مع انتهاء يوم الجمعة الاخير من شهر رمضان الكريم، تنفست إسرائيل الصعداء إلي حدكبير، والذي يصادف يوم القدس العالمي، من دون اندلاع تصعيد كانت احتمالات اندلاعهقائمة، وتتوقعه إسرائيل خاصة الاجهزة الأمنية الاسرائيلية التي وضعت في الاعتبار أنهبمثابة اختبار آخر للواقع الأمني الهش، وهو من أسوأ ما مر عليها في السنوات الأخيرة. ووضعت جميع اجهزتها الامنية والعسكرية في حالة جاهزية عالية. تحسباً لاحتمالحدوث عمل إيراني يمكن أن يتجلى في عملية ترسخ في الوعي الاسرائيلي مثل محاولةهجوم إلكتروني، أو هجوم بواسطة طائرة بدون طيار باتجاه إسرائيل، أو محاولة هجومعلى هدف إسرائيلي في الخارج.
كما اعلنت المقاومة عن استعداد وجهوزية عالية واحتمال قيام إسرائيل بعمل ما أو عمليةغادرة.
على الرغم من قرار رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو بوقف اقتحام المستوطنيناليهود المتطرفين للمسجد الاقصى.
كل هذه الاستعدادت والحذر ، في حال لم تتطور أحداث غير عادية في المسجد الأقصى،وعلى الرغم من التقدير والتقييم لأجهزة الأمن الإسرائيلية أن فرصة التصعيد على الحدودالشمالية في لبنان أو في هضبة الجولان السورية بانها منخفضة حالياً. بالمقارنة فيالساحة الفلسطينية، تظل فرص التصعيد عالية. بعد الجولة القصيرة ضد غزة، مثل تلكالتي حدثت في لبنان، انتهت سريعا، بعد أن كان رد الجيش الإسرائيلي ضد قطاع غزةمدروسا ومنضبطاً جداً.
تنفس الأجهزة الأمنية الصعداء بانتهاء يوم القدس بدون تصعيد جاء بعد قبول المجلسالوزاري الأمي السياسي المصغر توصيات الجيش والأجهزة الأمنية باحتواء التصعيدوعدم تغيير سياسة الرد على إطلاق الصواريخ بشكل كبير ، في محاولة لمنع المزيد منالتصعيد والتدهور الأمني.
وبحسب بعض المحللين العسكريين الاسرائيليين أنه
إذا كانت هناك عملية في قطاع غزة، فإن إسرائيل هي التي يجب أن تقرر توقيتها، وتتولىالقيادة والمبادرة، وألا تنجر إلى الفخاخ التي نصبتها لها المقاومة الفلسطينية في قطاعغزة، وهذه سياسة اتبعت منذ سنوات من قبل المؤسسة الأمنية عندما يستأنف إطلاقالصواريخ بعد فترات من الصمت النسبي.
وأن هذا الموقف من قطاع غزة صحيح بشكل خاص هذه الأيام، وعدم تغيير طريقة الردبشكل جذري في القطاع، وعملياً احتواء. الأحداث، في غزة ولبنان، تم تحديد هدف عدمالوصول إلى حرب في هذه الساحات، ووفقا لزعم الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن حزب اللهوحماس، على الرغم من التصريحات العدوانية، غير مهتمين بتصعيد كبير من كلالساحات.
خلال السنوات الماضية ودورات العدوان المتكررة ضد قطاع غزة، وفترات الصمت الطويلةنسبياً، عندما يتكرر إطلاق الصواريخ من قطاع غزة تجاه إسرائيل بشكل متكرر ، تبدأالساعة بالاشارة إلى الاقتراب حتى الأزمة القادمة وعدوان جديد علي قطاع غزة.
كما أنه وخلال السنوات الثلاثة الماضية على وجه التحديد، والحديث عن وحدة الساحات،برغم التمييز الاسرائيلي بينها خاصة غزة والضفة الغربية والقدس، عندما يتعلق الامربالمسجد الأقصى، لكن هذه المرة اختلف الامر وكانت تصريحات امين عام حزب حسن نصرالله، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار عن حماية القدس ووحدةالساحات ومحور القدس، وعندما يتعلق بالمسجد الاقصى.
والتصعيد الأخير يقدم اشارة جدية عن ما سيجري في المستقبل، حيث مع أي ارتفاع فيدرجة الحرارة في المسجد الاقصى والحرم القدسي الشريف. وفرصة الوصول إلى ردوتصعيد كبير من جميع الساحات خاصة من غزة وجنوب لبنان، وهي سيناريوهاتقائمة ومحتملة.
لذا وفي ظل هذا الوضع الامني وتعزيز الساحات الخارجية، وتحاول إسرائيل التمييزبينها، وردود فعلها غير المتوقعة، فإن المؤسسة الأمنية الاسرائيلية تنظر بقلق شديد لجرأةالمقاومة من لبنان وغزة وقدرات المقاومة الفلسطينية في لبنان وتطور قدراتها. وعجزالاستخبارت العسكرية على توقع هذه الجبهة وغياب المعلومات، فهي تستعد للعمل عنداقتراب المواجهة القادمة في قطاع غزة.
المشكلة الأكبر ادى إسرائيل هي أنه على الرغم من أن جميع التهديدات نابعة ليست من الساحات الفلسطينية فقط، بل باتت تشمل لبنان وسورية وبدعم ايراني واضح وتشكلقلق حقيقي لاسرائيل.
ويتضح ذلك من خلال اعمال المقاومة في الأسابيع الماضية، وارتباطها بجميع الساحات،والمحرك الاساسي هو الاعتداءات في المسجد الاقصى، التي اشعلت الشرارة في لبنانوسوريا وغزة والضفة الغربية وداخل الخط الاخضر. وهي مثال صغير لما يمكن أن نتوقعهإسرائيل في المستقبل في حرب متعددة الساحات، أو على الأقل خلال شن عدوان ضد قطاع غزة.