يجمع الناس على ان العدوان الاسرائيلي (المؤجل) قادم لا محالة وهم على حق لسببين السبب الاول :الانتقادات التي وجهتها الجبهة الداخلية للقيادة بضعفها وعدم قدرتها على الحكم وتوفير الحماية، والجيش الاسرائيلي بضعف الرد العسكري ويتهمونه بتآكل قوة ردعه،والتصريحات المتتالية لقادة وخبراء ومحللين اسرائيليين تطالب بالتصعيد، والسبب الثاني : معرفتهم لطبيعة العدو الذي يسعى دائما لاحرازعنصر التفوق ولو بارتكاب المجازر الدموية لما يشكله الخلل به من خطر وجودي عليهم ، ومعرفتهم ايضا لعدوهم الذي يعتبر الحرب خدعة وعدم استخدامة القوة التدميرية المعتادة عبارة عن حيلة وتأجيل للعدوان لتمرير الاحتفال بالاعياد.
يعزز ذلك بعض الاشارات التي وردت في خطاب رئيس الوزراء نتنياهو حيث كرر اعترافه بتآكل قدرة الردع اكثر من مرة حين قال فقدنا قوة الردع بسبب اوامر الرفض داخل الجيش ، ثم قال اعادة الردع يتطلب وقتا لكننا سنعيده. واستخدم مصطلحات مثل الردع تضرر ، سنرمم الردع وسنصحح الوضع ونحن مستعدون لعمليات قوية ويدنا طويلة، وقال ما زالت هناك تهديدات كثيرة ونحن في اوج المعركة نتجهز لعمليات كبرى في كافة الجبهات اذا تطلب ذلك، لكنه استدرك قائلا لا نسعى لمواجهة واسعة ولكن ان اضطررنا سنفعل دون تردد. نتنياهو صاحب المصلحة في التصعيد وقد تلقى الصفعات المتتالية بالصمود المقدسي الاسطوري في المسجدالاقصى والعمليات البطولية في الضفة وعند اهلنا في ال ٤٨ والصواريخ من قطاع غزة ومن جنوب لبنان ومن الجولان وتحت ضغط التفسخ الداخلي والمظاهرات المستمرة ضده منذ فترة طويلة وابتزاز بن غفير وسموترش له ، وربما تعليقات معارضيه على خطابه تدفعه للاسراع بذلك حيث علق غانتس على خطابه قائلا : من يتباكى لا يصلح ان يكون قائدا، كما وصف نيفتالي بينت خطابه بالهزيل، اما ليبرمان فقد دعا اعضاء الليكود للاطاحة بنتنياهو، من جانبه علق لابيد على خطابه قائلا بينما يواصل اعداؤنا ضربنا فقد نتنياهو السيطرة امام الأمة. وما يزيد الطين بلة استطلاعات قناة ١٣ حيث جاء فيها أن؛
٧١٪ من الجمهور الإسرائيلي غير راضين عن أداء رئيس الوزراء الحالي نتنياهو وحزب الليكود يهبط إلى ٢٠ مقعد في استطلاعات الرأي بينما يصعد حزب غانتس إلى ٢٩.
والاهم من ذلك كله ما جاء في صحيفة الواشنطن بوست الأميركية و استنادا إلى وثيقة مسربة من البنتاغون الأميركي تقول بأن " الموساد " هو من يقف خلف الإحتجاجات ضد حكومة نتنياهو .
لذلك باب الاحتمالات على التصعيد مفتوح وطبيعة العدوان وحجمه بعتمدان على العناصر التالية:
سقف العدوان الذي تسمح به الولايات المتحدة الامريكية والى اي مدى يمكنها دعم اسرائيل في المحافل الدولية بحسب المعطيات الجديدة. اما عسكريا فهي جهزت لذلك وارسلت الغواصة "يو إس إس فلوريدا" حيث دخلت المنطقة مؤخرا وبدأت في عبور قناةالسويس وهي قادرة على حمل ما يصل إلى 154 صاروخ كروز من طراز توماهوك وبحسب التصريحات الامريكية أُرسلت الغواصة لمساعدة الأسطول الخامس الأمريكي على نشر الأمن والاستقرار البحريين في المنطقة.
تقدير الموقف العسكري الاسرائيلي المبني على المعلومات الامنية والاستخبارية حول استعدادات الاطراف كافة وقدرتها على التعاون والتنسيق والعمل المشترك وهل سيكون العدوان على جبهة اوجبهات.
تقديرات وزير الحرب ورئيس الاركان والاجهزة الامنية وقيادة الجبهة الداخلية لقدرات الجيش الاسرائيلي وجاهزيته وامكانية التدخل البري.
جاهزية واستعداد الجبهة الداخلية الاسرائيلية ومدى قدرتها على التحمل.
الهدف او الاهداف من العملية العسكرية.(انجاز سياسي، ترميم الردع، تغيير قواعد القتال، حفظ ماء الوجه).
امكانية دعوة الاحتياط وحجمه.
عامل الوقت والفترة الزمنية المتاحة.
جبهات العدوان المحتملة :
اولا. على جبهة واحدة وهي رغبة اسرائيلية والارجح ان يكون قطاع غزة .
ثانيا. عدة جبهات في حال فرض عليها ذلك وقطاع غزة وجنوب لبنان مرشحتين اولا او الجولان وجنوب لبنان.
ثالثا. جبهة ايران وقصف المفاعلات النووية واهداف اخرى.
سيناريوهات العدوان :
السيناريو الاول: اغتيال قادة او كوادر من المقاومة تكون بمثابة حفظ ماء وجه نتنياهو امام معارضيه ومنتقديه في حال عدم الرد والتصعيد اما ان كان هناك رد فان طبيعة الرد تحدد حجم العدوان الاسرائيلي باتجاهين:
أ. معركة بين الحروب يستخدم فيها سلاح الجو والمدفعية ومناورات برية ومحاولة اقتحام وهمية للحدود وهو الاسلوب الذي نفذه الجيش الاسرائيلي سابقا.
ب. تصعيد محسوب دون التفجير باستخدام سلاح الجو والمدفعية والصواريخ فقط وبنك اهداف محدود.
لكن هذين الاتجاهين محكومين بطبيعة رد المقاومة وعادة ما يكون الرد قويا ومتكافئا وتبعا لطبيعة العدوان وحجم الخسائر.
السيناريو الثاني: عملية تقدم بري محدود في ظل اسناد جوي وبري وبحري كثيف على محور او اكثر في محاولة لاحراز مكاسب ميدانية واعتقال مقاتلين او تحرير اسرى للتأثير على المعنويات واعتباره انجازا ميدانيا.
السيناريو الثالث وهو الاخطر: حرب شاملة يستخدم فيها التطويق والعزل والخرق السريع وتقدم القوات البرية على محاور متعددة والوصول الى مناطق اطلاق الصواريخ في ظل استخدام قصف تمهيدي تدميري برا وبحرا وجوا بنمط الارض المحروقة كما جرى عام ١٩٨٢ في لبنان.
السيناريو الرابع استنادا لوصول الغواصة النووية الامريكية واستنفار الاسطول الخامس: قصف المفاعلات النووية الايرانية تتزامن مع انزالات جوية على اهداف قرب الحدود.
اما المقاومة سواء فلسطينية اولبنانية (واسرائيل تدرك ذلك )فكل المعلومات المتوفرة تشير الى وعيها ومعرفتها العميقة لطبيعة العدو ومخططاته وما يخبئه ولديها ايضا ما يمكن ان تفاجئ به العدو. وقد برهنت على ذلك في مسارح العمليات وميادين القتال وخلال الاعتداءات الاسرائيلية السابقة ولن تقبل بتغيير قواعد القتال ومعادلات الردع الذي تم تحقيقها عبر صمودها وادائها القتالي البطولي واحتضان شعبنا العظيم لها وتضحياته الجسيمة التي قدمها.
اما ايران فقد صرحت قياداتها بانها اعدت العدة لهذا الاحتمال سواء بتطوير صواريخها بعيدة المدى اودفاعاتها الجوية او خلاياها النائمة وتنظيم بنك اهداف يقابل بنك الاهداف الاسرائيلي المعلن ضدها يشمل عمق التواجد الاسرائيلي في فلسطين المحتلة اضافة للقواعدالامريكية التي ستشارك في العدوان عليها مع تحريك للخلايا النائمة واغلاق الممرات البحرية تبعا لتطورات العدوان.
وأخيرا فان استدعاء نتنياهو لزعيم المعارضة يوم السبت لجلسة الاحاطة الامنية بحضور كبار القادة العسكريين دليل على إن نتنياهو يسعى للتأكيد على دعم المعارضة للتصعيد من جديد على الجبهات التي قصفت فيها اسرائيل .