بعث المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، ثلاث رسائل أممية متطابقة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (روسيا)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، بشأن مواصلة الاحتلال الإسرائيلي، تأجيج الحساسيات الدينية والمخاطرة بانفجار داخلي مدمر خلال هذه الأيام المقدسة، مع استمرار العنف ضد المصلين المسلمين الأبرياء في المسجد الأقصى في القدس المحتلة، بما في ذلك التحريض والاعتداءات واعتقال مئات المدنيين، الى جانب تنفيذ غارات جوية عسكرية على قطاع غزة.
وأشار منصور في رسائله التي أرسلها مساء يوم الأربعاء، إلى قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي في ساعات ما قبل الفجر بمداهمة المسجد الأقصى والاعتداء العنيف على المصلين الفلسطينيين الذين يقضون ليالي شهر رمضان المبارك، منوها إلى الفيديو الذي يوثق اعتداء جنود الاحتلال على المصلين بالهراوات والقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع لإجبارهم على الخروج، الامر الذي أسفر عن إصابة عدد من المواطنين الفلسطينيين واعتقال ما لا يقل عن 500 مواطن فلسطيني، إضافة الى اقتحام عيادة طبية في المجمع وتدمير ما بداخلها.
وتطرق إلى الدعوات المتصاعدة للمتطرفين الإسرائيليين، بمن فيهم أعضاء "حركة مؤمني جبل الهيكل" للقيام باقتحام جماعي للمسجد خلال عيد الفصح، داعين إلى تدمير المسجد الأقصى، وهذا يشمل القياديين المتطرفين في حكومة الاحتلال بما في ذلك الوزير اليميني المتطرف بن غفير الذي صرح مؤخرا أن "على اليهود الصعود إلى الحرم القدسي، وأنه ليس للعرب فقط".
ودعا السفير منصور المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن، الى ادانة هذه الاعتداءات على الشعب الفلسطيني ومقدساته، ومطالبة إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، بوقف جميع هذه الأعمال غير القانونية والخطيرة، والامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومن بينها قرارات مجلس الأمن 476 و478 و2334، والاتفاقات التي تم التوصل إليها.
وشدد على ضرورة مطالبة الاحتلال بضمان الاحترام الكامل للوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى، مذكرا مرة أخرى بأن إسرائيل هي القوة القائمة بالاحتلال وليس لها أي حقوق سيادية على الإطلاق في القدس الشرقية المحتلة، بما في ذلك في البلدة القديمة وفي الأماكن المقدسة، بغض النظر عن أي مزاعم وإعلانات أحادية الجانب.
ونوه إلى أن حكومة الاحتلال تثبت يوميا أنها عازمة على مواصلة اعتداءاتها على الشعب الفلسطيني وانتهاك حقوقه الإنسانية واستعمار وضم أرضه وتدمير كل أفاق السلام العادل والآمن على مرأى ومسمع المجتمع الدولي، وكلها ثقة بأنها لن تعاني من أية عواقب على جرائمها.
وفي ختام رسائله، شدد منصور على الحاجة إلى العمل الجماعي بشكل سريع وجدي لحماية أرواح المدنيين وتجنب المزيد من زعزعة الاستقرار من قبل القوة القائمة بالاحتلال والمستوطنين المتطرفين، مؤكدا على أن الوقت قد حان لاتخاذ إجراءات مسؤولة من قبل جميع الدول والمنظمات لمساءلة حكومة الاحتلال عن جميع انتهاكات حقوق الانسان وجرائم الحرب، بما في ذلك في المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، للضغط على الاحتلال لوضع حد لجميع سياساته وممارساته غير القانونية، واتخاذ إجراءات ملموسة تهدف إلى إنهاء الاستعمار وتفكيك نظام الفصل العنصري.