أكّد رئيس مركز القدس الدولي، حسن خاطر، وهو من مدينة القدس، على أنَّ هجمة الاحتلال الإسرائيلي على مُصلى باب الرحمة خطيرة، وتأتي في سياق تنفيذ حكومة الاحتلال القائمة؛ مطالب منظمات الهيكل الـ17 التي من ضمنها إيجاد مكان مُقدس لليهود في المسجد الأقصى؛ لتحويله إلى كنيس.
منظمات الهيكل.. إقامة كنيس في الأقصى
وقال خاطر، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنَّ الاحتلال مُنذ العام 2003، وهو يُحاول الوصول إلى هذه الغاية بشكل غير مباشر، عبر إغلاق باب الرحمة لفترة طويلة من الزمن من العام 2003 حتى 2019، من أجل أنّ يُصبح مكاناً مهجوراً يسهل السيطرة عليه".
وأضاف: "بمجرد استلام المتطرف ايتمار بن غفير، وزارة الأمن القومي حيث يُسيطر على الشرطة والأمن في المدينة المقدسة، جددت منظمات الهيكل مطالبها الـ17 والتي من ضمنها إيجاد مكان في المسجد الأقصى حتى يصبح كنيس، وبالتالي ما يجري في مصلى باب الرحمة محاولة خطيرة لتنفيذ مطالب هذه الجماعات".
يُذكر أنَّ هناك تسريبات ومعلومات عن قرار من قبل وزير الأمن القومي في الاحتلال إيتمار بن غفير، بتجديد قرار إغلاق مصلى باب الرحمة، وتمت إعادة تبليغ الأوقاف فيه مع نهاية شهر رمضان، وهو ما يعني أنَّ هناك سعياً إسرائيلياً إلى إعادة هذه المعركة.
وقد اعتدت عناصر من شرطة الاحتلال، أول من أمس، على مصلى "باب الرحمة" في المسجد الأقصى المبارك، وقطعوا أسلاك الكهرباء عنه، للمرة الثانية على التوالي، ومنعوا حراس الأقصى من الدخول إليه.
وعلى مدار يومين، عمل الاحتلال على تخريب بعض الممتلكات في المصلى إلى جانب الاقتحامات الاستفزازية المتكررة له، عدا اعتدائه الأخير بحق مسلمة تركية كانت متواجدة قرب بوابة المصلى، وهو الأمر الذي يطرح تساؤلاً حول أسباب تركز الانتهاكات مؤخراً في هذه المنطقة.
الاستيلاء على باب الرحمة.. بوابة التقسيم المكاني للأقصى
وتابع خاطر: "مصلى باب الرحمة من وجهة نظر جماعات الهيكل، تتوفر فيه الشروط المطلوبة؛ لتحويله إلى كنيس، فهو إلى حدٍ ما منعزل في الجهة الشرقية من المسجد الأقصى المبارك، وكذلك بعيد نسبياً عن المصلى القبلي وقبة الصخرة المشرفة".
وأكمل: "كما تُعد مساحة مصلى باب الرحمة كبيرة حوالي 250 متر ومكان تنتهي إليه اقتحامات اليهود المتدينين، فكل الأفواج التي تقتحم الأقصى تُنهي اقتحامها عند باب الرحمة وبالقرب منه تقام الطقوس والسجود التلحمي ورفع الأعلام وتلاوة التوراة وغيرها من الطقوس التلموية".
كما حذّر من خطورة مخطط جماعات الهيكل تجاه مصلى باب الرحمة، حيث تعتبر المكان أصبح ضمن المطمع الأول لهم من وجهة نظر منظمات الهيكل. فالمكان إذا تم فتحه من الخارج سيصبح الدخول والخروج إليه أسهل وسيكون موصول مع مقبرة باب الرحمة التي تدخل أصلاً ضمن أطماع منظمات الهيكل حيث تم التخطيط لإحلال حديقة توراتية مكانها منذ سنوات.
السيطرة على باب الرحمة.. ستؤدي لمعركة أوسع من سيف القدس
وبشأن احتمالية نشوب معركة مشابهة لمعركة البوابات في العام 2017 في حال إصرار الاحتلال على السيطرة على باب الرحمة، شدّد خاطر، على أنَّ "هذه الجولة ستكون أشد خطورة من معركة البوابات الإلكترونية في العام 2017 التي هي خطرة ؛ ولكنها كانت تتعلق بمحاولة هيمنة عامة على الأقصى للاعتبارات الأمنية الإسرائيلية".
وأردف: "لكِن محاولة تحويل مصلى باب الرحمة لمقدس يهودي لهؤلاء المتطرفين داخل الأقصى؛ أو بمعنى آخر القفز إلى مرحلة التقسيم المكاني خطير؛ ويعني الدخول في أخطر مرحلة في الصراع على المسجد الأقصى المبارك وهي محاولة لتقسيم المسجد".
واستدرك: "في حال نجح الاحتلال بهذه الخطوة لا قدر الله، لن يقف عند هذه الحدود بل سيستولى على الساحة الشرقية بأكملها، بمعنى الاحتلال استولى على ساحة البراق من الغرب والآن في حال نجح في إيجاد موطئ قدم في مصلى باب الرحمة سيكون تمهيد للسيطرة على الساحة الشرقية من المسجد الأقصى".
شد الرحال.. سر إفشال مخطط باب الرحمة القادم
وقال خاطر: "بالتالي يكون المسجد الأقصى قد وقع بين كفي كماشة، وأصبح مسيطرعليه بشكل محكم من المستوطنين من الغرب ومن الشرق ومن الجنوب، لأنّه أقام ما يُعرف بمطاهر الهيكل في القصور الأموية وهذا موضوع خطير وكأنهم يلتهمون الأقصى على مسمع ومرأى المسلمين في العالم الإسلامي".
واستطرد: "إذا استمر الاحتلال في أطماعه سيؤدي إلى تفجير الأوضاع والصراع بشكل أكبر مما حدث على مدار السنوات السابقة، مُضيفاً: "حتى ما حدث في مايو أيار 2021- معركة سيف القدس- قابلة للتجدد؛ لأنَّ الاحتلال لا ينقص ولا يتراجع، وبالتالي الأمر سيؤدي إلى تفجر الأوضاع على مستوى كل الساحات الفلسطينية وليس فقط على مستوى المدينة المقدسة".
وخلص خاطر، إلى أنَّ الاحتلال يظن أنّه يُمكنه السيطرة على مصلى باب الرحمة بسهولة؛ لكِن الأمر ليس بهذه السهولة؛ فهناك جولات عديدة انتصر المرابطون فيها وفشلت مخططات الاحتلال، مُعتقداً أنَّ هذه المرحلة ستنتهي كما انتهت سابقاتها ولن يستطيعوا بهذه السهولة السيطرة على هذا الجزء من المسجد الأقصى.