الصيام فريضة على المسلمين، وركن من أركان الدين، وشهر رمضان هو الشهر الأهم الذي يؤدى به الصيام بوصفه فريضة، ويعرف أن الصيام يؤدى عن طريق الانقطاع عن أي طعام أو شراب منذ بزوغ الفجر وحتى غروب الشمس. هذا الأمر كان محط دراسات وأبحاث طبية عديدة، وتحديداً فيما يخص صحة النساء، ومدى تأثير الصيام في صحة المرأة، وتحديداً الهرمونات الأنثوية.
ما الهرمونات الأنثوية؟
الهرمونات الأنثوية عبارة عن مواد كيماوية يفرزها جسم الأنثى من خلال الغدد. والهرمونات الرئيسة المهمة لدى الإناث هي ثلاثة هرمونات:
- هرمون الإستروجين: هو أهم أنواع الهرمونات الأنثوية، وتكمن أهميته في دوره المباشر خلال عملية البلوغ، وما يحدث خلالها من نمو وتكوين الجهاز التناسلي، ومصدر هذا الهرمون الرئيس المبايض، ونسبة قليلة منه تنتج من الغدد الكظرية والخلايا الدهنية، كما يعد هرمون الإستروجين الهرمون المسؤول عن الحيض، والإنجاب، وانقطاع الطمث، وتتسبب الزيادة في هذا الهرمون في زيادة خطر الإصابة بسرطان الرحم، وسرطان الثدي، وتقلب المزاج، والاكتئاب، ويؤدي انخفاضه إلى تطور حب الشباب، وتساقط الشعر، وترقق الجلد... وغيرها من الحالات.
- هرمون البروجستيرون: هو ثاني أهم أنواع الهرمونات الأنثوية، ومصدره أيضاً المبايض، والغدد الكظرية، والمشيمة عند الحمل، ويلعب هذا الهرمون أدواراً كبيرة ومهمة في الجسم، مثل: الاستعداد للحمل، والحمل، والحفاظ على الحمل، وتنظيم الدورة الشهرية، والرغبة في اقامة علاقة زوجية.
- هرمون التستوستيرون: هو هرمون ذكوري في الغالب إلا أنه وعلى الرغم من نسبته القليلة في جسم الأنثى، فله دور في الدورة الشهرية، والخصوبة، والكتلة العضلية، وإنتاج خلايا الدم الحمراء.
هل للصيام تأثير في توازن الهرمونات الأنثوية؟
«بعد مراجعة عدد من الدراسات الطبية والبحوث في هذا الشأن، نجد أن الصيام ليس له تأثير في انضباط وتوازن الهرمونات الأنثوية، بل إنه يسهم في ذلك، ويحقق عدداً من الفوائد، حيث أكد أن صيام رمضان يساعد على إعادة ضبط الهرمونات في الجسم، ومنها الهرمونات الأنثوية، ويحقق الفوائد الآتية:
- يعزز الصيام صحة الغدة الكظرية التي تفرز هرمون الأوكسيتوسين، وهو أعلى تأثير للهرمونات، وبالتالي فإن تعزيز الأوكسيتوسين سيكون له تأثير إيجابي في الهرمونات، مثل: الكورتيزول، والأنسولين، والهرمونات النسائية، والبروجسترون، والتستوستيرون، والإستروجين.
- يعمل الصيام على إعادة إصلاح الخلايا لزيادة فاعلية وحساسية الهرمونات؛ حيث يسهم في التخلص من السموم المسببة للالتهابات، التي تعيق بدورها إفراز الهرمونات، وكذلك استقبال الخلايا لها.
- يعزز الصيام الصحة العامة، ويساعد على دعم جهاز الدوران؛ الأمر الذي يعود بالفائدة على الغدد الصماء التي تفرز مختلف الهرمونات في الجسم، ومنها الهرمونات الأنثوية.
نصائح لضبط الهرمونات الأنثوية في رمضان
في حال كانت المرأة تعاني من اضطرابات في مستويات الهرمونات الأنثوية، فإن الصيام في بعض الأحيان قد يفاقم المشكلة في حال لم يتم اتباع نمط غذائي وصحي جيد خلال الصيام، وتقول:
حتى يحقق الصيام فوائده الصحية لأجسامنا من المهم اتباع النصائح التالية:
- الحرص على التنويع في الأطعمة المتناولة، والتركيز على الفواكه والخضروات الطازجة.
- ممارسة الأنشطة البدنية بانتظام، وذلك بعد ثلاث ساعات من تناول وجبة الفطور.
- الحصول على عدد ساعات كافية من النوم في الليل، وتنظيم وقت النوم، من خلال تحديد وقت الاستيقاظ، وكذلك وقت النوم.
- التقليل قدر الإمكان من الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات والمواد الحافظة ومحسنات الطعم والمنكهات الصناعية.
- أما النساء اللواتي يعانين من اضطرابات في الهرمونات الأنثوية، فعليهن إضافة هذه الأغذية تحديداً إلى وجباتهن في رمضان، وهي:
الثوم، الكبد، البيض، اللحم البقري، عرق السوس، زيت السمسم، الشاي الأخضر، منتجات الصويا، المكسرات بأنواعها، البروكلي والقرنبيط والأفوكادو، الحليب ومنتجات الألبان، الأسماك الدهنية، مثل السلمون والماكريل والسردين، القمح والشوفان وبذور الكتان والشعير وحبوب الكينوا.
الأطعمة التي تحتوي على فيتامين ج، مثل: الموز، والبرتقال، والطماطم، والكيوي، والشمام، والبروكلي، البقوليات بجميع أنواعها، خاصة العدس، والحمص، والفول السوداني؛ لأنها تحتوي على مادة الفينول التي تعزز من إفراز الإستروجين.
الأطعمة الغنية بالكاروتين، مثل: الريحان، واليقطين، والملفوف، والشمندر، والجزر، والسبانخ، واللفت، والفلفل.
الفواكه والخضروات المجففة التي تحتوي على فيتاميني ب وج، مثل: المشمش والخوخ والبرتقال والكيوي والفراولة.