شاهد: "نتنفس حرية".. معرض نوعي يُحاكي واقع الأسيرات في السجون

معرض نوعي يُحاكي واقع الأسيرات في السجون
حجم الخط

غزّة - وكالة خبر - نغم رامي كراجة

 

نظمت الحركة الوطنية الأسيرة معرضاً وطنياً نوعياً تحت اسم "نتنفس حرية" بمشاركة كافة مؤسسات الأسرى والكل الفلسطيني، ويشمل زوايا متنوعة ومشاهد حصرية للأسيرات القابعات في سجون الاحتلال.

وأكدت الحركة الأسيرة، على أنَّ هذا المعرض النوعي الأول جمع الكلِ الوطني جمعاً صادقاً بشكل فعلي وضمن برنامج عملي لقضية جوهرية، ويقدم نموذجِ محاكاة واقعي عن الحياةِ خلفَ الأسوارِ وما فيها من ألمٍ، وأملٍ، ومعاناةٍ ومراغمة خاصة على النساء الفلسطينيات الأسيرات واللواتي يشكلن رمزاً للصمود والتحدي أمام السجان.

من جانبها أوضحت المشاركة آية جحا، أنَّ إقامة معارض نوعية تحمل أفكار خارجة عن المألوف هي الوسيلة الأسرع لإيصال الرسالة، وشرحت أنَّ فكرة مشروعها الفني مختلف تماماً عن غيره من الفنون، حيث "رسمت مجموعة من اللوحات كل واحدة منهن معقودة بقيود من حديد يكسوها الصدأ حتى تُبيّن للرائي المدة الزمنية التي تكبل بها المرأة سنوات طويلة".

وأضافت: "استعرضت حال المرأة الفلسطينية الأسيرة التي تعامل وتعاقب كما الرجل دون أي إنسانية خاصة في حالة الطوارئ كعلاجها وإجراء الفحوصات أو ولادتها ، حيث أحدثت الأسيرة إسراء جعابيص ثورة استنكارية في صفوف الشعب لما تعانيه من إهمال طبي وتدهور الوضع الصحي بعد تعرضها لحروق شديدة إثر اعتقالها بتهمة تنفيذ عملية، وقد حُرمت من العلاج والمتابعة منذ سنتين حتى هذه اللحظة".

ورأت أنَّ أبشع أنواع العنف والتنكيل الذي يواجه المرأة الأسيرة ولادتها وهي مكبلة الأيدي والأرجل ومعاملتها بسوء وإهانة ووضعها في زنزانة خالية من المعالم الإنسانية والآدمية، مُردفةً: "هذه الأعمال الفنية المتواجدة في المعرض تم اختيارها وإنتاجها بدقة عالية بما يضمن سرعة وصول الفكرة إلى الجمهور، والقيود الحديدية هي أكبر سجن لدى النساء بجانب الزنزانة".

فيما قالت الفنانة التشكيلية فداء يونس وهي إحدى المشاركات: "إنَّ هذا المعرض أتاح لها بتنفيذ فكرتها الفنية التي لاقت إقبالاً كبيراً ودهشة من الزوار"، مُضيفةً: "قررت أن أبرز ظاهرة حديثة تعاني من النساء زوجات الأسرى وهي النطف المهربة التي بمثابة حياة من خلف القضبان وتعطيهن الفرصة أن يصبحن أمهات فالكثيرات اعتقل أزواجهن وهن صغيرات في مقتبل العمر وما بعد زواجهن بأشهر قليلة".

ولفتت إلى أنَّ المجسم الفني الذي صنعته عبّر أيضاً عن العادات المجتمعية التي تُعانيها المرأة بمجرد أنّ تزرع النطفة في رحمها فتضطر إلى إحضار أكثر من شاهد على العملية حتى تقطع الشكوك والظنون التي تمس الشرف بها، إلى جانب ذلك تعيش فترة من التوتر والقلق وتتراكم عليها الضغوطات النفسية في حال فشل العملية وانقطاع الأمل، مُتابعةً: "زوجات الأسرى يعشن واقع مأساوي يسوده الاكتئاب والتراكمات النفسية".

وأشارت إلى أنَّ جميع الزوار والشخصيات الاعتبارية أبدوا دهشتهم بفكرة المجسم كونه نوعي وغير تقليدي وسلّط الضوء على معاناة زوجات الأسرى ما بين التابوهات المجتمعية وحمل المسؤولية على كاهلن.

وقالت نسمة أبو حصيرة وهي إحدى الزائرات: "إنَّ المعرض أثار دهشتها وفاق توقعاتها وتمكن الفنانات من توصيل صوت النساء الأسيرات وطرح مشكلات زوجات الأسرى التي لم تظهر على الساحة"، مُستدركةً: "شعرتُ بالمأساة عند رأيت المشاهد التصويرية التي جسدت الانتهاكات الحقيقية الواقعة على الأسيرات، فالمرأة الفلسطينية دائماً ثابتة وصامدة وتصنع المجد من رحم المتاعب".

 وأشادت بلوحة الفنانة صفاء السحار التي عبرت بريشتها عن حال الأسيرات المضربات عن الطعام في السجون مطالبة بالحرية واعتراضاً على الانتهاكات والسياسات المجحفة.

كما تخلل المعرض عرض فيديوهات موثقة عن معاناة الأسيرات وزوجات الأسرى وذويهم عبر الديجيتال.

 وبحسب الاحصائيات الأخيرة أظهرت البيانات أنَّ 29 أسيرة فلسطينية لا زلن قابعات في السجون ومعاناتهن تتفاقم مع الوقت نتيجة الإهمال الطبي ومن بينهن 13 أسيرة صدر بحقهن أحكاماً متفاوتة، و7 أسيرات جريحات، و15 أسيرة مريضة بأمراض مختلفة، و6 أمهات، و2 قاصرتين، و15 موقوفات للمحاكمة، وكلهن يعشن ظروف قاسية.

شاهد: "نتنفس حرية".. معرض نوعي يُحاكي واقع الأسيرات في السجون
شاهد: "نتنفس حرية".. معرض نوعي يُحاكي واقع الأسيرات في السجون
شاهد: "نتنفس حرية".. معرض نوعي يُحاكي واقع الأسيرات في السجون
شاهد: "نتنفس حرية".. معرض نوعي يُحاكي واقع الأسيرات في السجون
شاهد: "نتنفس حرية".. معرض نوعي يُحاكي واقع الأسيرات في السجون
شاهد: "نتنفس حرية".. معرض نوعي يُحاكي واقع الأسيرات في السجون