الى الشقيقة الجزائر..لا تسمحوا للفتنة أن تسمم العشق الفلسطيني لكم!

1638599527-781-3.jpg
حجم الخط

كتب حسن عصفور

 لعل الجزائر ثورة ودولة لها في فلسطين، الشعب والقضية مكانة نادرة، حيث لا يختلف عليها ومعها وطني أي كان توجهه الفكري، سوى مرحلة ظلامية للبعض بانحيازهم لمثيلهم الإخواني خلال الفترة السوداء، فهي الدولة التي شهدت افتتاح اول مكاتب الثورة الفلسطينية المعاصرة، والأكثر احتضانا للمجالس الوطنية، ومنها كانت انطلاقة "إعلان الاستقلال" 15 نوفمبر 1988، المؤسس للكيانية الفلسطينية المعاصرة.

الجزائر الدولة اسما وقضية ترتعش لها قلوب الفلسطينيين حبا لعطاء بلا مقابل، لم تكن يوما باحثة عن "إصبع خاص" تعبث به بداخل فلسطين، أو تعمل على استغلال طرف لخدمة هدف غير وطني، ولغايات أخرى، لم تشهد العلاقة معها منذ 1965، يوما ما يقال عنه "تعكير صفو علاقة حية وخالدة".

الجزائر التي وضع رئيسها الحالي ثقل الدولة والتاريخ لمنع دولة الكيان من التسلل نحو عضوية الاتحاد الإفريقي كمراقب، وهو من فتح الباب لرعاية محاولة حوارية علها تحصد خيرا، وقادت ديبلوماسية مواجهة دولة العدو في محافل مختلفة، وضعتها مكانة أعلى مما لها سابقا لشعب فلسطين.

ولكن، ما حدث مؤخرا، من استغلال رئيس حركة حماس إسماعيل هنية في استخدام أرض الجزائر ليعلن بداية خطاب "الفتنة الوطنية" عبر مؤتمر حزب إسلاموي (وريث الجماعة الإخوانية)، يستحق وقفة سياسية جادة، وليس عتابا رقيقا، وخاصة أن ما قاله هنية (ممنوع من الكلام في قطر وتركيا الا بما يسمح به)، يمثل محاولة انحرافية لسحب المواجهة مع العدو الى مواجهة داخلية، ويبدو أنه حقق بعضا مما طُلب من حماس مؤخرا.

من حق حركة حماس ان تفتح باب حربها الإعلامية ضد فتح والسلطة والمنظمة، كما يحلو لها، ولكن ليس من حقها ابدا أن تستغل أرض الجزائر، وهي التي دخلتها في ظرف خاص ومعلوم أسبابه، لتنثر منها باب "فتنة وطنية" في ظل "معركة وطنية"، وتعيد مجددا سلوكها الذي كان في استخدام أرض أشقاء عرب، كما الأردن بين أعوام 1988 حتى طرد مشعل وقيادة حماس منها 1997، لأسباب ليست مجهولة، قبل أن يعود خالد مشعل للإقامة مجددا في عمان أواخر 2022، لأسباب لا تزال غير معلومة، ربما "إنسانية"، بعد قرارات تركيا وقطر الأخيرة.

ثم أرض الشقيقة سوريا من 1997 وحتى 2011 عندما انحازت حماس للقرار الأمريكي بالعمل على مؤامرة تدمير سوريا، وتلك مرحلة لا تحتاج سوى البحث في محرك غوغل لمعرفة حقيقة موقفها، قبل أن تعود الى دمشق لأسباب يعلمها أجهزة المخابرات العربية.

ولذا، ما حدث يوم 16 مارس 2023 من رأس حركة حماس إسماعيل هنية بقوله، " إن الاحتلال الإسرائيلي يحاول بالتعاون والتنسيق مع السلطة الفلسطينية القضاء على المقاومة في الضفة الغربية المحتلة"، يمثل محاولة مكشوفة تماما لحرف المعركة الحقيقة عن مسارها الوطني، وما كان يجب أن يتم السماح له بذلك، بل كان يجب أن يحدد سلوك حماس بكل ما بات لها في الجزائر من امتيازات بعدم استخدام أرضها لتمرير "أهداف سياسية خبيثة" على حساب الوطنية الفلسطينية.

وبعيدا عن حقيقة أن حماس جزء من "مقاومة الاحتلال" في الضفة الغربية، فما يجب معرفته أن لها 3 شهداء منذ بداية العام مقابل ما يقارب الـ 40 شهيدا لحركة فتح والمؤسسة الأمنية الفلسطينية التي يتهمها هنية، بتلك الاتهامات.

وأهل فلسطين أدرى بشعاب مواقف حماس الحقيقية، وكيف تذهب لترسيخ خطة شارون عمليا، من خلال "ترسيخ النتوء الكياني" في قطاع غزة، وتقف حارسة أمينة لحماية أمن دولة الكيان من جنوب فلسطين، بحيث أصبح إطلاق بالون نحو أرض دولة الكيان تهمة تستحق العقاب.

بعيدا عن "المكذبة السياسية"، فالحقيقة أن التعاون الأمني الراسخ هو "تفاهمات حماس" مع دولة الاحتلال، فأصبحت "النموذج" الذي يطالب به قادة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في الضفة الغربية..وللتذكير تمارس قوات العدو يوميا عمليات تدمير أرض المزارعين شرق قطاع غزة تحت حماية أمن حماس.

"تفاهمات حماس" مع دولة الكيان العنصري مقابل امتيازات خاصة تبقي حكمها الخاص، وليس مقابل حقوق وطنية..تلك المعادلة التي تريدها دولة العدو "تهدئة مقابل مال" وليس "تهدئة مقابل حقوق"، نحو "تحسين شروط الاحتلال" وليس انهاءه.

حماية لعشق فلسطين للشقيقة الجزائر اقطعوا رأس "الفتنة المصدرة" من أرضكم ضد "الوطنية الفلسطينية" مبكرا..قبل لا ينفع ندما!

ملاحظة: خلال عام من حرب أوكرانيا..أصدرت "الجنائية الدولية" قرارا باعتبار الرئيس بوتين "مجرم حرب".. معقول هيك محكمة ما لقت وقت تشوف جرائم حرب دولة الكيان العنصري من 1948 حتى أخر جريمة قتل أطفال في جنين قبل يومين..طيب ردوا العين عنكم بواحد منهم بس..يا نصابين!

تنويه خاص: ان يقوم مركز بحثي، بعمل استطلاع موجهه بامتياز لخدمة مشروع التهويد بلسان فلسطيني مثير للاستهجان..الأهم انه لم يتحدث بسؤال واحد عن حكم الإخوانجية في غزة ولا اتفاقاته مع العدو..معقول تكون بدأت معركة ما بعد عباس لخدمة "الحسم السموتريتشي"..كلشي بالدنيا بيصير!