أكدت السفارة الروسية في واشنطن، على أن المسؤولين الأمريكيين لا يريدون تفهم موقف موسكو ووجهة نظرها، واصفة طبيعة الاتصالات بين السفير الروسي أناتولي أنطونوف ومسؤولين أمريكان بغير المُرضية.
جاء ذلك تعليقًا على تصريح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، حول الاتصالات بين الدبلوماسيين الأمريكيين والسفير الروسي أنطونوف، حيث أوضحت البعثة الدبلوماسية الروسية في واشنطن، في بيان صدر اليوم الثلاثاء، أن "المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن لم يكن ماكرا، فهو على الأقل لا يتحدث عن طبيعة هذا التفاعل".
وأضافت في بيانها، أن برايس "يؤكد حقيقة محادثات السفير الروسي التي جرت، إلا أنه ينسى أن مثل هذه الاتصالات كانت نادرة".
وأشارت إلى أن أنطونوف لا تتاح له دائما فرصة "تنفيذ تعليمات موسكو بسرعة"، وذلك لأن "المسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية إما يرفضون التواصل، أو يتم إعادة توجيههم إلى مسؤولين من المستوى الأدنى".
وأوضحت أنه "كانت هناك حالات لم يستطع فيها السفير، حتى التعبير عن الموقف الروسي خلال الاجتماع. قاطعوه وأوضحوا أن لدى الأمريكيين أشياء أكثر أهمية من الاستماع إلى وجهة النظر الروسية".
وأضافت: "من الأمثلة الصارخة على لامبالاة المسؤولين الأمريكيين هي أنه منذ ما يقرب من عامين، وبعد المناشدات المتكررة من (السفير الروسي) أنطونوف، كانت واشنطن تماطل، تحت ذرائع مختلفة، في عملية الاتفاق على نصوص المذكرات الدبلوماسية بشأن إنهاء الاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة حول تحويل المواد النووية الموقع في 24 مارس 1999".
وفي وقت سابق، أعلنت الخارجية الأمريكية أنها أجرت عددا من الاتصالات بالسفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف في الفترة الأخيرة، باعتباره صلة الوصل، مشيرة إلى أهمية هذه الاتصالات دون أن تذكر تفاصيلها.
وعلى صعيد آخر، صرح وزير الخارجية النمساوي ألكسندر شالنبيرغ، بأنه لا ينبغي إغلاق قنوات الحوار مع روسيا، مشيرا إلى أن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا قد تصبح منصة للمفاوضات مستقبلا.
وقال شالنبيرغ في مقابلة مع صحيفة "ستاندرد" النمساوية: "لا شك في أننا لا ندعم أوكرانيا في نضالها من أجل استعادة السيادة الإقليمية وسلامة أراضيها. إن روسيا تنتهك انتهاكا صارخا جميع المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة".
وأضاف: "يجب ألا نقطع أي جسر ولا قناة للحوار وسنحتاج أيضا، عندما يحين الوقت، إلى منصات للمفاوضات مثل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا".
وفي وقت سابق اليوم، صرح الوزير، بأن موقف أوروبا من العقوبات ضد روسيا لا يجد تفهما بين ممثلي معظم دول العالم.
وقال شالنبيرغ: "هذه واحدة من القضايا المركزية التي يجب أن تهمنا هذا العام. معظم الدول لا تتفهم وجهة النظر الأوروبية.. نحن في أوروبا يجب أن ندرك أن الرواية الروسية بأن الغرب هو المسؤول عن ارتفاع أسعار النفط والغاز والمواد الغذائية في جميع أنحاء العالم بسبب العقوبات، ناجحة في إفريقيا".
وفيما يتعلق بتطورات العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا، أبلغ سكان مدينة دونيتسك والبلدات المجاورة عن اشتداد القتال باتجاه مقاطعة أفدييفكا، مشيرين إلى سماع صوت المدفعية والطيران الروسي، والاشتباكات المسلحة في المنطقة الصناعية بالمقاطعة.
ووفقا لمراسل وكالة "نوفوستي": "العمل القتالي على أشده في المنطقة، المدفعية لا تهدأ وأعمال الدفاع الجوي مستمرة وأصوات الاشتباكات كذلك".
وعلى مدى الأشهر القليلة الماضية، لم تكن المعارك بهذه المنطقة عنيفة بهذا الشكل، وانحصرت بشكل أساسي في المواجهة الموضعية والمعارك المحلية للبلدات والمناطق المعزولة مثل أبيتنوفو وفوديانوفو.