من يؤيدون بنيامين نتنياهو يزيدون العنف ضد المتظاهرين في المعسكر الديمقراطي، وهو أمر يحتاج إلى رد. لا أطلب - لا سمح الله - الرد بالطريقة ذاتها، الرد بالقوة، لكن بالتأكيد يجب التفكير في إقامة مجموعة من اجل الدفاع الذاتي وضمان سلامة المحتجين في أرجاء البلاد. في الأسبوع الأخير، تم توثيق عدة أحداث كان يجب أن تشعل الضوء الأحمر أمام كل شخص، وبالتأكيد أمام الذين يناضلون في الشوارع وفي الشبكات الاجتماعية من أجل إنقاذ الديمقراطية في إسرائيل من يد بنيامين نتنياهو، الذي بسبب توقه لتشكيل سلطة فردية يحيط نفسه بمن يقولون نعم.
يوم الأحد الماضي، من الأسبوع الماضي، بعد أن قام نتنياهو بإقالة وزير الدفاع يوآف غالانت، خرج مئات الآلاف إلى الشوارع في تلك الليلة في تظاهرة احتجاج مؤثرة. في اليوم ذاته، طُلب من مجموعات ومنظمات يمينية، بتشجيع مباشر وغير مباشر من نتنياهو ومساعديه ووزراء وأعضاء في الكنيست، في الشبكات الاجتماعية الرد من اجل تأييد رئيس الحكومة وتشكيل وزن مضاد للمعسكر الديمقراطي. في تظاهرة اليمين في القدس شارك عشرات الآلاف. كان هذا أيضا استعراضاً مؤثراً للقوة، استهدف إعطاء إشارة بأن الفضاء العام ليس فقط لليسار والوسط. حتى هنا كل شيء جيد. الحق في الاحتجاج وفي التظاهر هو قيمة أساسية في المجتمع الحر، وهو روح الديمقراطية.
لكنّ هناك فرقا في سلوك المعسكرين في الفضاء العام. يحتج المعسكر الديمقراطي، ويتظاهر ضد الانقلاب النظامي، ولا توجد له أي رغبة أو نية للتصادم مع الطرف الآخر. قسم من متظاهري اليمين، في المقابل، لا يكتفون بالخروج إلى الشوارع من اجل تأييد سياسة الحكومة، بل يريدون أيضا الانتقام والمس بمن يعتبرونهم أعداء. في الأسبوع الماضي كان هناك عدد غير قليل من التعبيرات عن ذلك. دعا أعضاء "لافاميليا"، وهي منظمة فحصت الشرطة و"الشاباك" الإعلان عنها منظمة إرهابية وإخراجها خارج القانون، إلى المواجهة مع متظاهري المعسكر الديمقراطي. حاولوا تنظيم دراجات من اجل الوصول إلى التظاهرات في تل أبيب وخلق استفزازات. ولكن تدخلت وحدة من "الشاباك" وأخرجت من داخل التظاهرة في القدس ثلاثة نشطاء يمينيين تم التعرف عليهم في الشبكات الاجتماعية بعد أن قاموا بالدعوة للتزود بالسلاح الناري والسكاكين.
في بني براك، طوق رعاع من الحريديين سيارة طبيبة تعالج سكان المدينة. في عيمق يزراعيل أغلق نشطاء من اليمين مفترق تل يوسف وطلبوا من الذين أرادوا الدخول إلى الكيبوتسات الإعلان عن تأييدهم لنتنياهو ولسياسته مقابل مرورهم، وانشدوا "لتحرق قريتكم".
الدفاع الذاتي ليس غريبا عن الاستيطان اليهودي في "ارض إسرائيل" حتى قبل إقامة الدولة. قام إسرائيل شوحط بتنظيم دفاع ذاتي في مدينته غرودنه في بولندا، واستمر في ذلك في البلاد، هو وزوجته مانيا اعتبرا من مؤسسي "بار غيورا" و"الحارس".
في فترة الانتداب البريطاني، عملت أجهزة حراسة للتنظيم السري. وأقامت الحركة التنقيحية كتائب بيتار، وأقامت الهستدروت العامة كتائب هبوعيل، التي سميت أيضا كتائب المنظم، وعملت ضد رجال بيتار والشيوعيين. كانت هذه الكتائب في الحقيقة ميليشيا للهستدروت. واستمر نشاطها أيضا بعد إقامة الدولة، لا سيما في حيفا برئاسة رئيس البلدية، آبا حوشه. وقد استهدفت الحفاظ على النظام في المناسبات العامة، لكن بين حين وآخر كانوا أيضا يتدخلون في نشاطات عنيفة ضد خصوم سياسيين.
شرطة إسرائيل هي الجهاز الرسمي الذي مهمته تأمين النظام العام. وهي تعترف بالحق الديمقراطي للتظاهر، وتفعل كل ما في استطاعتها من اجل الدفاع عن هذا الحق. ولكنها تجد صعوبة في ذلك منذ فترة التظاهرات في بلفور، لا سيما في الأشهر الثلاثة الأخيرة. منذ فوز نتنياهو في الانتخابات وصعود اليمين المتطرف إلى الحكم. قوتها البشرية محدودة وبعض قادتها واقعون تحت تأثير سياسي من الحكومة. ويفسر هذا تذبذب المفتش العام للشرطة، كوبي شبتاي، الذي قام تحت ضغط وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، بإقالة المفتش عامي ايشد، قائد لواء تل أبيب، وبعد ذلك أعاده إلى وظيفته.
أيضا تنظيم "الحارس الجديد" الذي شكله مزارعون مع توجهات استيطانية – يمينية يشكل سابقة. هو وضع نصب عينيه حماية المزارعين من أعمال السرقة والتخريب. ولكن عمليا هو نوع من الميليشيا التي توجد لها أيضا حركة شبيبة ومدرسة تمهيدية عسكرية.
إذا فشلت محاولات التوصل إلى تسوية سياسية تخفف من حدة جهود الحكومة للقيام بانقلاب نظامي فمن المتوقع زيادة حدة المواجهات بين المعسكرين. وإذا حدث ذلك فإن المجموعات التي تعمل في الاحتجاج يجب أن تفكر بجدية في إمكانية الدفاع عن المشاركين. هذه المجموعات يمكنها العمل كقوة مساعدة للمنظمين مثلما هو الأمر في مناسبات عامة مثل مباريات كرة القدم أو في عروض موسيقية. هي لا تعتبر بديلا للشرطة، ومن المحظور عليها في أي شكل أن تكون مسلحة، وعدم أخذ القانون في يدها واستخدام العنف أو إثارة الاستفزازات. هدفها واحد ووحيد وهو حماية المتظاهرين والحفاظ على الأمن العام في الحالات التي يحاول فيها رجال من اليمين التشويش والإضرار ولا يكون في المكان حضور للشرطة.
عن "هآرتس"