شاء القدر أنَّ تكون لديه مشكلة صحية بسيطة، تحتاج لتدخلٍ جراحي، وسيكون بعدها على ما يرام. الطفل مراد الحوراني ابن السبعة أعوام، دخل إلى غرفة العمليات في مجمع الشفاء الطبي لا يُعاني من أيّ مرضٍ، لكِنه خرج مشلولاً لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم. 

والد الطفل مراد، قال لمراسلة وكالة "خبر": "قبل حوالي شهرين قامت المدرسة بعمل فحوصات لجميع طلاب الصف الأول وتم إبلاغي لمراجعة قسم الجراحة في مستشفى الشفاء لوجود خصية معلقة لدى ابني مراد، وبالفعل توجهنا للمستشفى وقام الأطباء بإقرار عملية جراحية له بتاريخ 2022/12/29م وتم إدخاله للعمليات".

وأضاف: "تفاجأت بأنهم أخرجوا ابني من العمليات بشكل سريع ومفاجئ وأخبروني بأنّه تعرض لتوقف مفاجئ للقلب أثناء العملية، ما جعله يدخل في غيبوبة لمدة 9 أيام وبعدها أفاق من الغيبوبة، لكِنه كان مُصاباً بشلل كامل في كافة أنحاء جسده، لا يستطيع الرؤية ولا البلع ولا الكلام ولا أيّ نوع من الحركة".

شكوى رسمية في وزارة الصحة

وتابع: "بعد أنّ دمروا ابني لم أتوانى لحظة لمعرفة ما حدث معه في غرفة العلميات، وتقدمت بشكوى رسمية لدى وزارة الصحة لمحاسبة المسؤولين، لكِنهم لم يجيبوني بشيء، بل أخبروني بأنّهم سيُشكلون لجنة تحقيق فيما حدث، وبأنَّ الطبيب المشرف على عمليته في رحلة عمرة، وسينتظرون ريثما يعود ويباشروا التحقيق، لكِنني طلبت منهم الموافقة وعمل اللازم لتحويله للخارج، لإنقاذ حياة مراد، لكنهم لم يستجيبوا لي بل أخبرني الطبيب بأنَّ حالة مراد ليس لها علاج!!".

وأكد والد مراد على أنَّ ابنه لم يكن يُعاني من أيّ مرض، وأنَّ الأطباء أخبروه بأنَّ عمليته بسيطة ولا تحتاج لوقت طويل، وسيأخذه بيديه بعد الانتهاء منها لكي يعود للمنزل، لكِن ما حدث كان كارثة كبيرة عليه وعلى عائلته التي تتجرع المرار لما أصاب صغيرها. 

"مش ابني الي انشل أنا الي انشليت"

وعن شعوره وشعور والدته، قال: "منذ شهرين ونحن نعاني، مش ابني الي انشل أنا الي انشليت، جميع من في البيت شُلت أحاسيسه وحركته مع شلل مراد، فهو شمعة البيت وضحكتها". 

ويستذكر اليوم الذي سبق العملية، فيقول: "قبل العملية بيومين وعدني مراد بأنّ يحصل على علامة كاملة في الامتحان ويُسعد قلبي، وقال لي سأجعلك يا أبي مسروراُ بي وسعيداُ بعلامتي الكاملة في الامتحان، وفعلاً قبل العملية بيوم، جاءني مراد وأعطاني نتيجة الامتحان التي حصل بها على علامة كاملة، وقال لي خذ يا أبي هذا ما وعدتك به، وأنا الآن وكما وعدني مراد بأن يُسعد قلبي، أعده بأنّ آخذ حقه من الذين سلبوه حياته، وسأحاسب كل من تسبب في حالته".

"تحويله للعلاج في الخارج"

وأكمل: "لن أصعد الأمر إلا إذا تنكرت وزارة الصحة كاملة لمطلب ابني في حقه بالعلاج بالخارج وإنقاذ حياته، وسأقوم بالاعتصام غداً الأحد في مقر وزارة الصحة بمدينة غزة للضغط على الوزارة للإسراع بنقل ابني لمستشفيات الخارج، ومن ثم محاسبة كل متورط في تدهور حالته، وسأقوم بالكشف عن أسماء الأطباء الذين قاموا بإجراء العملية لمراد، لأحاسبهم أمام الرأي العام".

وأردف والد مراد: "-لو انكسر شي انت استعرته من صاحبه، يا بتصلحه يا بتعطي الشخص الي أعارك اياه بدل عنه- فما بالك بحياة طفل لا ذنب له سوى أنّه أراد أن يعيش، أنا لا أطلب تعويضات ولا شيء من هذا القبيل سوى نقله للخارج، فحياة ابني أغلى من كنوز الدنيا، لا أنّ ننتظر ريثما يتم تشكيل لجان تحقيق للبحث في الموضوع والتي نعلم جيداً أنها لن تُفضي لشيء". بهذه الكلمات المخنوقة والحزينة ختم والد مراد حديثه مُتضرعاً إلى الله أنّ يحمي طفله، ومتوسلاً وسائل الإعلام بالوقوف بجانبه في محنته، والقلوب الرحيمة لمساندته.