ذكر محامي الدفاع عن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أنه لن يتم تقييد يديه في حال تسليمه نفسه للسلطات المختصة الأسبوع المقبل في نيويورك، لمواجهة اتهامات جنائية، وذلك وفقًا لشروط اتفاق تم التوصل إليه بين فريق الدفاع والمدعين في مانهاتن.
وأشار المحامي جو تاكوبينا، خلال مقابلة أجريت معه، اليوم الجمعة، إلى أنه يتوقع أن يكون الاعتقال مجرد إجراء روتيني يوم الثلاثاء المقبل، عندما يمثل ترامب أمام المحكمة لمواجهة لائحة اتهام في أعقاب تحقيق أجرته هيئة محلفين كبرى في دفع أموال لإسكات ممثلة الأفلام الإباحية، ستورمي دانيلز، خلال حملته لانتخابات عام 2016.
وقال إنه "لا أعرف كيف سيسير هذا الأمر. لا يوجد مرجع حول كيفية محاكمة رئيس سابق للولايات المتحدة أمام محكمة جنائية". ولم يتسن الوصول إلى مكتب المدعي العام لمقاطعة مانهاتن للرد على تعليقات المحامي.
وتابع، إن ترامب وفريق دفاعه فوجئا بخبر لائحة الاتهام. وأضاف أنه "في البداية شعرنا جميعا بالصدمة. لم نصدق أنهم سيمضون بالفعل قدما في هذا الإجراء لأنه لا توجد جريمة".
يشار إلى أن مدعي عام مانهاتن ألفين براغ الذي يتبع مكتبه لقضاء ولاية نيويورك، وجّه التهمة رسميا إلى ترامب، في قضية دفع مبلغ 130 ألف دولار لممثلة الأفلام الإباحية دانيالز، واسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد، لشراء صمتها قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر 2016.
وبدورها، أعلنت محامية ترامب، سوزان نيتشيليس، أن توقعات الرئيس الأميركي السابق أنه "ستتم تلاوة لائحة الاتهام الثلاثاء".
وكان متحدث باسم النيابة العامة في مانهاتن أفاد في وقت سابق أنه تم التواصل مع محامي ترامب لـ"تنسيق تسليم نفسه من أجل مثوله لتلاوة الاتهام"، بعدما أيدت هيئة محلفين كبرى توجيه الاتهام إليه في هذه القضية الجنائية، مضيفًا أن قرار الاتهام لا يزال مختوما.
وأفادت شبكة سي إن، بأن عن حوالى ثلاثين تهمة تتعلق بمخالفات بهدف إخفاء عملية دفع مبلغ 130 ألف دولار وإخفاء قيده في الحسابات أواخر العام 2016.
وندد ترامب في بيان بـ"ملاحقة سياسية وتدخّل في الانتخابات على أعلى مستوى في التاريخ"، متوعدًا بأن "هذه الملاحقة سوف ترتدّ عكسيًّا على جو بايدن"، الرئيس الديمقراطي الذي يتهمه ترامب منذ أكثر من سنتين بـ"سرقة" الانتخابات منه.
ولجأ ترامب إلى شبكته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشل" ليندد بخصومه وكتب "إنهم يلاحقونني بصورة واهية ومعيبة لأنهم يعلمون أنني بجانب الشعب الأميركي وأنه لا يمكنني الحصول على محاكمة عادلة في نيويورك"، المدينة الديمقراطية بغالبيتها والتي يتحدر منها.
واعتبر حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، أبرز منافسي ترامب لنيل ترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات 2024 الرئاسية، أن توجيه الاتهام "منافٍ للقيم الأميركية"، مؤكدا أن ولايته التي يقيم فيها الرئيس السابق لن تستجيب "لطلب تسليم" من ولاية نيويورك.
كذلك أعرب الرئيس الجمهوري لمجلس النواب، كيفن ماكارثي، عن الدعم نفسه مؤكدا على أن "الشعب الأميركي لن يتسامح مع هذا الظلم، ومجلس النوّاب سيُحاسب ألفين براغ واستغلاله غير المسبوق للسلطة".
بدوره، وصف نائب ترامب أثناء توليه الرئاسة، مايك بنس، اللائحة بأنها "عار"، رغم أن هذا المسؤول السابق نأى بنفسه منه منذ خروجه من السلطة ومن المتوقع أن يترشح في عام 2024.
وكتبت ستورمي دانيالز التي تتعاون مع القضاء منذ حوالي ست سنوات، في تغريدة: "أتلقى كمية من الرسائل إلى حد لا يمكنني الرد عليها"، فيما أعلن محاميها كلارك بروستر أن "لا أحد فوق القانون".
أما الرئيس جو بايدن، فرفض الإدلاء بأي تعليق الجمعة على الاتهام التاريخي الذي وجه إلى سلفه ومنافسه المحتمل في انتخابات 2024 الرئاسية.
ويسعى قضاء نيويورك منذ سنوات لتحديد ما إذا كان الرئيس الجمهوري السابق قد أدلى بتصريحات كاذبة، وهو جرم غير فادح، أو خالف القوانين حول تمويل الحملة الانتخابية، وهي جناية، بدفع مبلغ من المال لستورمي دانيالز حتى لا تفضح علاقة تقول إنه أقامها معها عام 2006، وذلك قبل فوزه في انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر 2016.
وسيتحتم على ترامب "تسليم نفسه" لمحكمة مانهاتن حيث سيتلو عليه قاض بيان الاتهام قبل ان يوضع لفترة وجيزة رمزية "قيد الاعتقال" ويتم تصويره وأخذ بصماته. وسيعلن إن كان يقر بذنبه أم يؤكد براءته.
والشاهد الأساسي في الملف هو محامي ترامب السابق، مايكل كوهين، الذي أصبح عدوه اللدود، وهو الذي دفع المبلغ لستورمي دانيالز عام 2016 وأعيد تسديده له لاحقا. وبعدما قضى عقوبة بالسجن، تعاون كوهين مع التحقيق اعتبارا من نهاية 2018 وأدلى بشهادته مرارا أمام هيئة المحلفين الكبرى.