أعلنت بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية في بيان صحفي اليوم الإثنين 8 مايو 2023، عن مشاركة غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن، في حفل تتويج الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا كضيف شرف.
وأشار البيان إلى أن البطريرك ثيوفيلوس كان رئيس الكنيسة الأرثوذكسي الوحيد الحاضر في حفل التتويج الذي أقيم في كنيسة وستمنستر آبي في لندن، والذي يُعدُّ أول تتويج لملك بريطاني في القرن الحادي والعشرين. وقام البطريرك ثيوفيلوس بتكريس الزيت المقدس المستخدم في حفل التتويج وتبعه في ذلك نيافة رئيس أساقفة الكنيسة الانجليكانية في القدس، المطران حسام نعوم، في مراسم احتفالية خاصة بكنيسة القيامة في القدس.
ويأتي استخدام الزيت المقدس المكرّس في كنيسة القيامة على يد بطريرك القدس، كتعزيز للروابط التاريخية الوثيقة بين مراسم التتويج الملكي البريطاني والكتاب المقدس والأرض المقدسة، حيث تُعد المسحة المقدسة هي الجزء "الأكثر قداسة" في مراسم التتويج.
وذكر البيان أن الزيت المستخدم في مراسم مسح الملك والملكة مأخوذ من جبل الزيتون في القدس، تحديدًا من بستانين؛ الأول في دير مريم المجدلية التي تضم مثوى جدة الملك الراحلة الأميرة أليس اليونانية، والثاني هو بستان دير الصعود. وقد تم مسح الملوك بالزيت المقدس من المدينة المقدسة، منذ الملوك القدماء إلى يومنا هذا.
وتفخر بطريركية القدس بقيام غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث بدور أساسي في هذا الحدث التاريخي، كأول تتويج لملك بريطاني في القرن الحادي والعشرين.
وقد أقيم الحفل في كنيسة وستمنستر آبي التي استضافت تتويجات الملوك والملكات لأكثر من 900 عام، منذ تتويج الملك ويليام "المُنتصر" في 25 كانون اول 1066، حيث شهد حفل التتويج حضور شخصيات بارزة من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك رؤساء الدول والحكومات وأعضاء العائلة المالكة البريطانية والعديد من الضيوف الكبار الآخرين. وتمتد العلاقات التاريخية بين المملكة المتحدة والأراضي المقدسة منذ عدة قرون.
وتعد مشاركة غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث في هذا الحدث التاريخي خطوة مهمة لتعزيز هذه العلاقات وإظهار الصلات الطيبة بين الثقافات المختلفة، واعرف البطريرك ثيوفيلوس عن أمله في أن يؤدي استخدام الزيت المقدس في مراسم التتويج إلى تعزيز الوئام والتسامح بين الشعوب، وأن يوفر هذا الحدث فرصة لتطوير الحوار البنّاء والتفاهم المتبادل.
وتمنى غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث النجاح والتوفيق للملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا في عهدهما الجديد، وختم بتقديم الشكر والتقدير للمملكة المتحدة ولجميع الشخصيات الكريمة الحاضرة في حفل التتويج، مؤكداً على أهمية تعزيز الحوار البناء والتفاهم المتبادل لبناء عالم أكثر سلاماً وتفاهماً.