أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن نتائج محادثات أجراها مع نظيره الصيني شي جين بينغ، مشيرًا إلى أن البلدين وضعتا أهدافًا وغايات طموحة للمستقبل.
جاء ذلك عقب عشاء رسمي على شرف نظيره الصيني، اليوم الأربعاء، موضحًا أن المحادثات بين روسيا والصين في موسكو كانت مثمرة للغاية.
ووصف بوتين العلاقات بين روسيا والصين بأنها مثال على كيفية تفاعل القوى العالمية والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي، قائلًا "كما قلت مرارا وتكرارا، فإن العلاقات الروسية الصينية على أعلى مستوى في التاريخ، وبدون مبالغة، هي نموذج... هذا مثال على كيفية تفاعل القوى العالمية - الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن الدولي، الذين يتحملون مسؤولية خاصة عن الحفاظ على الاستقرار والأمن على هذا الكوكب".
بدوره قال الرئيس الصيني أن "الصين وروسيا ضربتا مثالا يحتذى به في العلاقات بين القوى العظمى"، متابعًا "في مواجهة تغيير العالم والوقت والتاريخ ، تمكنت الصين وروسيا من الحفاظ على القدرة على التحمل الاستراتيجي، واستجبنا معا بثقة وهدوء لتحديات العصر ... معا نضع مثالا يحتذى به"
ومن جانبه، نشر الكرملين قائمة بالوثائق الموقعة خلال زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى روسيا بدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
جاء ذلك على الموقع الرسمي للكرملين، في ختام زيارة الرئيس الصيني إلى موسكو، والتي استمرت في الفترة من 20-22 مارس الجاري.
وتضمنت الوثائق 14 وثيقة:
- بيان مشترك بين روسيا وجمهورية الصين الشعبية بشأن تعميق علاقات الشراكة الشاملة والتفاعل الاستراتيجي مع دخول حقبة جديدة.
- بيان مشترك من الرئيسين الروسي والصيني بشأن خطة تطوير المجالات الرئيسية للتعاون الاقتصادي الروسي الصيني حتى عام 2030.
- اتفاقية بين حكومتي روسيا وجمهورية الصين الشعبية بشأن التعاون في مجال الإنتاج المشترك للبرامج التلفزيونية.
- بروتوكول للاتفاق المبرم بين حكومتي روسيا وجمهورية الصين الشعبية بشأن إنشاء الأسس التنظيمية لآلية الاجتماعات المنتظمة لرؤساء الحكومتين الروسية والصينية بتاريخ 27 يونيو 1997.
- مذكرة تفاهم بين وزارة الصناعة والتجارة في روسيا ووزارة التجارة في جمهورية الصين الشعبية حول تعزيز التعاون في مجال المعارض وأنشطتها.
- مذكرة تفاهم بين وزارة الصناعة والتجارة الروسية ووزارة التجارة الصينية بشأن تعزيز التعاون الاستثماري في تنمية واستخدام موارد الغابات.
- مذكرة تفاهم بين وزارة التنمية الاقتصادية الروسية ووزارة التجارة الصينية بشأن تعزيز التعاون الاستثماري بين أقاليم البلدين في صناعة فول الصويا.
- مذكرة تفاهم بين وزارة تنمية الشرق الأقصى والمنطقة القطبية الشمالية الروسية ووزارة التجارة الصينية بشأن التعاون الصناعي وفي مجال البنى التحتية في النظم التفضيلية لمنطقة الشرق الأقصى الروسية.
- بروتوكول بين وزارتي العلوم والتعليم العالي الروسية ووزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية والمعهد المشترك للبحوث النووية والأكاديمية الصينية للعلوم بشأن تعزيز التعاون في مجال العلوم الأساسية والبحث العلمي.
- مذكرة تفاهم وتعاون في مجال حماية المستهلك بين الخدمة الفدرالية للإشراف على حماية حقوق المستهلك ورخاء المواطن الروسية وإدارة الدولة الرئيسية للرقابة على السوق وتنظيمه في جمهورية الصين الشعبية.
- مذكرة تفاهم بين الوكالة الفدرالية لإدارة ممتلكات الدولة الروسية ولجنة مراقبة وإدارة ممتلكات الدولة التابعة لمجلس الدولة الصينية بشأن تعزيز التعاون في إدارة مؤسسات الدولة.
- برنامج تعاون شامل طويل الأجل في مجال المفاعلات النيوترونية السريعة وإغلاق دورة الوقود النووي بين المؤسسة الحكومية للطاقة الذرية "روس آتوم" ووكالة الطاقة الذرية بجمهورية الصين الشعبية.
- مذكرة تعاون بين المؤسسة الفدرالية الحكومية الموحدة "شركة البث التلفزيوني لعموم روسيا" وشركة China Media Corporation.
- اتفاق بشأن تبادل المعلومات والتعاون بين المؤسسة الفدرالية الحكومية الروسية الموحدة "إيتار-تاس" ووكالة الإعلام Xinhua الصينية.
وعلى صعيد آخر، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن إدانة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للسياسة الأمريكية في الخارج، وحصوله في الوقت نفسه على دعم الدول النامية أثار ضجة في العواصم الغربية وأربكها.
وأوضحت الصحيفة في مقال للكاتبين آن سيمونز، وأوستن رامزي"، أن "(الرئيسين الصيني) شي جين بينغ، و(الروسي) وفلاديمير بوتين شجبا ما يسمى بالنظام الجيوسياسي الذي تقوده الولايات المتحدة، وأكدا على دعم الدول النامية لرؤيتهما المتمثلة في عالم متعدد الأقطاب".
وأضاف المقال أن التقارب بين روسيا والصين يشكل مصدر قلق خطير في العواصم الغربية، حيث يعتبرون "هذا الثنائي (روسيا والصين) منافسا محتملا للولايات المتحدة وحلفائها".
وقالت الخارجية الروسية إن النقاط الواردة بالبيان الصادر عقب محادثات الرئيسين الروسي والصيني بشأن عدم جواز شن حرب نووية ونشر أسلحة نووية خارج الأراضي الوطنية هي إشارة مباشرة لواشنطن.
وأضاف نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف: "الوثائق الموقعة نتيجة هذه الزيارة (للرئيس الصيني) تحتوي على أهم بيان بشأن عدم جواز الحرب النووية، بما في ذلك عدم جواز نشر أسلحة نووية خارج الأراضي الوطنية. هي رسالة مباشرة موجهة إلى الولايات المتحدة".ولفت ريابكوف إلى أنه تم النظر خلال مباحثات الرئيسين في كامل القضايا المتعلقة بالأمن الدولي.
وأشار ريابكوف إلى "إن قادة الاتحاد الروسي والصين على وجه التحديد، هم الذين يدعون إلى اتباع مسار التهدئة واستقرار الوضع والعودة إلى الحوار والبحث عن توازن المصالح وتعزيز الاستقرار الاستراتيجي".