لا شك بأن القصف الصاروخي غير المسبوق، منذ حرب العام ٢٠٠٦ الذي تعرضت له مستوطنات الشمال ، ليس حدثا عابرا بقدر ما هوحدث مدروس ومخطط له بعناية وسيكون له ما بعده. فمن بعث هذه الرسالة الصاروخية لحكومة نتنياهو-بن غافير- سموتريتش اراد أن يقول لهم "لستم وحدكم من يستطيع أن يمارس استراتيجية المعارك بين الحروب فنحن ايضاً نستطيع ممارستها والنجاح فيها".
كما أراد أن يقول لهم "لقد طفح الكيل منكم"، فإما أن توقفوا الجرائم التي ترتكبونها ضد الشعبين الفلسطيني والسوري وتكفوا عن استباحة الاقصى وإهانة الدولة السورية او تجهزوا أنفسكم لحرب إقليمية كبرى جيشكم وجبهتكم الداخلية غير مستعدين لها ولا يستطيع مجتمعكم المرفه والهش تحمل نتائجها.
بعبارات اخرى، فإن من اتخذ قرار القصف بهذا الوابل من الصواريخ أراد وضع حكومة غلاة المتطرفين في الكيان الأسرائيلي بين ثلاثة خيارات احلاها مر.
الخيار الاول : بلع الإهانة وعدم الرد بالمطلق على من اطلق وسهل اطلاق الصواريخ وهذا خيار مستبعد لانه سيسقط الحكومة.
الخيار الثاني: الإكتفاء برد محدود وتحت السيطرة لحفظ ماء الوجه وهذا
الخيار هو المرجح.
الخيارالثالث: الرد على القصف الصاروخي بقصف مواقع تابعة للمقاومة اللبنانية او استهداف قيادات ل"حماس" والجهاد الإسلامي على الاراضي اللبنانية وهذا الخيار شبه مستبعد لأنه قد يتدحرج إلى حرب اقليمية كبرى لا يستطيعون في إسرائيل تحمل نتائجها كما اسلفنا ولأن خوضها بحاجة إلى ضوء اخضر اميركي لن يعطى على الاغلب لأن ادارة بايدن مشغولة بالحرب في اوكرانيا ولا تريد حربا أخرى في الشرق الاوسط تربك حساباتها وتفشل مخططاتها.
ولذلك فإن ما يمكن قوله، إن السيناريو الذي كان من المرجح حدوثه هو قيام المدفعية الإسرائيلية بقصف محدود لاراضي جرداء في جنوب لبنان لحفظ ماء الوجه. وهذا ما حصل بالفعل يضاف اليه القصف الاسرائيلي على قطاع غزة.