رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، ما نشرته وسائل الإعلام العبرية من تحريض وعنصرية ضد الفلسطينيين والعرب، في الفترة ما بين 12-19 مارس 2023.
وتقدم "وفا" في تقريرها الـ299، توثيقًا للخطاب التحريضي والعنصري في الإعلام العبري المرئي، والمكتوب، والمسموع، وكذلك على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لشخصيّات سياسيّة واعتباريّة في المجتمع "الإسرائيلي".
وضمن سياسة الإعلام الإسرائيلي في تسليط الضوء على ما يسميه "فقدان السيادة"، نشرت صحف "مكور ريشون"، و"يسرائيل هيوم"، مقالات سلطت الضوء فيها على تنفيذ عدة مشاريع في منطقة سبسطية، وعلى محاولات الفلسطينيين "تخريب كهوف الدفن" من فترة "الهيكل الثاني".
وتحت عنوان "نحن نفقد السامرة القديمة".. السلطة الفلسطينية تقوم بتعبيد شارع في سبسطية، كتبت مكور ريشون، "يتصاعد تدمير السلطة الفلسطينية لموقع السامرة القديم، إذ أعلنت بلدية سبسطية على صفحتها في فيسبوك أنها مهدت طريقا دائرية داخل أراضي السامرة القديمة".
وادعت أن أعمال شق الطريق التي اخترقت قلب الموقع الأثري والتاريخي بمساحة تمتد من المنطقة B وتستمر حوالي 400 مترٍ في المنطقة C، دمرت جدارا من فترة الرومان، وتم اقتحام ونهب وتخريب كهوف الدفن من فترة الهيكل الثاني، كما ألقى "نشطاء السلطة الفلسطينية" جثث الخنازير في المقابر القديمة في محاولة لمنع علماء الآثار الإسرائيليين من الدخول لفحص أبعاد الدمار.
ونقلت عما يسمى "حراس الأبدية": "نحن نخسر السامرة القديمة. التدمير بدأ منذ أكثر من شهر دون أي رد فعل حقيقي، ودون توقيف أي من منفذي التدمير من السلطة وبلدية سبسطية، والآن أيضا تدنيس القبور. يجب أن ترد الحكومة الإسرائيلية على الفور وبشدة".
وفي مقالة "يسرائيل هيوم"، التي جاءت تحت عنوان "الخطة التي ستوقف الضرر الفلسطيني لسبسطية.. بعد الهدم الفلسطيني: مخطط لترميم الموقع الأثري"، تطرقت إلى المخطط الإسرائيلي "لترميم الموقع الأثري في سبسطية، الذي تقع فيه عاصمة مملكة إسرائيل، وفتحه أمام السياح الإسرائيليين".
ونقلت الصحيفة عن رئيس مجلس "شومرون" الاستيطاني: "إذا لم نقم بذلك سريعًا، سيتم محو الموقع".
وقالت الصحيفة "ضرر ممنهج" أحدثته السلطة الوطنية الفلسطينية في سبسطية، يقابله "مخطط يهدف إلى تنظيم الموقع بعد سنوات عديدة وفتحه لدخول السياح الإسرائيليين بشكل منظم. تقدر الكلفة الأولية بحوالي 6 مليون شيكل، والتي سيتم تمويلها من قبل وزارة حماية البيئة ووزارة التراث".
ونقلت الصحيفة تصريحات لوزيرين في حكومة الاحتلال أن "السلطة تعمل بشكل منهجي على تدمير البقايا الأثرية التي تؤكد ارتباط شعب إسرائيل ببلدهم.. ما حدث هنا هو إذلال وخراب السامرة القديمة عاصمة مملكة إسرائيل. إذا لم نصل إلى رشدنا ونستيقظ ونصدر قرار الحكومة ونبدأ في حماية هذا المكان فقد يتم محوه".
وفي موضوع آخر يتعلق بقرارات الوزير المتطرف ايتمار بن غفير، كتبت صحيفتا "معاريف" و"يسرائيل هيوم"، مقالات في محاولة لتسويق سياسة بن غفير وتأكيد نجاعة سياسته وحكمة قراراته.
وعلقت "يسرائيل هيوم"، على اجتماع بين بن غفير و"قيادة الشرطة"، وكتبت بالتزامن مع رمضان: نقاش حاد بين بن غفير وقيادة الشرطة، أبدى خلاله الوزير استياءه من نية الشرطة تقليل عناصرها فترة شهر رمضان بهدف عدم إشعال المنطقة. ونقلت عن مصادر في الشرطة: "سياستنا في رمضان ليست جديدة ومعمول بها منذ سنوات".
بن غفير أبدى استياءه وغضبه من التعليمات، مشيرًا إلى "أن من غير المعقول عدم تطبيق القانون في بني براك فترة عيد الفصح، أو عدم تطبيق القانون مع السائقين السكارى في عيد المساخر في القدس، واصفًا السياسة بأنها جنونية".
ونقلت عن "قيادة الشرطة" أنّ سياسة هدم المنازل او توزيع المخالفات لا تتغير في شهر رمضان.
وفي موضوع الأسرى الذي ربطته "معاريف" بالوزير بن غفير، وفي محاولة لتسويق سياسته والتحريض على الأسرى الذين يناضلون من أجل الحفاظ على أدنى حقوقهم الإنسانية التي تكفلها القوانين الدولية، ادعت الصحيفة أن الأسرى سيصعدون من خطواتهم الاحتجاجية وسيحرقون الزنازين في مختلف السجون، "بعد سلسلة من الإجراءات التي اتخذها الوزير بن غفير، ضد الظروف المتساهلة جدًا التي حصل عليها السجناء، بما في ذلك اغلاق مخابز الخبز الساخن لهم".
وتجاهلت الصحيفة اعتداءات السجانين على الأسيرات والأسرى، وظروف السجون القاسية، والإهمال الطبي، واعتقال القاصرين والقاصرات والعزل الانفرادي، وغيرها من الإجراءات المفروضة على الأسرى، مقتصرة اجراءات بن غفير على "اغلاق مخابز الخبز الساخن".