أطول ثلاثة أشهر في إسرائيل ماذا بعد؟؟

08131783070030779318284182254500.jpg
حجم الخط

بقلم : نبيل عمرو

 

مثلما يحتاج المدربون الى وقت مستقطع.. تتوقف فيه المباراة لدقائق قليلة.. احتاج اقطاب الائتلاف والمعارضة لذلك، وحدث ان تراجع نتنياهو خطوة الى الوراء، وأقنع أنفسهم بأنهم فازوا فسارعو الى الترحيب بخطوته.
وبعد ان أصيبت إسرائيل بالشلل التام فرضت الحالة على المتخاصمين الإسراع الى طلب الوقت المستقطع.. الا ان الامر لم ينته عند هذا الحد.. وسوف يثور جدل صاخب حول من المسؤول عن الخسائر الفادحة التي دفعتها إسرائيل بما هو أكثر بكثير من خسائر الحرب.
هل هو نتنياهو الذي بالغ في استخدام قوته في الكنيست بحيث وصفت سياسته "بديكتاتورية الأغلبية"
ام المعارضة التي لجأت الى الشارع وامتطت صهوة التظاهرات الواسعة الى حد الوقوف على مقربة من حرب أهلية. وفقدان الدولة، ما أخاف الطرفين الائتلاف والمعارضة على حد سواء، فلا الائتلاف بقادر على السيطرة كحكومة منتخبة، ولا المعارضة مالكة السيطرة الحاسمة على الحراك الشعبي الذي كانت جزءا منه وليست قيادة له.
الوقت المستقطع في الحالة الإسرائيلية هو المساحة الزمنية التي تم تحديدها بشهور قليلة، لنقل الازمة من الشارع الى أروقة النظام وفي عطلة الكنيست فأبواب رئاسة الدولة مشرعة والرئيس المغلوب على امره طيلة شهور الازمة سيكون مضيفا للديوك المتصارعة، ولا أحد يعرف مسبقا هل سيفشل الحوار وتندلع أزمة جديدة، ام ينجح في بلوغ تسوية حول القضايا المباشرة المتنازع عليها؟ ام سيصل الى حتمية الاحتكام لانتخابات مبكرة.
غير أننا كفلسطينيين خارج الخط الأخضر وداخله لا نملك ترف عزل أنفسنا عن ما يجري في إسرائيل. والاكتفاء برؤيته كما لو أنه شأن داخلي صرف .. صحيح أن الخلاف هناك، يبدو في أمر "القضاء والديموقراطية" بين يهود ويهود، الا ان الصحيح أكثر، ان ما ينتجه الصراع أو الوفاق هناك ينعكس علينا وعلى أهلنا في إسرائيل، فنحن عالقون في حالة مزاد دائم بين القوى الصهيونية التي تتداول السلطة. وموضوعه من الأكثر إنجازا في امر الحفاظ على الاحتلال والاستيطان؟ وانكار الحقوق السياسية للشعب الفلسطيني؟ وإذا كانت المعارضة التي ملأت الشوارع بالناس تحت يافطة القضاء والديموقراطية فإنها اتحدت مع السلطة الحاكمة على استثناء الحالة الفلسطينية من الشعارات والمطالب.
دعوني أفترض، لو ان التظاهرات الواسعة التي اجتاحت إسرائيل على مدى ثلاثة اشهر سمحت برفع شعار لا لاحتلال شعب آخر. ولا ديموقراطية حقيقية دون التخلص من الاحتلال والاستيطان، لكان المتظاهرون الفلسطينيون في القلب والطليعة ولكان التفاعل العالمي حتى الرسمي منه، أكثر احتراما لما يجري وأكثر فاعلية في حمل إسرائيل على انهاء احتلالها المؤبد للأرض وللإنسان الفلسطيني.
واذا ما واصل المتصارعون في امر القضاء والشأن الداخلي في إسرائيل انكار تأثير احتلالهم لشعب آخر.. على حياتهم وصورتهم فسيواصلون التنقل بين أزمة داخلية كبيرة وازمات مع الفلسطينيين أكبر وأشد سخونة.
الأشهر الثلاثة الطويلة التي مرت بها إسرائيل، لم تُطوى، قد تهدأ الأمور، وقد يقل عدد المتظاهرين في الشوارع، الا ان الأوقات المستقطعة لن تقدم حلولا جذرية فقد جربوها معنا منذ أوسلو التي انقلب شارون عليها الى العقبة وشرم الشيخ وها هو الحال هنا وهناك يفصح ببلاغة عن الواقع المرير. اليوم وغداً.