شارك مئات المواطنين، اليوم الثلاثاء، في مسيرة جابت شوارع مدينة رام الله وصولاً إلى دوار المنارة، استنكاراً لجريمة إعدام القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الأسير خضر عدنان، والذي خاض إضراباً مفتوحاً عن الطعام لمدة 87 يوماً رفضاً لاعتقاله التعسفي.
وشارك في المسيرة عدد من ذوي الشهداء وأسرى محررون، إلى جانب مسؤولي مؤسسات الأسرى وممثلين عن القوى الوطنية والنقابات المهنية، ورُفع خلالها علم فلسطين وصور للشهيد عدنان.
وأكد المشاركون أهمية الوحدة الوطنية ونبذ الخلافات الداخلية، لمواجهة مخططات الاحتلال التي تستهدف الأسرى في سجون الاحتلال.
بدوره، قال منسق القوى الوطنية في رام الله والبيرة، عصام بكر: "إنَّ دولة الاحتلال ترتكب جريمة مركبة باغتيال الشهيد خضر عدنان بدمٍ بارد"، مُعتبراً أنَّ هذه الجريمة مقصودة ويشترك فيها كافة أجهزة الاحتلال على المستويات السياسية والأمنية والعسكرية.
وأضاف بكر، في حديثه لمراسل وكالة "خبر": "هناك قرار بتصفية الأسير خضر عدنان بعد 86 يوماً من الإضراب عن الطعام، واستشهاده وسام شرف على جبين الحركة الأسيرة والحركة الوطنية"، مُؤكّداً على أنَّ ضرورة تقديم ملف شهداء الحركة الأسيرة إلى محاكم الجنائية الدولية، وأيضاً ذهاب الأمم المتحدة لتوفير الحماية للأسرى داخل سحون ومعتقلات الاحتلال.
من جانبه، اعتبر القيادي في المقاومة الشعبية الفلسطينية، صلاح الخواجا، أنَّ هذا الاغتيال جاء بقرار سياسي وأجهزة الأمن "الإسرائيلية"، فم لا يريدون أنّ يبقى الأسير خضر عدنان نموذجاً للنضال والكفاح، بعد أنّ جسَّد نماذج واسعة في كفاحة ونضاله بعد خوضه ثمانية إضرابات فردية.
وأكمل الخواجا، خلال حديثه لمراسل وكالة "خبر": "الأسير خضر عدنان هو أول من خاض هذه الإضرابات، وكان يرى أنّه لا سبيل للحرية إلا بالنضال والكفاح والمواجهة، وقد شكَّل نموذجاً لكل من يُريد أنّ يتمرد على سياسات الاحتلال".
ولفت إلى أنَّ هذا الاغتيال كشف عن الصمت الدولي المرعب والمخيف، حتى من المؤسسات الحقوقية والإنسانية، وأيضاً القيادة السياسية والقوى خذلوا خضر عدنان في وقفتهم ودفاعهم عنه.
ويُعد الشهيد خضر عدنان عراب الإضرابات الفردية عن الطعام في سجون الاحتلال، حيث خاض خمس إضرابات سابقة معظمها ضد الاعتقال الإداري، بدأها عام 2004، وهو أول أسير يرتقي نتيجة الإضراب عن الطعام بشكلٍ مباشر، وكان ذلك في إضرابه السادس والأخير، وكان الأطول.
وتعرض الشهيد عدنان للاعتقال 12 مرة، وأمضى ما مجموعه نحو 8 سنوات في سجون الاحتلال، معظمها رهن الاعتقال الإداريّ.