برغم التحذيرات الأمنية الأزمة في إسرائيل تتعمق

aac57ec2b3ab917b9541a226e90c25eb.jpeg
حجم الخط

بقلم مصطفى ابراهيم

 

 

  ظهر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطابه الليلة في حالة من التوتر ، ولميتحدث عن تأجيل الإصلاحات القضائية، بل قال أنها ستتواصل الاسبوع القادم، ودعالإجماع واسع حولها. 

خطاب نتنياهو  تعبير عن عمق الازمة في إسرائيل، والخلافات التي رافقت الحديث عنتأجيل خطة اضعاف جهاز القضاء داخل حزب الليكود. وفي ظل تهديد وزير القضاء ياريفليفين بالاستقالة، وغيره من قادة الليكود المتمسكين باستمرار  خطة اضعاف القضاءوقوله: إذا أوقف نتنياهو التشريع، فلن تكون لديه حكومة.

وتسائل بعض المعلقين الاسرائيليين، هل إذا أوقف التشريع فلن تسقط الحكومة؟ وإذا لمتتوقف فهناك احتمال أن تسقط البلاد.

وفي ظل التحذيرات الأمنية، وعلى الرغم من تحرك بعض قادة  الليكود يضغط باتجاهإجراء محادثات مع المعارضة، يقوده وزير الامن الاسرائيلي يوآف غالانت إلى جانب كل مننير بركات ودافيد بيتان ويولي إدليشتاين وغيرهم من قيادات الحزب، ومن غير الواضحموقف نتنياهو من هذه الأصوات المتصاعدة داخل حزبه.

ومع تزايد  التوقعات والتقديرات والغموض حول مستقبل انتهاء الازمة في اسرائيل،والانقلاب على الجهاز القضائي والمحكمة العليا بحسب محللين إسرائيليين.

عقد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، اجتماعا مع نتنياهو، استعرضخلاله تداعيات مواصلة تشريعات خطة إضعاف الجهاز القضائي، وأن المحيطين منغالانت مستاؤون من تأثير التشريعات على الجيش، وعلى الطريقة التي يستقبل بها"أعداء إسرائيل" المشهد الداخلي الإسرائيلي.

اضافة إلي المخاوف بشأن تأثير الانقسام الداخلي على مواجهة عسكرية قد تندلع علىإحدى الجبهات تخيّم على البيئة المحيطة بوزير الأمن الإسرائيلي، إضافة إلى الضررالكبير الذي لحق بعلاقات إسرائيل السياسية والأمنية مع الولايات المتحدة وأوروبا ودولالخليج.

هذه التطورات جاءت على إثر تحذيرات رئيس هيئة الأركان للجيش الاسرائيلي هرتسيهليفي خلال الأسابيع الماضية حول الغليان في المؤسسة العسكرية والأمنية، والتيتحققت على أرض الواقع فيما يتعلق باحتجاج جنود الاحتياط ورفض عدد كبير منهمالذهاب للخدمة.

وبعد توصيات قادة الاجهزة الامنية، وتحذيرات رئيس الأركان هرتسي هاليفي لنتنياهو ،وتحذيرات رئيس  الشاباك رونين بار والحديث القاسي مع نتنياهو حول الوضع والتحديالامني الخطير في إسرائيل. تدخل  وزير الامن يوآف غالانت لحل الازمة لكنه تراجع عن عقدمؤتمر صحافي كان يعتزم عقده مساء الخميس، لدعوة الائتلاف الحكومي  إلى وقفالتشريعات القضائية والحوار مع المعارضة، بعد تعرضه للحملة  الشرسة التي شنهاأعضاء في الليكود والائتلاف الحكومي ضده. 

ويتضح موقف غالانت  أن استمرار التشريع لإضعاف النظام القضائي سيؤدي إلىإجراءات احتجاجية إضافية في الجيش من شأنها أن تهدد الكفاءة العملياتية للجيشالإسرائيلي، ومن الضروري وقف التشريع، ويجب إيقاف هذه المخاطر وعدم تحملها.

موقف غالانت هو تعبير عن  موقف المؤسسة الأمنية، ولا توجد  لديه معلومات دراماتيكيةولكنها  زادت خلال  تقييم الوضع الأمني الإشكالي الذي زاد عن الحد، والقول ليس  منالمؤكد أن عامة الاسرائيليين يفهمون ما كاد أن يحدث الأسبوع الماضي، و ما هو متوقع أنيحدث. ووفقا لمحللين إسرائيليين. أن غالانت يحمل  ثلاث قضايا عززت  موقفه بضرورةتأجيل الخطة التشريعية: وهي الوضع الأمني، والسياسي ويجب عدم المس بالعلاقات معالولايات المتحدة، وألا تتضرر. اضافة الى  ازمة جنود الاحتياط الذين يرفضون الخدمة،لأنه إذا أقر التشريع فإن الأزمة في الجيش ستكون أعمق. والخلافات لدى الاحتياطي.

إن موقف غالانت القائل بضرورة تأجيل التشريع والتوصل إلى اتفاقات واسعة يوضحبوضوح موقف رؤساء المؤسسة الأمنية ، ورئيس الأركان ورئيس الشاباك ، بضرورة إيقافالتشريع لاعتبارات أمنية. ومن الواضح انهم لم ينجحوا بالتوصل لحل وسط، وتعنتنتنياهو وفريقه المتمسك بموقفه.  على الرغم من التحذيرات الامنية، والقلق من تعميقالازمة في المجتمع الاسرائيلي والتحريض المتبادل قد  تصل إلى العنف وإراقة الدماء، وذلكفي ظل استمرار الاحتجاجات المتصاعدة ضد خطة الحكومة لإضعاف القضاء.