أخبار عربية سارة تحملها الينا وسائل الاعلام الأجنبية بلغات مختلفة ، ابرزها استئناف العلاقات بين مصر و سوريا ، السعودية و سوريا، وقبلها السعودية وايران، اللقاء الرباعي في موسكو بين سوريا وتركيا و ايران و روسيا، و آخرها توجيه الدعوة لدمشق حضور القمة العربية القادمة في الرياض أيار القادم ما يحمل للانسان العربي من المحيط الى الخليج آمالا عريضة بتغيير أحوال هذه الامة و الجامعة و النظام العربي تغييرا جذريا ينقلنا من حال الذل والهوان الى حال العز والفخار .
وحتى يكون لنا ذلك ، لا بد من استدارة نحو الذين يستديرون ، بل معهم و جنبا الى جنبهم ، دون تردد او تلكؤ ، نحو الشرق ، أي من حيث تشرق الشمس ، شمس الله و شمس الحقيقة و شمس الشعوب المستضعفة ، شمس الحرية و السلام والاستقلال والتعايش و الرخاء والاخوة و المحبة و العدالة .
وحتى تكون لنا هذه الاستدارة ، لا بد لنا من حالة استفاقة ، مرتبطة ارتباطا مباشرا بالوعي و تحريره من براثن و قيود الاستعمار الأبيض الذي ربض على شعوبنا واوطاننا و مقدراتنا و ثرواتنا واسواقنا و اراداتنا ردحا طويلا من الزمن ، حتى بلغ برئيس الفيفا جياني انفانتينو "سويسري" ان يطالب أوروبا استمرار الاعتذار للعرب ثلاثة الاف سنة ، المدة التي استعمرونا خلالها . آخر تجليات هذا الاستعمار المكثفة في يوم واحد ان الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب الذي يحاكم اليوم بتهم جنائية مخزية ، أخذ من دولة عربية واحدة حوالي نصف ترليون دولار ، ما يعادل بحساب الجبر خمسمائة دولار كل دقيقة منذ ميلاد المسيح .
دعكم من فلسطين التي زرعت باستعمار من نوع عجيب و غريب ، ديني توراتي ، قبل أكثر من سبعين سنة ، استكمل قبل أعوام باتفاقية تطبيع تحمل اسم أبو الأنبياء "ابراهام" ، و معروف للقاصي والداني ان بعض هؤلاء العرب ، تآمروا مع هذا الغرب على استعمار فلسطين ، كما تآمروا قبل عشرين سنة على احتلال العراق بتهم كاذبة ، ثم بعد ذلك تآمروا على ليبيا و سوريا و لبنان و اليمن ، عبر قوى اسلاموية إرهابية متوحشة ، لا تمت للدين و لا للإنسانية بأي صلة .
استدارة الاستفاقة العربية الرسمية نحو الشمس "الشرق" تتطلب وقف استدارتنا القديمة نحو الظلام الماضوي "الغرب" ، والخروج من الكهف ، الذي هيء لنا ان القدر زجنا فيه و منعنا من الخروج منه ، و يسجل للسعودية الحديثة انها خطت خطوة جبارة في مبارحته ، عندما سمحت للمرأة ان تأخذ بعض حقوقها كقيادة السيارة التي كانت قبل ذلك امرا محرما من رب العباد ، فتبين ان هذا التحريم من الشيخ الذي نصّب نفسه مكان رب العباد .
استدارة الاستفاقة نحو المستقبل المشرق ، تتطلب السرعة في انجاز الوحدة العربية مع سوريا و تطوير هذه الوحدة مع كل الأقطار العربية على قاعدة التصدي للمعضلات التي تواجه هذه الامة ، و على رأسها حرية الانسان العربي في الفكر و المعتقد ، و قضية فلسطين ، التي بعد السلام المزعوم مع إسرائيل المزعومة ، ذهبت نحو مزيد من التلعثم و التبعثر و التشرذم . دون هذه الاستفاقة الاستدارية ، سنظل اسرى الغرب و الكهف ، و كما قال الاب مانويل مسلم : حتى مغائر إسرائيل ستضيق بنا .