بينما تكون هذه المقالة بين أيدي القراء، نتائج الانتخابات الإسرائيلية للكنيست العشرين تكون قد ظهرت، إلاّ أن ما يميز هذه الانتخابات ذات الاستقطاب الحاد، فإن النتائج النهائية قد لا تظهر إلاّ بعد وقت قصير، ذلك أن حسم هذه الانتخابات من خلال النتائج، قد يعتمد على أصوات قليلة في اطار «تبادل الأصوات» بين الأحزاب، مقعد واحد، قد يفرق كثيراً في ظل هذه الحالة الحادة من الاستقطاب.
وإذا كانت هذه الانتخابات قد تميزت باحتدام الصراع على كل صوت بين ناخبي أحزاب وكتل اليمين فيما بينها، عوضاً عن الصراع بين اليمين، ويسار الوسط، في ظل غياب «حزب أو تكتل المركز» فان ظهور القائمة العربية الموحدة، بشكل ما أعطى جديداً له أهميته وانعكاساته على هذه الانتخابات، وهو ما أدى إلى «ميزة» إضافية، ذلك أن نتنياهو لم يتمالك أعصابه، وخرج عن النص القانوني حول الدعاية الانتخابية بشكل وقح بكل وضوح، ليقول أثناء مجرى العملية الانتخابية، معرباً عن ذعره الشديد من أن هناك هجمة انتخابية عربية على صناديق الاقتراع، بعدما تبين الساعة العاشرة صباحاً أن هناك زيادة في معدل توجه العرب إلى صناديق الاقتراع بما يعادل سبعة في المئة زيادة على الانتخابات السابقة قبل حوالي عامين، لم يتوقف نتنياهو عند هذا الأمر، بل بالغ في الإعراب عن ذعره عندما اتهم اليسار الإسرائيلي بنقل المصوتين العرب بالحافلات إلى صناديق الاقتراع، مناشداً اليمين التوجه إلى الصناديق، ومرة أخرى يخرج عن النص القانوني، ليقول لهؤلاء: ادلوا بأصواتكم إلى الليكود واليمين، هو لم يدع ـ من قبيل الاحترام ـ إلى التوجه إلى صناديق الاقتراع بل طالب اليمين أولاً، ثم أشار للتصويت لجهة محددة، الليكود واليمين بشكل خاص، الأمر الذي يعتبر خروجاً على قانون الانتخابات الذي يمنع الدعاية الانتخابية أثناء عملية الاقتراع، أو على الأقل خروجاً على المألوف الانتخابي، الذي يتمحور حول الدعوة العامة للتوجه إلى صناديق الاقتراع، ليس ضد طرف من أطراف المعادلة الانتخابية وليس دعوة لانتخاب جهة أو قائمة ما، لكن مستوى الذعر الذي أصاب نتنياهو، يبرر من دون شك مثل هذا الخروج على كل ما هو صحيح.
وعلى نفس المنوال، فإن رسالة نتنياهو لناخبي اليمين الإسرائيلي، كانت عبر حسابه على «الفيسبوك» هكذا فعل حزب البيت اليهودي، بعدما تبين الساعة الثانية بعد الظهر أن نسبة تصويت العرب بلغت ثلاثة أضعاف ما تم في نفس توقيت الانتخابات السابقة، فأرسل رسالة يقول فيها: نسبة التصويت لدى العرب مرتفعة جداً وهناك قلق من أن تتجاوز قوة حزب حنين زعبي قوة البيت اليهودي وتمس بكتلة اليمين، ينبغي خروج الجميع من البيت إلى صناديق الاقتراع ووضع بطاقة البيت اليهودي فيها.
وفي خطوة مفاجئة، دعا افيغدور ليبرمان، رئيس حزب إسرائيل بيتنا، اليمين للتصويت حتى لو صوتوا لميرتس اليساري، نكاية بالعرب، المهم أن لا يذهب أي صوت للعرب والمهم أن يصوت اليهود لليهود، حتى لو كانوا من اليسار الذي اعتبره ليبرمان دائماً، عدواً لدوداً في الساحة السياسية الإسرائيلية!!
إن مستوى الذعر الذي أصاب اليمين واليمين المتطرف الذي ظهر أثناء عملية الاقتراع من توجه الناخبين العرب إلى صناديق الاقتراع وتزايد نسبة التصويت لديهم، كاف جداً للاحتفال بالقائمة العربية الموحدة، بصرف النظر عن وصولها إلى المستوى الذي أكدته استطلاعات الرأي كقوة برلمانية ثالثة، بعد حزب الليكود وتكتل حزب العمل باسم الاتحاد الصهيوني، فإذا وصلت القائمة إلى هذا المستوى الذي يمنحها فرصة أكيدة للتأثير على تشكيل الحكومة، من خارجها، وكقوة في المعارضة لها قدرة على التأثير على الحركة السياسية في إسرائيل، وحتى إذا لم تصل إلى هذا المستوى، كقوة ثالثة، فإن توحدها الذي أصاب اليمين بالذعر، كاف لانضاج تجربتها ودليل للعرب قبل اليهود في إسرائيل، ان وحدة العرب، وسيلة لا بد منها لكي يحسب لاصحاب الأرض الشرعيين حساب في السياسات الداخلية تحديداً على ملفات القوانين العنصرية واللغة العربية والاسكان، والسياسة الخارجية باعتبار عرب 48 جزءا لا يتجزأ من الشعب العربي الفلسطيني، والذي ينشط في سبيل العدل والمساواة واستعادة الحقوق.
كما ان توحد الجمهور العربي في القائمة العربية المشتركة، سيلغي أي مبرر كان في السابق لانتخاب قوائم يهودية بها بعض المرشحين العرب، لصالح التصويت للقائمة العربية الموحدة، ذلك أن تشرذم الأحزاب والكتل العربية في السابق، اتخذه البعض مبرراً لإقدامه على انتخاب القوائم الحزبية اليهودية.
التحريض العنصري المكشوف، من قبل أحزاب وكتل اليمين، التي أشرنا إلى بعض منها أثناء عملية الاقتراع، تشير إلى أن الجمهور العربي قد وجه رسالة سامية، تحمل معاني العدل والمساواة والحقوق، في وجه الدعوات العنصرية، وهذا ما يملي على القائمة العربية المشتركة، بصرف النظر عن النتائج، التطلع إلى مزيد من الوحدة والعمل بشكل موحد ومنسق وعدم اللجوء إلى إلقاء اللوم على هذا الفريق أو ذاك، صحيح أن التعددية في اطار القائمة العربية المشتركة يعكس التوجهات المختلفة لدى الجمهور العربي لكن الصحيح أيضاً، أن هذه التوجهات تتحد في وجه الاحتلال العنصري للأرض الفلسطينية!!
وإذا كانت هذه الانتخابات قد تميزت باحتدام الصراع على كل صوت بين ناخبي أحزاب وكتل اليمين فيما بينها، عوضاً عن الصراع بين اليمين، ويسار الوسط، في ظل غياب «حزب أو تكتل المركز» فان ظهور القائمة العربية الموحدة، بشكل ما أعطى جديداً له أهميته وانعكاساته على هذه الانتخابات، وهو ما أدى إلى «ميزة» إضافية، ذلك أن نتنياهو لم يتمالك أعصابه، وخرج عن النص القانوني حول الدعاية الانتخابية بشكل وقح بكل وضوح، ليقول أثناء مجرى العملية الانتخابية، معرباً عن ذعره الشديد من أن هناك هجمة انتخابية عربية على صناديق الاقتراع، بعدما تبين الساعة العاشرة صباحاً أن هناك زيادة في معدل توجه العرب إلى صناديق الاقتراع بما يعادل سبعة في المئة زيادة على الانتخابات السابقة قبل حوالي عامين، لم يتوقف نتنياهو عند هذا الأمر، بل بالغ في الإعراب عن ذعره عندما اتهم اليسار الإسرائيلي بنقل المصوتين العرب بالحافلات إلى صناديق الاقتراع، مناشداً اليمين التوجه إلى الصناديق، ومرة أخرى يخرج عن النص القانوني، ليقول لهؤلاء: ادلوا بأصواتكم إلى الليكود واليمين، هو لم يدع ـ من قبيل الاحترام ـ إلى التوجه إلى صناديق الاقتراع بل طالب اليمين أولاً، ثم أشار للتصويت لجهة محددة، الليكود واليمين بشكل خاص، الأمر الذي يعتبر خروجاً على قانون الانتخابات الذي يمنع الدعاية الانتخابية أثناء عملية الاقتراع، أو على الأقل خروجاً على المألوف الانتخابي، الذي يتمحور حول الدعوة العامة للتوجه إلى صناديق الاقتراع، ليس ضد طرف من أطراف المعادلة الانتخابية وليس دعوة لانتخاب جهة أو قائمة ما، لكن مستوى الذعر الذي أصاب نتنياهو، يبرر من دون شك مثل هذا الخروج على كل ما هو صحيح.
وعلى نفس المنوال، فإن رسالة نتنياهو لناخبي اليمين الإسرائيلي، كانت عبر حسابه على «الفيسبوك» هكذا فعل حزب البيت اليهودي، بعدما تبين الساعة الثانية بعد الظهر أن نسبة تصويت العرب بلغت ثلاثة أضعاف ما تم في نفس توقيت الانتخابات السابقة، فأرسل رسالة يقول فيها: نسبة التصويت لدى العرب مرتفعة جداً وهناك قلق من أن تتجاوز قوة حزب حنين زعبي قوة البيت اليهودي وتمس بكتلة اليمين، ينبغي خروج الجميع من البيت إلى صناديق الاقتراع ووضع بطاقة البيت اليهودي فيها.
وفي خطوة مفاجئة، دعا افيغدور ليبرمان، رئيس حزب إسرائيل بيتنا، اليمين للتصويت حتى لو صوتوا لميرتس اليساري، نكاية بالعرب، المهم أن لا يذهب أي صوت للعرب والمهم أن يصوت اليهود لليهود، حتى لو كانوا من اليسار الذي اعتبره ليبرمان دائماً، عدواً لدوداً في الساحة السياسية الإسرائيلية!!
إن مستوى الذعر الذي أصاب اليمين واليمين المتطرف الذي ظهر أثناء عملية الاقتراع من توجه الناخبين العرب إلى صناديق الاقتراع وتزايد نسبة التصويت لديهم، كاف جداً للاحتفال بالقائمة العربية الموحدة، بصرف النظر عن وصولها إلى المستوى الذي أكدته استطلاعات الرأي كقوة برلمانية ثالثة، بعد حزب الليكود وتكتل حزب العمل باسم الاتحاد الصهيوني، فإذا وصلت القائمة إلى هذا المستوى الذي يمنحها فرصة أكيدة للتأثير على تشكيل الحكومة، من خارجها، وكقوة في المعارضة لها قدرة على التأثير على الحركة السياسية في إسرائيل، وحتى إذا لم تصل إلى هذا المستوى، كقوة ثالثة، فإن توحدها الذي أصاب اليمين بالذعر، كاف لانضاج تجربتها ودليل للعرب قبل اليهود في إسرائيل، ان وحدة العرب، وسيلة لا بد منها لكي يحسب لاصحاب الأرض الشرعيين حساب في السياسات الداخلية تحديداً على ملفات القوانين العنصرية واللغة العربية والاسكان، والسياسة الخارجية باعتبار عرب 48 جزءا لا يتجزأ من الشعب العربي الفلسطيني، والذي ينشط في سبيل العدل والمساواة واستعادة الحقوق.
كما ان توحد الجمهور العربي في القائمة العربية المشتركة، سيلغي أي مبرر كان في السابق لانتخاب قوائم يهودية بها بعض المرشحين العرب، لصالح التصويت للقائمة العربية الموحدة، ذلك أن تشرذم الأحزاب والكتل العربية في السابق، اتخذه البعض مبرراً لإقدامه على انتخاب القوائم الحزبية اليهودية.
التحريض العنصري المكشوف، من قبل أحزاب وكتل اليمين، التي أشرنا إلى بعض منها أثناء عملية الاقتراع، تشير إلى أن الجمهور العربي قد وجه رسالة سامية، تحمل معاني العدل والمساواة والحقوق، في وجه الدعوات العنصرية، وهذا ما يملي على القائمة العربية المشتركة، بصرف النظر عن النتائج، التطلع إلى مزيد من الوحدة والعمل بشكل موحد ومنسق وعدم اللجوء إلى إلقاء اللوم على هذا الفريق أو ذاك، صحيح أن التعددية في اطار القائمة العربية المشتركة يعكس التوجهات المختلفة لدى الجمهور العربي لكن الصحيح أيضاً، أن هذه التوجهات تتحد في وجه الاحتلال العنصري للأرض الفلسطينية!!