هارتس : روح يائير نتنياهو

حجم الخط

بقلم: عكيفا نوفيك

 

 





حدثت عندنا معجزة في عيد الفصح، وتذوقنا قليلاً من الحياة تحت إدارة يائير نتنياهو. كيف يبدو التدهور الأمني، عندما يتأرجح وزير الدفاع على كرسيه بسبب تعليمات من نتنياهو الابن، وكيف يبدو جهاز الدعاية متهالكا عندما لا يخرج رئيس الحكومة للتحدث مع الجمهور ليومين من صافرات الإنذار؛ بالأساس كيف تبدو إدارة الأزمة عندما يكون المدير شخصا متقلبا، قبل بضعة أيام قررت المحكمة أنه إذا أطلقتم عليه "عنصري مزعج" أو "يعيش على أموالنا"، فأنتم بذلك تستندون إلى دفاع "أنت قلت الحقيقة".
هذه معجزة؛ لأن هذه "الجولة" لم تتدهور إلى "عملية"، ربما هكذا ستتحول إلى دعوة للاستيقاظ.
حتى أشخاص متعصبون من "الليكود" يرون بؤس أداء الحكومة وضعفها واستخذاءها إزاء "الإرهاب"، حتى صفحات الرسائل أصبحت فارغة من الإعجاب والتمجيد، والآن هي مليئة بالشتائم ضد الحكومة السابقة، وعن اتفاق الغاز و"الإخوان المسلمين" والطابعة المفقودة والمتحايلين واليسار. هكذا تكون الحال عندما لا يكون لديك أي شيء لتبيعه.
من غير المعقول أن بنيامين نتنياهو ينشغل في صياغة اعتذار من الوزير يوآف غالانت، بدلا من تعزيز الجهاز في ذروة موجة "إرهابية". حسب كل الدلائل فإن هذا الطلب الهستيري جاء من ابنه البكر. هنا يتم مد خط داخل معسكر مؤيدي نتنياهو، بين من يعتبرون ذلك جنوناً ضاراً وبين من سيدعمون كل خطوة أو طلب لنتنياهو.
هذه المجموعة تسمح بوجود شلل في القيادة نشاهده الآن. لأن نتنياهو يعرف أنه من المهم تصنيف نفسك بأنك تفعل أكثر مما تفعل، وتقريبا أي فشل سيتم غفرانه إذا نجح في تحويل قضية أداء رئيس الحكومة إلى نقاش بين اليمين واليسار.
تحارب حكومة نتنياهو الجديدة "الإرهاب" بشكل أقل من حكومة بينيت – لابيد و"الإخوان المسلمين"، لكنها تحظى ببطارية أبواق، يقومون بأحلى عمل في معسكر مؤيدي الحكومة.
روح يائير نتنياهو حاضرة جيداً في الحكومة. من يعارضونه يصمتون قدر الإمكان، ومن يؤيدونه يتنافسون في إعلانات ذكية مثل "اذهبوا إلى الجحيم" و"أنتم تافهون" و"اذهبوا من أمام وجوهنا".
هكذا، بالتحديد الحكومة التي بعثت من الموت وزارة الإعلام، والوزيرة التي تترأسها حولتها إلى وزارة لشرح تعابير الوجه – بالتحديد هي تسجل الفشل المشين الأكبر في هذا المجال.
هل سمع أحد عن هذه الوزيرة، أو عن وزير المناعة القومي، الأمن القومي، والمهمات القومية، وهم يحاولون تهدئة الجمهور وتوضيح خطوات الحكومة؟ لكن ماذا يمكن أن نتوقع عندما يجلس في الكابينبت وزير للأمن الداخلي يسرب محادثات شخصية مع المفتش العام للشرطة ويستثمر جهوداً كبيرة في تطوير صورته وفي محاربة المراسلين، في الوقت الذي تتفكك فيه الشرطة، وعضو آخر في الكابينيت يتسبب بأضرار سياسية بتصريحات متسرعة مثل "محو حوارة".
في وقت ما اعتاد نتنياهو على تشكيل منتديات صغيرة كان يشارك فيها أشخاصا قدر أهمية مواقفهم. الآن في المنتدى المصغر يجلس يائير نتنياهو، وأي كلمة إضافية هي زائدة.
سيطرة الابن على الأب تشرح انعدام دور القدامى في المكتب. هم عملوا مع نتنياهو الأب، وبعضهم تركوا بسبب الابن والزوجة. الجميع يقولون الشيء ذاته: استنتاج الأسابيع الأخيرة يجب أن يكون إعادة نتنياهو القديم ورمي الابن وزمرة المستخذين له من مراكز القوة.
إدارة الدولة ليست تغريدة ظهيرة في تويتر. ورجال اليمين انتخبوا نتنياهو آخر.

عن "هآرتس"