ماذا سيختار علمانيو إسرائيل.. ارتداء الملابس الدينية أم النزول إلى الشوارع؟

حجم الخط

بقلم  أريئيل كهانا 

للمرة الألف، تبدو حكومة نتنياهو السادسة وكأنها تصر مرة أخرى على التوجه إلى طريق لا مخرج له. فكما نشر في “إسرائيل اليوم”، فإن وزير الدفاع يوآف غالانت ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش بلورا مخططاً لحل وسط للتجنيد الإلزامي في إسرائيل. 

بشكل غير مفهوم، في ذروة عشرة أيام الانبعاث، قبيل يوم الاستقلال، في لحظة توتر داخلي عسير على الاحتمال، فيما تتكدر سحب الحرب في الأفق، يطرحان معاً، وكل وحده، اقتراحات غير جديرة وغير واقعية. 

المشكلة الأساس في المخططين هو انعدام المساواة. لا يوجد ولا يمكن أن يوجد مبرر عادل أو منطقي لأن يكون يهودياً ما ملزماً بالمساهمة لشعبه ولوطنه، بينما يعفى منها يهودي آخر لا لشيء سوى أنه ولد لقطاع معين. هذا غير مستقيماً، ولا عادل وغير مناسب أيضاً لـ”الهلاخا” اليهودية (الفقه)، التي تقرر بأن أحداً ليس معفياً من الحروب لإنقاذ إسرائيل. 

ثانياً، المال. مهما كانت رواتب الجنود عالية، فلن تتمكن من تعويض الفجوة بين من يخدمون، حتى وإن كان نصف سنة، وبين من لا يخدمون على الإطلاق. فالدم لا يساوي الدم. ناهيك عن الكلفة الهائلة التي ستتدحرج إلى جيوب دافعي الضرائب، الذين هم في كثير من الحالات بالفعل أهالي أولئك الذين تجندوا بالفعل. هذا التمييز يصرخ إلى السماء. 

إن من سيقر التمييز البنيوي المقترح سيقضي بتفكيك جيش الدفاع الإسرائيلي. بني غانتس وغادي آيزنكوت محقا في كل كلمة في هذا الموضوع. في غداة التشريع، إذا ما أقر، سيرتدي جموع علمانيي إسرائيل الملابس الدينية وسيطالبون بإعفاء من الخدمة. سؤالهم “لماذا أنا نعم وهو لا؟” سيصدح ليس فقط في مكاتب التجنيد، بل وأيضاً في الشوارع، وستمتلئ هذه بمتظاهرين أكثر مما رأينا حتى في أثناء الشتاء. 

هذه الإخفاقات واضحة، فمثلما اتضح في مرحلة سابقة أنه لا يمكن إجازة الإصلاح القضائي. وعليه، خيراً تفعل الحكومة إذا لم تضرب المرحلة في الجولة الحالية الرأس بالحائط مرة أخرى، بل تتصرف على طريقة التفكير المسبق. 

الجدول الزمني الذي تفرضه المحكمة العليا من هنا والحريديم من هناك، جدول مفهوم. ولا يزال المطلوب، حتى في حالات الضيق، عرض مخطط عموم إسرائيلي، رسمي، مخطط يمكن لمعظم الإسرائيليين أن يتعايشوا معه بسلام، وليس مخططاً مناسباً لاحتياجات ائتلافية ضيقة. 

ماذا ينبغي أن يشمله المخطط؟ خدمة من أجل الشعب والدولة لكل أبناء الـ 18. خدمة عسكرية أو وطنية في خدمات الطوارئ أو في المجتمع، وبالطبع في المدرسة أو الكلية الدينية. لكنها خدمة تساهم للشعب وللبلاد. على هذه المساهمة، التي هي حق وواجب على حد سواء، قام المشروع الصهيوني وأصبح بداية الخلاص. فهل اشتقنا للتخلي عنها مع بلوغ سن الـ 75؟!

 

إسرائيل اليوم