هارتس : إرهاب المستوطنين كما يرويه أهالي حوارة وبورين.. وشرطة إسرائيل: “نحقق مع اثنين”!

حجم الخط

بقلم: هاجر شيزاف

عندما رأى عبد الله عودة مثيري أعمال الشغب يقتربون من المتنزه الذي يمتلكه، عرف ما سيحدث. هذه ليست المرة الأولى التي يرشق فيها المستوطنون الحجارة في المنطقة، كما قال، بسبب مكانه على مدخل حوارة قرب مستوطنة “يتسهار”. من الجهة نفسها، شاهد المستوطنين قادمين الأحد، وهو اليوم نفسه الذي أحرق المئات منهم بيوتاً وسيارات في القرية الفلسطينية. كان ذلك عند 14:30؛ أي بعد نحو ساعة من العملية التي حدثت على الشارع الرئيسي في حوارة والتي قتل فيها الأخوان هيلل ويغيل يانيف من مستوطنة “هار براخا”. بعد ذلك، بدأت تصل تقارير عن أعمال الشغب في حوارة وقرية بورين القريبة، التي أحرق فيها مئات من المستوطنين البيوت والسيارات ورشقوا الحجارة على السكان والبيوت.

سبق ذلك نداءات في مجموعات “الواتساب” للخروج من أجل التظاهر والانتقام. تعتبر الأحداث العنيفة فشلاً لـ”الشاباك” الذي كان يجب عليه التحذير مسبقاً مما يتوقع حدوثه؛ ويعدّ فشلاً الجيش المسؤول عن المنطقة وأمن السكان؛ وفشلاً للشرطة التي أخفقت حتى الآن في جمع الأدلة، لذا تم إطلاق سراح جميع المعتقلين في المحكمة باستثناء اثنين تم وضعهما في الاعتقال الإداري.

هذه أفعال وثقتها أفلام كثيرة، ويمكن فيها رؤية جنود ورجال شرطة من حرس الحدود وسيارات لقوات الأمن في عدة مناطق في البلدة. وهؤلاء لم يوقفوا أعمال الشغب لعدة ساعات. والفلسطينيون الذين تحدثوا مع “هآرتس” قالوا بأنهم عندما حاولوا الدفاع عن بيوتهم، شرع الجيش بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت نحوهم. في النهاية، في الساعة 23:00، سيطرت قوات الأمن على المشاغبين.

الساعة 14:35، متنزه حوارة. يضم منتجع عودة فندقاً، مشهد طبيعي جميل لمدينة نابلس من جهة، ومن الجهة الأخرى تظهر بيوت “يتسهار” في قمة التلة.

رغم ذلك، تقف هذه المنشأة فارغة منذ بضعة أسابيع. هذه ليست المرة الأولى أو الثانية التي تتم مهاجمتنا بها”، قال عودة. وحسب أقوال أحد العاملين، يحجم كثيرون عن ارتياده عقب الهجمات السابقة في تشرين الأول وكانون الأول. “لقد اعتقدوا بأنهم سيأتون إلى حوارة، ولكنهم لا يثقون بأنهم سيخرجون من هناك”، قال العامل.

مثلما في حالات سابقة، ففي هذه المرة أيضاً وثقت كاميرات الحماية لعودة المشاغبين. ظهروا في الأشرطة وهم يرشقون الحجارة، وفي الوقت نفسه أحرقوا سيارة وهشموا نوافذ بيوت. في نفس الوقت وفي نفس المنطقة، أحرقوا مبنى قيد البناء واقتلعوا أشجاراً من ساحة أحد البيوت ورشقوا الحجارة على سيارة. عرفت قوات الأمن في الوقت الحقيقي بأن المستوطنين قد نزلوا من “يتسهار” نحو حوارة في تلك اللحظة.

الساعة 18:24: يقع بيت عدي وعمار، على مدخل حوارة. الأخوان عدي وعمار الضميدي كانا في محلهما في نابلس عندما اتصلت بهما زوجتاهما وهما خائفتان، وقالتا إن المستوطنين يهاجمون البيت. “كانتا وحيدتين مع الأولاد. وقالتا لهما وهن تصرخان وتبكيان بأن أشخاصاً يرشقون الحجارة هناك”، قال عدي.

استعدا للعودة إلى حوارة، ولكنهما اصطدما بحواجز عسكرية في طريق العودة. حسب قول عدي، كان الحل السفر عبر قرى أخرى. “مررنا بنحو 40 قرية تقريباً”، قال. ولكن بسبب تأخرهما في الطريق فقد نجح المستوطنون في القفز عن السور الحجري ودخلوا ساحة البيت. وعندما وصلا أخيراً، شاهدا عشرات المستوطنين في ساحة البيت. ولكن عندما أرادا الوصول لمساعدة عائلتهما منعهما الجنود من دخول البيت. “لقد شاهدوا المستوطنون في الداخل وهم يحطمون الأغراض”، قال عمار. “قلت لهم بأنه يمكنهم إطلاق النار عليّ، لكني سأدخل”.

لتجنب الخطر، وضع عدي غطاء على رأسه ووجهه. بهذا أمل بألا يعرف المستوطنون بأنه فلسطيني. لكن هذا التمويه لم يصمد فترة طويلة. وقال عدي إن المستوطنين حاولوا إمساكه عندما دخل إلى الساحة وأمطروه بالحجارة. حسب أقوال عدي، هرب هو وأخوه ونجحا في دخول البيت، وهناك وجدا الجدة مرمية أرضاً وفاقدة وعيها.

صعدا إلى السطح يحملان صحوناً وأدوات أخرى يلقيانها على المستوطنين. فهربوا ولكن للعودة ثانية مع تعزيز. حسب أقوال عدي، كان قرب بيته في ذلك الوقت نحو 200 مستوطن، فرشقوا الحجارة نحو السطح وتسببوا بكسر يد عمار. أحرق المستوطنون غرفة الضيافة الخارجية في ساحة بيت العائلة، التي حسب أقوالهما استثمرا فيها الكثير من الأموال. بعد يوم كانت غرفة الضيافة محروقة ومدمرة تماماً. قال عدي إنه دعا الجنود الذين كانوا يقفون على بعد مئة متر على المدخل الخلفي للبيت، وتحدث معهم باللغة العبرية، وطلب المساعدة، لكنهم تجاهلوه. عندما خرج أبناء العائلة لمواجهة المشاغبين، أطلق جنود الجيش نحوهم الغاز المسيل للدموع”.

“عندي ولد عمره أربع سنوات وآخر ست سنوات”، قال عدي. “ذهبنا للنوم في الرابعة فجراً. لم ينم الأولاد، وكانوا كل نصف ساعة يسألون إذا كان شيء قد حدث. وقد سمعتهم يقولون: لا تنم، لا تنم، سيعودون”. إضافة إلى الأضرار التي لحقت بالصالون، فقد سرق المستوطنون هواتف وساعات وشاشة تلفاز من البيت. في اليوم التالي، وجدوا قط العائلة ميتاً وقد نكلوا بجثته.

الساعة 18:27: إحراق بيت ومحل تجاري في حوارة. عندما بدأ الهجوم في حوارة كانت نوال الضميدي في بيتها تشاهد التلفزيون مع أولادها الثلاثة. وعند انتهاء الهجوم بقيت في البيت، وهي فعلياً لم تخرج من هناك يومين بعد ذلك بدون مياه أو كهرباء أو إنترنت. سبب ذلك أن النار التي أشعلها المستوطنون في البيت تسببت بقطع الكهرباء، وبالتالي تعطل الباب الكهربائي. الباب نفسه انصهر، واضطر الأربعة إلى الانتظار إلى حين إنقاذهم. في هذه الأثناء أوصلوا الخبز لهم بواسطة حبل “مثلما في البئر”، قالت الضميدي.

أضر الحريق أيضاً بمحل ابنها فراس التجاري الموجود تحت الشقة وعلى الشارع الرئيسي في حوارة. هذا الابن كان في دبي في زمن الهجوم. ولكن كان طوال الوقت يشاهد بقلق ما يحدث قرب محله التجاري. وقد شاهد المستوطنين وهم يرشقون الحجارة على المبنى ويحرقونه. “صببنا الماء، لكننا لم نسيطر على النار”، تذكرت الأم (75 سنة).

خرجت الضميدي إلى الشرفة محاولة إخماد النار، وعندها شاهدها الجنود الذين كانوا يقفون على الشارع، وأطلقوا نحوها الغاز المسيل للدموع وقنبلة صوت. “شعرت بأن وجهي قد احترق”، تذكرت. المستوطنون في المقابل، لم يحاول الجنود وقفهم. وفيما وثقته الكاميرات، يمكن رؤية سيارة عسكرية في الخلفية في الوقت الذي أحرق فيه مثلمون المحل بدون إزعاج. عند زيارة الشرفة بعد بضعة أيام، كان ما يزال يمكن رؤية بقايا قنبلة الصوت وعبوة الغاز المسيل للدموع التي أطلقت هناك، وأيضاً الزجاج الذي تهشم. البوابة الرئيسية كانت محترقة.

قبل لحظة من إصابتها بالغاز، شاهدت الضميدي بيت إحدى بناتها في الجانب الثاني للشارع، وقد بدأ يشتعل. وتم إحراق سيارتها أيضاً. “لها ولد عمره خمس سنوات، لم يتكلم ليومين بعد ذلك، قالت الأم. “حتى الآن عندما يسمع أي ضجة يبدأ بالبكاء”.

عقب الهجوم، أغلق الجيش الإسرائيلي المحل ستة أيام، وجميع المحلات التجارية على الشارع الرئيسي في حوارة. الأربعاء، تظاهر أصحاب المحلات وطالبوا الجيش أن يسمح لهم بفتحها. ولكن الجنود الذين جاؤوا إلى المكان طلبوا منهم إخلاء المنطقة ولم يسمحوا لهم بإخراج البضائع التالفة. حسب أقوال جهاد شراب، شريك فراس، اضطرا إلى رمي بضاعة بمبلغ 100 ألف شيكل. قال فراس إنه عندما كان ينقذ والدته، جاء ضابط إلى المكان. “سألته لماذا لم تحموا بيوتنا. وأجاب بأنه يقدم لنا احتلالاً خمس نجوم، وأنها ليست سوى البداية. قلت له: ليست القاتل. فرد: عندك مال، فاذهب واسكن في الأردن”. وحسب أقوال فراس: عندما قلت له بأنني سأبقى في حوارة رغم كل شيء، أجابني الضابط بأنه سيصر على إبقاء محله مغلقاً حتى لو جاءه أمر بفتح المحلات الأخرى”.

هاجموهم البيوت على مرأى من الجنود وبمساعدتهم.. وضابط: هي البداية فارحلوا إلى الأردن

الساعة 19:24: الشارع الرئيسي في حوارة. نهاوند أم لستة أولاد، وثقت من بيتها جزاًء من الأحداث في زمن العربدة داخل القرية. “كان جنوناً”، قالت. “مجموعة من المستوطنين تجولت بحماية الجنود والشرطة. وضعوا الإطارات على أبواب البيوت. ومن حاول فتح الباب أطلقوا عليه الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع. اختنقنا من ذلك”. قرب بيتها، قالت، يوجد كرسي أحرقه المستوطنون. “لقد تجولوا وهم يحملون البنزين. لم نتمكن من فعل شيء وأحرقوا الأبواب”.

الفيلم القصير وثقته نهاوند لزوجها الذي يعمل في المنطقة الصناعية في “أريئيل”. لم يتمكن من الوصول إلى البيت مدة ساعات؛ لأن الجيش أغلق الشارع بعد قتل الأخوين يانيف. لم يسمح للسيارات الفلسطينية بالدخول حتى في زمن الهجوم. “كنت وحدي في البيت مع الأولاد”، قالت نهاوند. “لم يكن بالإمكان الخروج. بعد ذلك، خرجنا لمساعدة الجيران، الذين أحرقت بنايتهم”. في الفيلم الذي وثقته يمكن رؤية مدى قرب قوات الأمن الموجودة في المكان، وحيث سيارات شرطة قريبة جداً من الحرائق.

الساعة 19:33: الشارع الرئيسي في حوارة. خلال ساعات كانت الأخوات الصغيرات من عائلة الضميدي يغلقن الأبواب على أنفسهن خوفاً من تعرضن لدخان الحرائق والغاز المسيل للدموع. “في كل لحظة أطلق فيها الغاز المسيل للدموع نذهب إلى بيت الدرج ونغلق الباب”، قال الأخ الأكبر ربيع (22 سنة). وقد وثق ما يحدث في القرية من فوق السطح، ونظر بخوف إلى محاولات الإحراق التي تحدث قرب بوابة بيته. “هناك أعشاب جافة وأشجار، لكن المستوطنين لم ينجحوا في إحراقها”، قال. كان الجيران أقل حظاً. “لقد أحرقوا بيتهم وأخلوا العائلة”، قال.

حين لم ينجح المستوطنون في إحراق البيت، رشقوا الحجارة على بيت الضميدي. “حاولوا تحطيم كل شيء أمامهم. “ثمة قضبان على النوافذ عقب هجمات سابقة. لذلك، لم ينجحوا في التخريب. في كل مرة يأتون ويخربون أشياء. ولكن كانت أخطر هذه المرة. كان هذا أمراً غير طبيعي. كان الوضع مخيفاً جداً”.

في الأفلام التي وثقها الضميدي، شوهدت قوات الأمن على الشارع الرئيسي في حوارة قرب بيته الذي تعرض لرشق حجارة ومحاولة إحراق. ولكن حسب أقوال ربيع، الجيش لم يفعل شيئاً. “وقف الجنود بين المستوطنين”، قال الضميدي. “بعد بضع ساعات، في الساعة 23:00، خرجت بنات شقيقه الصغيرات من الغرفة.

الساعة 20:04: إحراق ساحة سيارات قرب “يتسهار”. ساحة السيارات أمام بيت الضميدي لم تكن الوحيدة التي أحرقت في ذاك المساء. فقد أحرق المستوطنون ساحة أخرى على مدخل حوارة مخصصة لتفكيك السيارات. تقع الساحة في الجهة القريبة من القرية مما يسمى بمفترق “يتسهار” الكبير بسبب قربه من المستوطنة.

الكاميرات في الساحة وثقت المستوطنين وهم يقومون بإحراقها. صاحب الساحة، محمد حموز، قدر الأضرار بمبلغ مليون ونصف شيكل. “جئت إلى هنا من منطقة أخرى في حوارة. تركت سيارتي ومشيت. أحرقوا سيارتي”، قال حموز. “عندما وصلت، شاهدت السيارات تحترق. كان باستطاعة الجيش منع ذلك. الجنود كانوا هنا، ولكنهم لم يحركوا ساكناً”.

في البيت القريب من الساحة تعيش والدته (70 سنة) وشقيقه وأولاده. هشموا نوافذ البيت، وأحرقوا السيارة في الساحة. حسب حموز، عندما دخل إلى البيت، وجدوا الأم المريضة بالسكري مرمية على الأرض. بعد ذلك، نشر الجيش صورة للوالدة أثناء إنقاذها من البيت متباهياً بالمساعدة التي قدمها للفلسطينيين أثناء أعمال الشغب.

الساعة 20:44: قرية زعترة، قرب مفترق زعترة. في بداية المساء، كان الأخوان عبد وسامح الأقطش في الموقف على مدخل قرية زعترة جنوبي حوارة. على بعد عشرات الأمتار من هناك تجمع المستوطنون ورشقوا الحجارة عليهم، إلى أن خرج فلسطينيون لمواجهة المستوطنين ورشقوا هم أيضاً الحجارة عليهم. واصل المستوطنون الطريق إلى حوارة وعادوا بعد نحو ساعة، ولكنهم ليسوا وحدهم هذه المرة.

لقد كان مع المستوطنين الآن سيارتان عسكريتان وسيارة حماية لإحدى المستوطنات. الفيلم الذي نقله السكان للصحيفة يظهر وجود سيارة عسكرية أخرى يظهر أنها للشرطة وسيارة ثالثة عليها مصباح أصفر. حسب أقوال الفلسطينيين، فإن سيارة رجل الحماية كانت من نوع تويوتا. أحد شهود العيان قال إنه كان مكتوباً عليها كلمة “تفوح”. وحسب أقوال الفلسطينيين، هم شخصوا بأن من قاد السيارة يعقوب، وهو شخص ضخم مع لحية ويعمل في مركز الأمن في مستوطنة قريبة.

في الساعة 20:44: توثيق عبد أقطش للمستوطنين. في الفيلم الذي وثقه يمكن سماع إطلاق النار بين حين وآخر. “كان هذا في الهواء” سمع أحد الحضور وهو يقول بالعربية بعد إطلاق رصاصتين. في زيارة إلى هناك، كان يمكن مشاهدة علامات لإطلاق النار على مبنى الموقف والتراكتور الذي تم تهشيم زجاجه الأمامي. بعد بضع ثوان، تم إطلاق النار وقتل سامح أقطش (37 سنة) وهو أب لخمسة أولاد. عندها بدأ الصراخ: “إسعاف، سيارة إسعاف”، “مستوطن أطلق النار”. ما زال الجيش يبحث عن مطلق الرصاصة القاتلة. ولكن الفلسطينيين يعتقدون أن يعقوب هو المتهم. وحسب قولهم، كان يستلقي على الأرض في وضعية القنص، على بعد 50 متراً عن الجدار الذي وقفوا خلفه. حاولت “هآرتس” الاتصال مع المسؤول الأمني الذي يسميه الفلسطينيون يعقوب، لكنه رفض الرد على الادعاءات.

على سؤال “هآرتس”: هل تم التحقيق مع مشتبه فيهم بالتسبب بقتل أقطش، بالأساس مسؤول الأمن؟ أجابت الشرطة: “حتى الآن لم نتسلم تقريراً رسمياً يتعلق بالحادثة. رغم كل ما قيل عقب تقارير ظهرت في وسائل إعلام مختلفة بخصوص الاشتباه بحادثة كما يبدو تم العثور على فلسطيني ميت نتيجة أعمال الشغب التي تطورت في زعترة، الشرطة فتحت تحقيقاً بهدف التوصل إلى الحقيقة”.

الساعة 21:20: قرية بورين. في الوقت الذي عربد فيه المئات من المستوطنين في حوارة، كانت مجموعة أصغر تعربد في بورين. “ما حدث في بورين هو نفس ما حدث في حوارة”، قال أحد سكان القرية الذي طلب عدم ذكر اسمه. “ببساطة، حوارة غطت على كل شيء”.

حسب أقوال المصدر نفسه، فإنه في الساعة 21:20 وصل المستوطنون إلى بورين، وتوجهوا نحو البيوت القريبة من مفترق “يتسهار” الصغير، بين بورين و”يتسهار”. “لم يخرج أحد من شدة الخوف”، قال. المستوطنون أحرقوا السيارات ودخلوا إلى ساحة بيت وأشعلوا أسطوانة غاز، انفجرت وتسبب بحريق. وقد أحرقوا حظيرة فارغة. وفي حظيرة أخرى، سرقوا أغناماً وقتلوا بعضاً منها. بعد ذلك، رشقوا الحجارة على بيت آخر وأحرقوا مخزناً لمدرسة زراعية ودفيئات”. حسب شهادات عدد من السكان، اقتحم المستوطنون موقفاً لبيت هو الأقرب من “يتسهار” وأحرقوا السيارات فيه.

حسب الشهادات، فإنه خلال كل هذا الوقت كان الجنود يرافقون المستوطنين، بل وكانوا يطلقون الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت على السكان الذين خرجوا للدفاع عن أنفسهم. “كان هناك إطلاق رصاص حي من كل الجهات”، قال. “بمساعدة الجيش، نجح المستوطنون في الوصول إلى أماكن في القرية لم ينجحوا في الوصول إليها من قبل”.

الجيش الإسرائيلي رد: “أعمال شغب عنيفة وإحراق تطور في عدة بؤر في محيط حوارة الأحد، بعد العملية التي قتل فيها الأخوان يانيف. حقق في الأحداث قائد المنطقة الوسطى، وستعرض على رئيس الأركان. وسيتم استخلاص النتائج والدروس طبقاً لذلك. حسب الجيش، فإن “القوات في المنطقة عملت بتعاون كامل تحت قيادة الضباط الكبار في الميدان. أما الادعاء القائل بأن الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن سمحت بأعمال الشغب فلا أساس له. الجيش الإسرائيلي، وقوات الأمن التي تعمل في المنطقة، هم المسؤولون عن الحفاظ على النظام العام والسلامة لجميع السكان”.

وجاء من “الشاباك”: “نرى بخطورة كبيرة أعمال الإرهاب ضد السكان الفلسطينيين في حوارة في ليلة 26 شباط. وطبقاً لذلك، يتم جمع معلومات عن منفذي هذه الأعمال، ويتم اتخاذ خطوات لمنع تكرار أحداث مشابهة. في إطار ذلك، قدم الجهاز طلبات لاعتقال إداري لاثنين من المشاركين في أعمال الشغب، ودفع قدماً بإجراءات إدارية وجنائية أخرى.

 

 هآرتس