أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على أن بلاده تمتلك كل الأسباب للاعتقاد بإمكانية قيام دول ثالثة بالتورط في التحضير لهجمات إرهابية في المناطق الجديدة.
وقال بوتين في اجتماع لمجلس الأمن الروسي، اليوم الخميس: "نمتلك كل الأسباب للتأكيد على إمكانية تورط دول ثالثة وأجهزة مخابرات غربية في التحضير لهجمات تخريبية وإرهابية".
وأضاف: "بالإضافة إلى ذلك، تحاول العناصر الإجرامية، بمن فيهم العصابات المنظمة، وتجار المخدرات، والمحتالون الماليون، الاستفادة من الوضع في مناطق جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، ومقاطعتي زابوروجيه وخيرسون".
وأشار الرئيس إلى أن الوضع في المناطق الجديدة لا يزال متوترا، وشدد بوتين على أن "العدو يستخدم عمله السري الذي لم يكتمل بعد لترهيب الناس، بما في ذلك مختلف الجماعات النازية والراديكالية الجديدة"، وأكد الرئيس الروسي "هنا نحتاج إلى التصرف بحزم وفعالية".
وطالب رئيس الكرملين، بقمع دعاية النازيين الجدد ورعاتهم بقسوة، وفضح أكاذيبهم وتزويرهم للحقائق، مشيرًا إلى أنه يجب إيلاء اهتمام خاص لمكافحة الجريمة، بما في ذلك منع الجرائم الجسيمة والخطيرة بشكل خاص، ومحاولات الاستيلاء على ممتلكات الآخرين.
ومن جانبها، علقت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على اجتماع مجلس "النيتو" على مستوى وزراء الخارجية بأن الأوان قد آن كي "يخرج الحلف على المعاش".
جاء ذلك في إفادتها اليوم، حيث قالت إن هذه الفعالية مخصصة ليس فقط استعدادا لقمة "النيتو" التي سوف تعقد في فيلنوس هذا الصيف، وإنما أيضا لتزامنها مع الذكرى الـ 74 لإنشاء هذا التحالف، الذي "كان من المفترض أن يضمن تفوق الغرب الجماعي على بقية العالم، وفقا لمؤسسيه".
وتابعت: "في واقع الأمر، ليس لدى التحالف ما يتباهى به، حيث وقف التحالف وراء كثير من الحروب، وتحويل الدول إلى أطلال، وجرائم حرب بلا عقاب، وقتل للمدنيين، وتدمير للبنى التحتية المدنية في يوغوسلافيا والعراق وأفغانستان وليبيا.. ترى من التالي؟".
وأشارت زاخاروفا إلى أنه، ومع ذلك، فإن ممثلي التحالف لا يكلّون ولا يملّون من تكرار مقولة إن الحلف دفاعي، مع أن تاريخ المنظمة بأكمله يشير إلى خلاف ذلك، وقالت: "إننا نرى كيف أن "النيتو" الذي يسعى لانتهاك النظام الأمني الأوروبي بأكمله، يتوسع مرة أخرى نحو روسيا، ما يخلق تهديدات لأمننا".
وتابعت: "أصبحت فنلندا ضحية أخرى لتحالف "النيتو"، والتي قررت سلطاتها توديع حياد بلادها على المدى الطويل في مقابل تحويلها إلى خط أمامي، ونقطة انطلاق لردع روسيا في الاتجاه الشمالي الغربي"، مشيرة إلى أن "النيتو" لا ينوي التوقف عند هذا الحد، فيما يتزايد ما يسميه أمين عام الحلف ينس ستولتنبرغ "الدور العالمي للحلف، وضرورة تجاوزه منطقة المسؤولية التقليدية الأوروبية الأطلسية".
وأكدت زاخاروفا على أن ما يحدث على أرض الواقع هو "وضع الأساس لفرض نطاق واسع لمقاربات تتمحور حول "النيتو" لبناء أنظمة أمنية إقليمية".
وأشارت إلى أن ضخ أوكرانيا بالسلاح وتحفيزها على مواصلة الحرب مع روسيا، والهجمات على الصين، ومغازلة اليابان وكوريا الجنوبية، والمخطط لعسكرة القطب الشمالي، كل ذلك يجعل العالم "أشد خطورة، من أجل منع وجود أي مراكز قوة بديلة يمكن أن تقوض هيمنة الغرب".
وشددت زاخاروفا على أن "الأمن وحلف "النيتو" مفهومان غير متوافقين"، خاتمة بالقول: "في هذا الصدد، هناك استنتاج واحد فقط يطرح نفسه: في سن 74، حان الوقت كي يتقاعد "النيتو".
وعلى جانب آخر، أعلن مصدر مطلع عن تدمير ما يقرب من نصف مدافع الهاوتزر التي أمد بها "النيتو" أوكرانيا في منطقة العملية العسكرية الروسية الخاصة بواسطة قذائف "لانسيت".
جاء ذلك وفق ما ذكره المصدر لوكالة "نوفوستي" الروسية اليوم الخميس، حيث تابع أن القوات الروسية دمرت ما يقرب من نصف مدافع الهاوتزر الأجنبية في منطقة العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا باستخدام ذخيرة "إزديليا 51/52" المعروفة أيضا باسم "لانسيت".
وأكد المصدر، على أن "ذخيرة (لانسيت) الروسية أثبتت كفاءة عالية في إطار العملية العسكرية الروسية الخاصة، وأصبحت اليوم إحدى الوسائل الرئيسية للقتال المضاد للبطاريات، حيث دمرت أكثر من 100 مدفع هاوتزر ووحدات مدفعية ذاتية الدفع صنع "النيتو" منذ بداية العام الجاري، وتحديدا تم تدمير 45% باستخدام طائرات مسيرة انتحارية".
وأوضح المصدر أن الحديث يدور بشكل أساسي عن مدافع M777 والوحدات ذاتية الدفع M109 Paladin المصنوعة في الولايات المتحدة الأمريكية والتي تم تسليمها لأوكرانيا، فيما أكد أن استخدام الطائرات المسيرة لقذائف "لانسيت" أثبت فعالية من الناحيتين القتالية والاقتصادية، لأنه كقاعدة عامة، هناك الحاجة إلى قذيفة واحدة فقط لتدمير مدفع هاوتزر.
وتابع المصدر: "بناء على ذلك، يتم تقليل الوقت اللازم لإيقاف المدفعية الأوكرانية عن العمل بعد اكتشافها، دون استهلاك الذخيرة التقليدية، وتقليل وقت تشغيل أصول الاستطلاع والأطقم القتالية".
وأكد على أن القوات الروسية تقوم بقتال مضاد للبطاريات في إطار العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا باستخدام دائرة الضربات الاستطلاعية، التي قد تشمل طائرات الاستطلاع المسيرة بمختلف أنواعها، وكذلك أنظمة الاستطلاع المختلفة والمراقبين الأرضيين والمسيرات الانتحارية مباشرة كوسيلة للتدمير.
وقد تم تطوير ذخيرة "لانسيت" من قبل ZALA ZERO، وهي قادرة على ضرب أهداف على مسافات تصل إلى عدة عشرات من الكيلومترات، فيما تحمل الطائرات المسيرة 3 أنواع من الرؤوس الحربية التي تزن 3-5 كيلوغرامات، وتسبب تجزئة تراكمية أو حرارية شديدة الانفجار، اعتمادا على نوع الهدف الذي تتم إصابته.