، وأيضاً من أجزائها. هي تاريخ، فكرة. تعتبر إسرائيل، بكل عيوبها ومشكلاتها، معجزة، ولا يمكن السماح لنتنياهو ومساعديه بتدميرها.
هآرتس