التغلّب على السكاكين يتطلب عملية عسكرية واسعة لتغيير الوعي الفلسطيني

555x320_71d12da3-14e5-4eb7-902c-14bdd945c488
حجم الخط

يمكن استمرار التحصين، وإحاطة أنفسنا بالمزيد من الجدران، ووضع الاسمنت على جوانب الشوارع أمام الذين يقومون بالدهس، واقامة جدار آخر وبرج آخر وجدار حديدي آخر، واضافة حزام أمني آخر. إلا أن كل ذلك هو مسألة وقت حتى يجد الطرف الثاني المُحرض والمملوء بالكراهية الطريق للدخول والقيام بالعمليات المؤلمة. "الارهاب"، حتى لو كان بدائيا، لا يقل ابداعية عن التحصين. لقد أغلقنا الكثير من الابواب، لكنه وجد النوافذ القابلة للاختراق. قمنا بانشاء الشوارع الالتفافية لكنه التف عليها ايضا. التحصين ليس شيئا زائدا، لكن توجد له حدود. يقولون لنا إن "السور الواقي 2" ليس اجابة على موجة "الارهاب" الحالية. هذا دقيق لكن بشكل جزئي. صحيح أن الحديث يدور عن "مخربين" افراد ليس لهم انتماء تنظيمي، واحيانا يقررون فجأة القيام بهذه العمليات. ورغم ذلك فان "السور الواقي 2" أو أي اسم آخر سيتم اختياره للمعركة الشاملة، ليس زائدا. صحيح أن "المخربين" أفراد لكنهم "مخربو" أجواء. اغلبية "المخربين" تقريباً يرضعون من كأس السم التي تقوم السلطة الفلسطينية بملئها طول الوقت بالتحريض وباحترام "الارهاب" والشهداء والجهاد. يجب أن نستثمر طاقتنا في تغيير هذه الأجواء. والمعركة الشاملة سيكون لها تأثير نفسي وهو مطلوب اليوم ليس أقل من الجانب العملياتي. لا يكفي الامساك بـ "المخربين" وكبحهم وقتلهم أو التحصن في مواجهتهم. الأجواء العامة التي يعمل في إطارها هؤلاء "المخربون" هي التي تحتاج إلى التغيير. صحيح أن الجيش و"الشاباك" يعملان كل ليلة تقريبا في مواجهة اهداف ومشبوهين بـ "الارهاب" في "يهودا" و"السامرة"، لكن هذا العمل المبارك موضعيا ويعتمد على استخبارات موضعية، لا يمكنه احداث التغيير في الأجواء والوعي في اوساط الفلسطينيين. "بنك الاهداف" الذي وضعه الجيش في الضفة لا يرتبط بشكل مباشر بمن يطعن أو يدهس. ومع ذلك، يجب العمل ضده. سيكون الربح مزدوجا، نفسيا وتنفيذيا: آلاف قطع السلاح في مخيمات اللاجئين والقرى وأزقة المدن ستنكشف، وايضا ينابيع الكراهية – محطات التلفاز والراديو في السلطة – ستُغلق. يجب نقل المبادرة الى أيدينا والكف عن السلبية، ايضا في موضوع الاستيطان يجب العودة والبناء في القدس وفي المستوطنات. والقول للفلسطينيين إن خسائرهم أكثر من أرباحهم، وإجبارهم على السير في طريق جديدة. في هذه الاثناء تُسمع في السلطة أصوات أولية محبطة، وهي تدرك أنه لا فائدة من انتفاضة السكاكين، وأنه لا فائدة ولا تبرير لموت الاولاد الذين يذهبون الى حتفهم وفي أيديهم السكاكين. معهد ممري قام بكتابة تقرير لافت: "اسرائيل هذا الاسبوع" حيث قام بتخصيص مساحة واسعة لهذه الاصوات في نشرته. في قرية سعير بالقرب من الخليل توجه الأولياء الى محافظ الخليل الفلسطيني وطلبوا منه العمل على وقف العمليات التي يموت بسببها شباب القرية. هذه اصوات قليلة وجديدة وستزول بسرعة اذا لم تعمل اسرائيل على إحداث التغيير في الوعي والأجواء التي تنتج العمليات.