بمزاعم أمنية، يُواصل الاحتلال الإسرائيلي، لليوم العشرين على التوالي، فرض حصار شامل على الأغوار ومدينة أريحا "شرقي الضفة الغربية"، حيث يستمر في إغلاق 4 مداخل رئيسية مُؤدية إلى المدينة، وكذلك عدد من الطرق الفرعية، وملاحقة مركبات المواطنين وتفتيشها.
حصار أريحا.. للمرة الثامنة على التوالي
وتفاقمت معاناة ما يقارب من 40 ألف نسمة من سكان أريحا، مع استمرار حصارها لليوم العشرين على التوالي. وهذه المرة الثامنة التي تتعرض فيها المدينة للحصار مُنذ بداية العام، ففي الأشهر السابقة من العام الحالي فرض الاحتلال عليها ثلاثين يوماً آخرين من الحصار.
وتهدف إسرائيل، بحسب مراقبين، من فرضها الحصار على المدينة إلى منع تمدد حالة المقاومة المسلحة التي ظهرت فيها بمخيم عقبة جبر (جنوب)، لمنع تقليد نموذج مخيم جنين والبلدة القديمة في نابلس ومخيم نور شمس في طولكرم.
وشهدت أريحا ومحيطها منذ مطلع العام الحالي، عمليات إطلاق نار عدة باتجاه أهداف إسرائيلية، تكبّد خلالها الاحتلال خسائر غير متوقعة، حيث بدأ المشهد المقاوم عقب عملية إطلاق نار باتجاه مطعم إسرائيلي عند مفرق "ألموغ" في 28 يناير/ كانون الثاني الماضي، وتبنتها "كتيبة مخيم عقبة جبر"، التي اشتبكت مع قوات الاحتلال مرات عدة، وأعلنت تحقيق إصابات في صفوفها.
تبعت ذلك عملية إطلاق نار في 27 فبراير/ شباط الماضي، عند مفرق "بيت هعرڤا" أدت إلى مقتل مستوطن، ولاحقاً في السابع من الشهر الحالي، قُتلت ثلاث مستوطنات بعملية قرب مفرق الحمرا غربي أريحا.
دون تدخل دولي.. الحصار ماضٍ على أريحا
من جهته، قال الخبير في شؤون الاستيطان في أريحا، عارف دراغمة: "إنَّ الاحتلال الإسرائيلي لديه نية مبيتة لفرض الحصار على أريحا لليوم العشرين على التوالي، وذلك بتحالف كل المؤسسات الإسرائيلية من أجل تقويض المواطن الفلسطيني وضم الأغوار".
وأضاف دراغمة، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنَّ الاحتلال يفرضُ حصاراً مُذلاً على أريحا بإغلاق جميع المداخل والمخارج حتى جسر الكرامة المؤدي للجهة الشرقية من نهر الأردن، حيث تصطف طوابير من السيارات على كلا الجانبين مع عمليات تفتيش مُهينة وتدقيق لهويات المواطنين".
وأشار إلى أنَّ خطة الحصار المبيتة ضد أريحا تهدف لملاحقة الفلسطينيين وفرض أمر واقع بضم الأغوار وكل المناطق الحدودية لصالح دولة الاحتلال؛ وبالتالي هي رسائل يُريد أنّ يرسلها الاحتلال بإدعاءات ومزاعم أمنية ضد المواطنين هناك.
وبالحديث عن تداعيات الحصار "الإسرائيلي" على سكان أريحا، أكّد دراغمة، على أنَّ "أريحا مركز للفلسطينيين العابرين والمتنزهين، وكذلك للموظفين وللذاهبين للضفة الشرقية والغربية، ناهيك عن المزارعين والسُياح".
وأكمل: "أريحا مدينة سياحية تم إغلاقها في فترة العيد من خلال حواجز كبيرة، الأمر الذي أثر على السكان والاقتصاد الفلسطيني والمشاريع السياحية والفنادق في المدينة، وبالتالي الحصار هو عملية لملاحقة الفلسطينيين والضغط عليهم بوسائل مختلفة تهدف إلى تقويض المواطن الفلسطيني وملاحقته في كل شيئ".
ضم الأغوار.. السياج الآمن للاحتلال
وحول احتمالية إطالة الاحتلال الأمد الزمني لحصار أريحا، أوضح دراغمة، أنّه دون وجود أيّ ضغوط دولية من مؤسسات حقوق الإنسان على الاحتلال، فإنّه ماضٍ في عملية التضييق على أريحا وبقية المدن الفلسطينية.
وأردف: "هناك سجل من الانتهاكات الاحتلالية في منطقة أريحا والأغوار وفي أريحا وطوباس الشرقية، فالنية مبيتة لدى الاحتلال مُستغلاً أيّ ظرف أمني من أجل ملاحقة الفلسطينيين وفرض أمر واقع عليهم بسياسية الحواجز العسكرية".
وعن التداعيات الاقتصادية للحصار على الأغوار ومدينة أريحا، قال دراغمة: "إنَّ الاحتلال سيطر على 82% من الأغوار، فهناك 36 مستوطنة وبؤرة استيطانية وأكثر من 20 معسكر تدريب لجيش الاحتلال، وبالتالي المياه والحدود والأرض سيطر عليها ضمن عمليه تهويد وفصل عن باقي الوطن الفلسطيني بسياساته المختلفة".
وخلص دارغمة، إلى أنَّ رئيس وزراء الاحتلال بنيامينن نتنياهو، قال قبل أعوام إنَّ "الأغوار هي السياج الآمن لدولة الاحتلال على الحدود الشرقية"، وزاد الضغط على المنطقة بمضاعفة أعداد المستوطنين ومصادرة أراضى المواطنين والتضييق على الفلسطينيين. الأمر الذي يؤكد أنَّ الحصار المفروض على الأغوار، مخطط ومبيت ويهدف لضم الأغوار وتقويض حياة المواطن الفلسطيني.