بعد عملية "الدردشة الصاروخية" ليلة 2/ 3 مايو 2023، خرج الإرهابي المتدرج إيتمار بن غفير، وزير "الأمن الداخلي" في دولة الكيان غاضبا الى حد خرج عن المألوف، بإعلانه انه لن يذهب الى التصويت في جلسات الكنيست، تهديد مفاجئ يشير الى فقدان "التحالف" أغلبيته ما يفتح الباب لسقوط حكومة "التحالف الفاشي المستحدث"، والذهاب الى انتخابات جديدة، نتيجتها تقريبا باتت محسومة قبل الإجراء.
وسريعا رد "الليكود" حزب رأس التحالف الفاشي نتنياهو، بأنه فقد صبره من "تصرفات بن غفير الصبيانية"، وليرحل لو أراد ذلك، بيان كان الأول أيضا لجهة الرد على سلوك سياسي متدحرج، لكنه كشف مخزون غضب يفوق المعتاد، وبدأت رحلة "ردح متبادل" بين أطراف معادلة الحكم.
واقعيا، الليكود لن يذهب بعيدا في موقفه من "بيبي الصغير"، دون أن يجد "محللا سياسيا" لضمان البقاء، والتي يحاول عبر الإسلاموي منصور عباس وحركته التي تتنظر هاتفا مرضيا لرغباتها، عبر معادلة تماثل معادلة نتنياهو مع حماس "المال مقابل امتيازات"، لكنها ليست مضمونة تماما، خاصة وأن هناك ليكوديين لا يريدون تلك الصفقة، لأسباب بعضها عنصري وليس سياسي.
ويبدو أن "عصبية" الليكود تجاوزت حدود "المناورة" التي أراد "بيبي الكبير" تلقينها لـ "بيبي الصعير"، بعدما خرج الأخير مهددا بأنه مستمر في قراره برفض الذهاب للمشاركة التصويتية في الكنيست، دون ان يفرض ما يريد، بين مزيد من تنفيذ "رغبات فاشية"، وعدم تجاهله من "المشاورات الأمنية" كما حدث قبل "الدردشة الصاروخية" بين حكومة "البيبي الكبير" وفصائل في غزة" كعملية جاءت "حل وسط" بين فصيل وحكم حماس لامتصاص غضب اعدام الأسير القيادي خض عدنان في سجنه.
نتنياهو، يدرك جيدا جدا، ان تصرفات بن غفير الصبيانية قد تذهب به الى "جنهم السياسية والقضائية"، ولن ينتظر كثيرا أمام احتمالية أن اليمين الإرهابي لن يذهب أبعد كثيرا من "التهديد الكلامي" فتلك مغامرة لن تجديه نفعا، ومحاولة استبدالها برشوة منصور عباس، مغامرة مضافة، وستضعه تحت "نيران صديقة" و"معادية" وستكتب نهاية حزبه، والتي ربما تكون قريبة من نهاية حزب العمل، للخروج الى غير رجعة من الحكم، وهو سيذهب الى مصير السجن المحتوم.
وبحكم خبرته في الحكم، وقدرته على "صناعة الخدع السينمائية سياسيا"، بدأ بفتح قناة ترضية خاصة، بأنه سيدرس وضع قضية "اعدام الفلسطينيين" المقاتلين قانونيا على جدول النقاش الداخلي في إسرائيل، والذي تقدم به حزب "قوة يهودية" برئاسة بن غفير، رغم كل ما تحمل من مخاطر على دولة الكيان وما تتطلب من تغييرات في القانون الأساسي للكيان ذاته.
ورغم أن عمليات الاعدام تنفذ يوميا من قبل جيش الاحتلال، ومختلف أدواته الأمنية وفرق المستوطنين الإرهابية، لكن تلك لا ترضي "الفاشية الجديدة" وقواها التي قفزت للحكم كنتيجة طبيعية لمسار الأحداث بعد الانتكاسة الوطنية الفلسطينية الكبرى منذ عام 2005 وحتى تاريخه.
مناورة "بيبي الكبير" مع "بيبي الصغير" تضع الفلسطيني كأنه كرة في لعبة "بينغ بونغ" بين الفريق الفاشي المستحدث، دون أي حسابات لما سيكون رد فعل، وتكشف مخزونا من الاستخفاف غير المسبوق.
ما يحدث من نقاش حول كيفية "قتل الفلسطيني" وطريقة اعدامه، "قانونا" أو خارج القانون، يجب أن يدفع الرسمية الفلسطينية الى المسارعة جدا لتقديم ملفا شاملا بما يدور الى "الجنائية الدولية"، ولديها يوميا ما يكفي وثائقيا، مصورا ومكتوبا، وأخر مسلسلها عملية اعدام في مخيم نور شمس بطولكرم صباح يوم 6 مايو 2023، لإكمال حلقة "المطاردة الساخنة" لدولة الكيان التي تأخرت كثيرا.
"الرسمية الفلسطينية"، التي دخلت أزمة مركبة تحاصرها لوضع نهاية مسارها، لا خيار لها سوى الذهاب فورا لوضع ملف "الكيان جرائم حرب وتطهير عرقي وعنصرية" على طاولة "الجنائية الدولية"، وليت الرئيس عباس من يقوم بذلك شخصيا بالسفر الى مقرها، ويضع الملف مباشرة دون "ارتعاش طال أمده".
ملاحظة: رحل الروائي المناضل المبدع حيدر حيدر، مثقف قرر اختيار شق الصخر الفكري بعيدا عن "مساومة" مع حاكم أو ظلامي جاهل قفز فجأة من جحوره خدمة للعدو العام..حيدر حيدر رحل وترك من الإبداع ما سيبقى أثرا..فيما سيزول من طارده مبدعا..حيدر حدير كما غيره وضعوا لبنات النور لكسر الظلام..والذي لن يطول زمنه..سلاما أيها الباق في الحياة رغم الرحيل!
تنويه خاص: من ملامح الانهيار الأمريكاني، أن يخرج بايدن ويتهم معارضيه الجمهوريين بأنهم خاطفين الاقتصاد...شكلها قرب يا نعسان ويمكن أسرع مما حلمت شعوب الأرض اللي عانت كثيرا من جبروتكم وظلمكم وسرقتها..الخير الكبير قادم!