على خلفية هجمات "الإرهاب" من شأن مسيرة أول من أمس إلى أفيتار للمطالبة باستيطان النقطة أن تُفهم ليس أكثر من استغلال فرصة.
لمعظم شعب إسرائيل ليس واضحا حقا كيف يرتبط الاستيطان في أفيتار بالرد على "الإرهاب".
المشكلة هي أن ما كان مفهوما من تلقاء ذاته لقيادة الحاضرة اليهودية ولمعظم الجمهور اليهودي في البلاد في أيام ما قبل قيام الدولة كف عن أن يكون مفهوما ومتفقا عليه.
في ذروة اضطرابات 1936 كتب د. موشيه بيلنسون، الذي كان محرر صحيفة "دافار"، مقال الافتتاحية "معنى المعركة".
مقاله اعترف بأن الصراع في البلاد بين اليهود والعرب سيكون طويلا، ولن يتنازل أي من الطرفين بإرادته الطيبة عن تطلعه إلى ملكية البلاد.
وانتهى المقال بالسؤال المعروف: "حتى متى؟"، الذي أجاب عنه: حتى يعرف أكثر المتحمسين والجسورين في معسكر العدو، في كل معسكرات الأعداء حيثما كانوا: "لا وسيلة لكسر شوكة إسرائيل في بلادها. إذ إن واجب الحياة وحقيقة الحياة معها ولا سبيل دونها غير التسليم بها، هذا هو معنى المعركة".
لـ "الإرهاب" العربي منذ بدايته كانت غاية واضحة: "منع وإلغاء هدف الصهيونية لبناء وطن قومي للشعب اليهودي في بلاد إسرائيل. من هنا ينبع قرار قيادة الحاضرة – بالذات بسبب "الإرهاب" - تسريع زخم الاستيطان والبناء بطريقة السور والبرج.
في المستوى التكتيكي يوجب الرد على "الإرهاب" أن يكون مركزاً في جهود الحراسة والإحباط المباشرة. أما في المستوى الاستراتيجي فالرد على "الإرهاب" يجب أن يركز على الجهد لمنع الغاية التي يسعى "الإرهاب" لتحقيقها.
منع حركة الإسرائيليين في المنطقة
لقتل الأخوين ينيف في حوارة، مثل قتل الأختين دي وايمن في حمرا، كانت غاية. فضلاً عن التطلع إلى قتل اليهود سعى القتلة إلى غاية أوسع: من خلال زرع الخوف والقلق سعوا لأن يمنعوا عن الإسرائيليين حركة حرة في المنطقة، وبذلك تسريع الاستعداد الإسرائيلي للانسحاب. في المرحلة الأولى – الدفع نحو الانطواء في خطوط 1967. في المرحة الثانية - المواصلة حتى إلغاء كل سيادة يهودية بين البحر والنهر. في أيام اضطرابات نيسان 1936 شرح بن غوريون: "وسائل العرب (الإرهاب) تتناسب وهدفهم... هدم إمكانية بناء البلاد. وإلى ذلك أضاف سعيا إلى استيضاح الرد: "فهل هذا هدفنا؟ نريد أن نغير الوضع الراهن. نريد أن ندخل جموع المهاجرين الجدد. نريد أن نبني وأن نبني أنفسنا. نحتاج لنزرع، نغرس، ونعمل".
بلور فينغت أيضا، في عمله مع سرايا الليل في حماية محور النفط في راموت يسسخار وسهل يزراعيل، مفهوم دمج العمل العسكري للدفاع ضد "الإرهاب" بالميل لتعزيز الاستيطان اليهودي. لهذا الغرض أوصى بإقامة كيبوتس مفترق حيوي.
كما أن التلة التي من المتوقع أن تقوم عليها مستوطنة أفيتار تشرف على محور عرض حيوي – محور 5 إلى غور الأردن.
في خارطة رئيس الوزراء إسحق رابين لاتفاق أوسلو أيضا الإشراف على غور الأردن وعلى محو 5 المؤدي إليه يعتبر مصلحة أمنية وطنية حيوية.
في هذا المنطق، فإن الرد على هجمة "الإرهاب" تتطلب إضافة إلى جهود قوات الأمن جهداً استيطانياً واسعاً في غور الأردن أيضاً، وفي الطريق الرئيس المؤدي إليه. وبالتالي أفيتار الآن.
عن "إسرائيل اليوم"
لأول مرة.. مي عزالدين تكشف عن سبب عدم زواجها حتى الآن
31 اغسطس 2025