ردت الصديقة الصحافية السودانية سارة على رسالتي لها للاطمئنان عليها بالقول الحاللا يسر، ووضعي النفسي سيئ جداً اولادي تركتهم مع الأسرة في السودان وسافرت،ومفروض ارجع بعد أسبوع بس كل حاجة اختلفت الآن!
ينتظر السودانيين بخوف وحزن وألم ولا يعرفون مآلات مصير انتهاء المعارك الداميةالجارية في السودان بين طرفي السلطة، الجيش وقوات الدعم السريع.
والاسئلة التي تدور في اذهان السودانيين والعرب، وأيهما أشد ظلماً وعلى من يحزنالانسان، وحرمان المواطن العربي من التعبير عن نفسه، أو العيش بكرامة وحقه فيالحياة، وحاضر بائس ومستقبل غامض في معركة البحث عن لقمة العيش والامانالشخصي، وصراع اطراف السلطة من العسكر على النفوذ والتحكم بمصير وطن وشعب لايملك إلا الانتظار والخوف.
والحرمان من الحرية ونظام سياسي فاسد ومحاولة تبرئة نفسه من الدم المسال، واللهاثخلف حماية نفسه كباقي الانظمة الديكتاتورية للبقاء في السلطة وممارسة الاستبدادوالقمع وسرقة موارد وأحلام مواطنيها الذين يدفعون بدمهم وارواحهم ثمن بقاء تلكالأنظمة التي تجثوا على صدورهم وتجريدهم من إنسانيتهم.
تلك الانظمة صنيعة الاستعمار وحليف الرأسمالية، وترتبط بعلاقات قوية مع إسرائيل وهذاهو حال طرفي الصراع في السودان وتربطه بإسرائيل علاقات قوية.
وتنافس طرفي الصراع على تقوية العلاقات مع إسرائيل القلقة من تأجيج الصراع الذيسيؤجل التوقيع على اتفاق التطبيع، وهي ترى في التعاون مع الطرفين المتصارعينوقدرتهما على شرعنة إسرائيل في السودان وخططها لاستغلال مقدرات السودان لتحقيقأهداف سياسية وأمنية واقتصادية .
وثمن ذلك هو البقاء في السلطة، والحصول على فروض الطاعة بواسطة التطبيع واقامةعلاقات مع إسرائيل لإزالة اسم السودان من قائمة ما تعتبره الادارة الامريكية "دولا راعيةللإرهاب" وتقديم دعم ومساعدات مالية.
إسرائيل تعبر عن قلقها من ما يجري في السودان، وتدعو الطرفين إلى وقف القتال،وخشية من استمرار المواجهات العسكرية وامتدادها قد يؤجّل توقيع اتفاق التطبيع معالسودان، وما يهمها كان هو التوقيع قبل أن يُنقَل الحكم في السودان إلى جهة مدنية.
وفقا لما تناولته وسائل الاعلام الاسرائيلية وما ذكره مراسل موقع واللا الاخباري باراكرافيد الذي نقل عن مسؤولون اسرائيليون أن إسرائيل تستغل علاقاتها مع قادة في الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، لحثهم على إنهاء القتال علىالفور.
ومن وجهة نظر إسرائيل أن الدعوة الاسرائيلية وتواصل المسؤولين الامنيين الاسرائيليينمع الطرفين حيث تكمن أهمية ذلك، أن عملية التطبيع الإسرائيلية مع السودان والعلاقاتالتي أقامتها مع كل من قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع اللواءمحمد حمدان، حميدتي، وضعتها في وضع فريد لمحاولة التأثير على الجنرالاتالمتحاربين.
و عبر المسؤولون الإسرائيليون، عن قلقهم الكبير من أن القتال الجاري سيدمر البلاد،ويمنع تشكيل حكومة مدنية، وينهي أي احتمالات لاتفاق سلام بين إسرائيل والسودانالذي كان ضمن دول التطبيع التي وقعت من قبل الامارات والبحرين في عام 2020، لكنسيطرت الجيش على السودان بعد عام، ما أدى إلى تعليق المساعدات الأمريكية وتجميدعملية التطبيع بين إسرائيل والسودان.
ووفقا لما تتناقله وسائل الاعلام الاسرائيلية أن إسرائيل ترتبط بعلاقات بين طرفي الصراعباكثر من جهة حيث أن وزارة الخارجية الإسرائيلية ترتبط بعلاقات مع مجلس السيادةالعسكري بقيادة عبد الفتاح البرهان، ومستمرة في عملية التطبيع، في حين أن جهاز الموساد يتواصل مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، حميدتي في قضاياالأمن ومكافحة الإرهاب.
وفي شهر شباط/ فبراير الماضي زار وزير خارجية إسرائيل إيلي كوهين، الخرطوم وحثالبرهان للاستمرار في إعادة السلطة إلى حكومة مدنية، وأنه بدون ذلك سيكون من الصعبالتوصل إلى معاهدة سلام.
وقبل اندلاع القتال،كانت إسرائيل تتابع المحادثات في السودان حول الاتفاق الإطاريالذي كان من المفترض أن يؤدي إلى تعيين حكومة بقيادة مدنية.
لكن خاب ظن إسرائيل بعد أن كانت متأكدة من أن الاتفاق على تعيين حكومة مدنيةسيأتي في غضون أيام، إن لم يكن ساعات، لكنها أصيب بالإحباط عندما انهارت الصفقةوبدأ القتال قبل عيد الفطر.
تحاول إسرائيل عدم الانحياز لأي طرف في الأزمة المشتعلة في السودان وعدم التورط فيأي جهود وساطة غير الحث على وقف إطلاق النار، واهداف إسرائيل من وقف الصراع بينالبرهان وحميدتي، لأن استمراره يحرمها من التطبيع الذي سيساعد إسرائيل على تحقيقاطماعها في تحويل السودان إلى قاعدة للعمل داخل أفريقيا، وتواجد أمني اسرائيليوسلاح البحرية الاسرائيلي في موانئ السودان الواقعة علي البحر الاحمر.
الصراع في السودان هو على النفوذ والسلطة، ويدفع السودان ثمن ذلك من دماءالسودانيين ومواردهم وحقوقهم، وبدل من العودة للسودانيين والحصول على الشرعيةمنهم عبر التوافق واستكمال العملية الديمقراطية واجراء انتخابات نزيهة، وتقريرمصيرهم. وعلى الرغم من ذلك وفي ظل استمرار المعارك، فالبرهان وحميدتي لم يراهنا علىالسودانيين، بل أنهما يراهنا على إسرائيل ولم يقطعا تواصلهما معها، في اعتقاد كلمنهما أن حصولهما على الشرعية الامريكية يأتي عبر بوابة إسرائيل التي لا تخفياهدافها واطماعها في السودان، وتمارس احتلال فلسطين وقادتها اللذين يتنافس البرهانوحميدتي على تقوية علاقتهما بها مستمرون بارتكاب جرائم حرب واشاعة الفوضى فيالوطن العربي.
العبودية والذل هي من سمات الانظمة الديكتاتورية، القائمة على قهر شعوبها بالعملكوكلاء للدول الغربية والاقليمية، وسرقة مقدرات وموارد السودانيين، وحباتهم مقابلالبقاء في السلطة، حتى لو كان الثمن تدمير السودان وقتل الالاف من السودانيين.