ذكرت وسائل إعلام عبرية، أن جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، من المقرر أن يُشارك في التحقيقات حول استهداف منزل رئيس بلدية الطيبة شعاع منصور بإطلاق النار، ليلة أمس، والذي أدى إلى مقتل حارس الأمن أدير غانم (25 عامًا)، من بلدة المغار بالداخل الفلسطيني المحتل.
وأوضحت هيئة البث العبرية، اليوم الجمعة، أن الجناة الذين أطلقوا النار على حارس الأمن، سرقوا سلاحه بعد ارتكاب الجريمة قبل أن يفرّون من المكان.
ومن جانبه، وصل وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال المتطرف إيتمار بن غفير، إلى موقع ارتكاب الجريمة في الطيبة، معلنًا عن قراره بالاجتماع بقائد الشرطة في المدينة لتقييم الأوضاع الأمنية.
وقال بن غفير، في تصريحات صحافية من موقع الجريمة، إنه يعتقد أن الشرطة والشاباك "سيصلون إلى القاتل"، وأطلق بن غفير وعودا بـ"بذل قصارى الجهد للقبض على القتلة"، مدعيا أن الطيبة تشهد "تحسنا كبيرا" في ما يتعلق بمعدل الجريمة، واستدرك بالقول: "لكن ما زلنا بحاجة إلى السعي لحل جميع حوادث القتل وبالطبع حادثة القتل هذه التي تعتبر حادثة خطيرة".
وزعم أن الجريمة في الطيبة تبرر مساعيه لتشكيل "الحرس القومي"؛ وقال إن الجريمة "تثبت سبب إصراري الشديد على زيادة ميزانية الشرطة وتجنيد 3,225 عنصرا إضافيا، وتشكيل الحرس القومي".
وادعى أنه "يجب أن يكون لدينا "حرس قومي" قوي، سيتواجد أيضًا في الطيبة وفي وادي عارة واللد وعكا والنقب والجليل، وسيستجيب لاحتياجات السكان الذين يعيشون هنا، وسوف يستجيب لمن يفرض عليهم دفع الإتاوة، وبلبي احتياجات الواقع العنيف الذي يمتد من الوسط العربي إلى الوسط اليهودي ويضر بالأمن الشخصي لنا جميعًا".
وتابع إنه "قبل بضعة أشهر، اتفقت مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ، على أن الشاباك سوف يشارك في أحداث من هذا النوع، وأعتقد أن الشرطة مع الشاباك، سيصلون إلى القاتل"، كما حاول بن غفير استغلال الجريمة للترويج للقانون الذي سنه الكنيست مؤخرا ويشرعن التفتيش دون أمر قضائي بحجة محاربة السلاح غير القانوني.
وأضاف المتطرف بن غفير أنه "يعطي الأدوات اللازمة للشرطة"، وقال: "أتوقع من الشرطة الوصول إلى نتائج وأعتقد أيضًا أننا سنصل إلى القتلة بسرعة كبيرة، ونفك رموز هذه الواقعة، ونحل الجرائم الأخرى، وننقل رسالة واضحة جدًا، سواء في الوسط العربي أو في جميع أنحاء دولة إسرائيل"، على حد تعبيره
يشار إلى أن منزل رئيس بلدية الطيبة، كان قد تعرض قبل حوالي شهر ونصف لإطلاق نار من قبل مجهولين، غير أن الجريمة حينها لم تسفر عن وقوع إصابات، وتعززت الحراسة الشخصية لمنصور خلال الأشهر الأخيرة، عقب تهديدات على أمنه وحياته.
وتأتي الجريمة التي ارتكبت في الطيبة عشية عيد الفطر، في ظل التصاعد المستمر لأحداث العنف والجريمة في المجتمع العربي، في الوقت الذي تتقاعس فيه الشرطة عن القيام بعملها للحد من هذه الظاهرة، وسط مؤشرات تؤكد على تواطؤ أجهزة الأمن مع منظمات الإجرام.
ويذكر أن حصيلة ضحايا جرائم القتل في المجتمع العربي، منذ مطلع عام 2023، بلغت نحو 50 قتيلا. وخلال عام 2022، بلغت حصيلة ضحايا جرائم القتل في المجتمع العربي، 109 قتلى بينهم 12 امرأة؛ وفي عام 2021، تم توثيق أكثر من 111 جريمة قتل في حصيلة قياسية غير مسبوقة.