الكاتب: د. نايف جراد
1. معاناة
سألت المدينة: أيننا؟؟؟
قال الشارع: مر علي كثيرون، ولا زلت شارعا
شكت المراكب همها
النهر جارف والضفاف مشرّعة
حافلات الحالمين لما تصل بعد،
الطريق طويل
الزقاق ضيقة، متفرعة
و شيخ التلال لا زال يلملم أضلعه
الليل حالك
النجوم خلف الغيوم مضطجعة
سيدة الكون تفرد جدائلها في العراء
تنتظر الحبيب
تنظر للسماء متضرعة
لعمري هذا مخاض
آه آه ما أوجعه !!
آه ما أوجعه!!!
2. عصف :
سأتوقف عن الشكوى من وجعي
سأحمل عقلي بين يدي
أفك ارتباطي مع أضلعي
أطلق ذهني في البرية نحلة
تفتش الزهور في التلال
سأعصر السؤال
بحثا عن رحيق
أستغرق بزهر اللوز
وأرسل عيني كشافا في الطريق
سألقى النور هناك
سألقاه هناك
ولن أجمعه
سأتركه ينير الشعاب والكهوف
يغادر مخدعه
آه آه ما أروعه !!
أه ما أروعه!!!
3. استرخاء :
هناك هناك
تحت رذاذ المطر
سأشلح رداء المدينة
استحم بشلال الصفاء
سألتهم الضياء
سأسمح له أن يحتل غرف قلبي
أن يتفشى في تلابيب الدماغ
أن يستولي على كل الأرجاء
هناك هناك
سأسمح لبنات ليلي أن تضاجع النسيم
على سجادة الزهر
تتلوى بلذة واشتهاء
وسأطلق عصافير الروح خارج أقفاصها
تغرد للنور وتراقص السماء
سأردد معها أغاني العاشقين
وأودع البلاء
حينها سيسبح اللاوعي في الوجود
دون حدود
ويلقى وعيي القبيح مصرعه
وأنا لا أسمعه
آه آه ما أشنعه!!
ثم آه ما أشنعه!!!
4. تدفق:
سأحضر بكامل بهائي شهقة الأرض
مولد الحنون
سأجمع أضلعي على التلال
لن أهبط عنها أبدا
سأعتلي صهوة العشق
أركض كالريح في غمار السجال
بلا شكوى
بلا وجع
بلا سؤال
سأشق طريقي في وحل العرب
أرمي عن رأسي العقال
طليقا
جسورا
شغوفا
فصيحا
سليطا
جزيلا منسال
لا أخشى سيوف الردة
ولا أرهب احتلال
ولا أعرف المحال
لعمري هذا سبيل عز وفخار
بديع خلق وجمال
يهوى مطلعه
آه آه ما أبدعه!!
ثم آه وآه ما أبدعه !!!