أعلن الكرملين الروسي، أن كلًا من الزعيمين الروسي فلاديمير بوتين، والصيني شي جين بينغ، يُجريان اليوم الثلاثاء محادثات في العاصمة الروسية موسكو، حول مجموعة من القضايا أهمها العلاقات الثنائية والاقتصاد والوضع الدولي والأزمة الأوكرانية.
وأشار في بيان صحفي اليوم، إلى أن المحادثات بين الرئيسين الروسي والصيني ستكون في صيغة مصغرة، ومن المنتظر أن تكون بحضور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف، ووزير الدفاع سيرغي شويغو.
وأضاف البيان، أنه من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، اليوم الثلاثاء، بالرئيس الصيني شي جين بينغ، لبحث علاقات التعاون الثنائية وسبل تطويرها.
ووفقا لجدول أعمال اليوم الثاني من زيارة الرئيس الصيني إلى موسكو، سيتم أيضا عقد مباحثات موسعة بين ممثلين عن الدولتين في الكرملين.
كذلك من المقرر أن يوقع الجانبان الروسي والصيني، اليوم الثلاثاء، على ما يقرب من 10 وثائق مشتركة، بما في ذلك وثيقتان رئيسيتان وهي "بيان مشترك من قبل روسيا الاتحادية والصين حول تعميق الشراكة والتفاعل الاستراتيجي بما يتواءم مع الدخول في حقبة جديدة" و"بيان مشترك حول خطة التنمية للمجالات الرئيسية للتعاون الاقتصادي لعام 2030".
ووصل الرئيس الصيني إلى موسكو أمس الاثنين، بدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في زيارة تستمر حتى غد الأربعاء، وهي أول رحلة يقوم بها شي جين بينغ إلى الخارج منذ إعادة انتخابه رئيسا للصين.
وعلى صعيد آخر، قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، إن روسيا تنسق مع سوريا وإيران وتركيا على جدول زمني لإجراء المفاوضات الرباعية المقبلة على مستوى نواب وزراء الشؤون الخارجية.
وأضاف بوغدانوف لوكالة "نوفوستي": "لم يتم الاتفاق على أي شيء محدد بالنسبة لنا حتى الآن"، متابعًا: "نتحدث عن مشاورات رباعية على مستوى نواب الوزراء، والغرض منها هو إعداد اجتماع لوزراء الخارجية.. وانطلاقا من حقيقة أنه كلما حدث ذلك بشكل أسرع كلما كان ذلك أفضل. ولكن بالمقابل هناك جداول عمل لزملائنا السوريين، والأتراك، والإيرانيين. في حين لا توجد تواريخ محددة، ونواصل التنسيق".
ومن جانبه، صرح وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، بالأمس، بأن الجانب الروسي اقترح تأجيل اجتماع وفود تركيا وروسيا وإيران وسوريا في موسكو، وقد وافقت أنقرة على المقترح الروسي.
ونقلت قناة TRT Haber عن تشاووش أوغلو قوله إن "الجانب الروسي عرض إعادة جدولة الاجتماعات، ربما اتخذوا قرارا مشتركا مع الجانب السوري، ثم قالوا إنهم سيرتبون اللقاء في المستقبل ووافقنا".
وكانت روسيا قد استضافت، ديسمبر الماضي، أول محادثات بين وزيري الدفاع التركي والسوري منذ 11 عاما. حيث اندلعت الحرب الأهلية في سوريا عام 2011، وانحازت تركيا، التي كانت قبل الصراع على علاقات وثيقة مع دمشق، إلى جانب معارضي الرئيس السوري بشار الأسد. لكن الجانبان تحدثا في الآونة الأخيرة، ونقلت بعض وسائل الإعلام وجود أجواء إيجابية تشير إلى إمكانية التطبيع التدريجي للعلاقات بين البلدين.
ولحل الخلافات بين أنقرة ودمشق، تم التخطيط لعقد اجتماع لوزراء خارجية روسيا وسوريا وتركيا. وفي يناير، اقترحت أنقرة أن يعقد هذا الاجتماع في أوائل فبراير، ثم صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن إيران يمكن أن تنضم إلى المحادثات رفيعة المستوى المزمعة بين تركيا وروسيا وسوريا.
وفي جانب آخر، قالت وزارة الخارجية الروسية إن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا لا يمكنها لعب دور الوساطة المحايد في عملية السلام في أوكرانيا، لأنها مشاركة في الصراع ضد روسيا.
وفي وقت سابق، دعا الرئيس السابق لمؤتمر ميونخ للأمن، وولفغانغ إيشينغر، إلى إنشاء مجموعة اتصال حول أوكرانيا من أجل "إطلاق عملية السلام"، واقترح أن تضم المجموعة واشنطن ولندن وباريس وبرلين.
ونقلت وكالة "نوفوستي" عن مصدر في الخارجية الروسية، قوله: "رسميا، لا نعرف شيئا عن هذه المبادرة ... ومع ذلك، فإن فكرة إيشينغر تثير تساؤلات مشروعة. أولا وقبل كل شيء، لأن جميع الدول الأربع المذكورة هي نفسها مشاركة في الصراع ضد روسيا، والذي لا يزال مستمرا على أراضي أوكرانيا".
وأشار المتحدث إلى أن هذه الدول تزود القوات الأوكرانية بالسلاح، وتزودها بالمعلومات الاستخبارية لتحديد الأهداف، وتشرف على تدريب القوات لأوكرانيا، وترسل أيضا المرتزقة إلى منطقة العملية العسكرية الخاصة.
وقال إن "هذه الدول فرضت عقوبات غير قانونية على روسيا، وجمدت أصولها الخارجية، وتطالب بإنشاء محكمة لمعاقبة القيادة الروسية، وتبتز أصدقاءنا وتمنعهم من التعاون مع روسيا. وهذه الدول تدعم مبادرات (الرئيس الأوكراني فلاديمير) زيلينسكي للسلام الزائفة، والتي لا علاقة لها بالواقع".