أفيقوا أيها الملتصقون بالكراسي والمصالح الفئوية !!

s20Ls.png
حجم الخط

بقلم ابراهيم دعيبس

 

في صفحة «القدس» قبل عشرين عاماً يوم أمس تصدرت الصفحة الاولى صورة أبو مازن وكان رئيساً للوزراء يصافح مساعد وزير الخارجية الاميركي، كما كان عرفات يستقبل السيد موراتينوس مبعوث الاتحاد الاوروبي الخاص بالشرق الاوسط، وكان محور الحديث بين الجانبين اقامة دولة فلسطينية وقد أعربت أميركا عن استعدادها لوضع آلية لتنفيذ خريطة الطريق التي تؤدي الى حل سياسي، وطالب أبو مازن برد اسرائيلي رسمي على الخطة الاميركية.


العنوان الأبرز كان ان المبعوث الاميركي وليام بيرنز أبلغ الرئيس أبو مازن بأن وزير الخارجية كولن باول سيزور المنطقة لوضع آلية لتنفيذ خطة خريطة الطريق وكيفية المراقبة على آلية التنفيذ وإعداد الجداول الزمنية لذلك.


هذه المعلومات الايجابية كانت قبل عشرين عاماً ولكننا وبعد عشرين عاماً وأكثر قليلاً ما زلنا نكرر الكلام ونسمع التصريحات نفسها ولا يتغير شيء سوى التوسع الاستيطاني وسرقة أرضنا والضغط على شعبنا. والغريب اننا وبعد هذه العشرين سنة وقبل ذلك بفترة طويلة منذ أن عاد عرفات الى أرض الوطن، نكاد نسمع الكلام نفسه ونواصل الركض وراء السراب بينما الارض تضيع والمستقبل يبتعد بغموض.


ومن الملاحظ أيضاً في صفحة «القدس» قبل عشرين عاماً وجود صورة لأبو مازن وهو يستقبل مساعد وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز.


وكما هم يحاولون ادخال مصر في قضية التسوية التي يحلم البعض بها ويقول مسؤول أميركي نريد من مصر دفع خريطة الطريق الى الأمام.


هذه بعض المعلومات في «ے» قبل عشرين عاماً والمنشور أمس، وبالتأكيد فإن مراجعة شواهد التاريخ والتصريحات والبيانات تؤكد اننا ما نزال ندور في حلقة مفرغة ولا نسمع غير الكلام ولا نرى سوى التوسع الاسرائيلي والغطرسة والدعم الاميركي الأعمى وتسارع تطبيع بعض العرب مع اسرائيل.


هذه المعلومات والمواقف معروفة للجميع وبالتأكيد فإنها معلومة للقيادات وقادة المنظمات والتنظيمات والفرق والجماعات المختلفة وكل ما الى ذلك ممن نسمع لهم أصواتاً ولا نرى أفعالاً.


اعتقد ان الشعب يتساءل وبقوة الى متى سنظل ندور في هذه الحلقة المفرغة، والى متى ستظل المصالح الشخصية والفئوية والمالية الخاصة هي الحاكم الأقوى للوضع الفلسطيني رغم كل ما نواجهه ونعانيه من تطورات خطيرة واحتمالات مدمرة؟.


ولا بد في هذا السياق من الحديث للمرة الألف عن الانقسام بين غزة والضفة أو بين حماس وفتح، ولو كانت هناك ذرة من المسؤولية الوطنية الحقيقية لما تأخرت الوحدة يوماً واحداً. ولقد قلنا ان الانتخابات هي الحل حتى يختار الشعب من يريد من حماس أو فتح أو غيرهما، وساعتها يكون هؤلاء يمثلون الشعب فعلاً.


أيها الراقدون والملتصقون فوق الكراسي والمصالح الخاصة ان التاريخ لا يرحم وشعبكم لن يظل ساكتاً صامتاً وقابلاً بالذي هو أسوأ كما هي الحال حالياً، وسوف تصل به الامور الى حد الانفجار ولن يطول الزمن حتى يدرك الجميع ذلك.


يبقى السؤال البسيط الاخير، لماذا يا قادة فتح وحماس لا تتفقون على اجراء انتخابات لكي نستعيد الوحدة بالشرعية ولكي يختار الشعب من يريد. انكم ان لم تفعلوا ذلك، والارجح انكم لن تفعلوا، لن يرحمكم التاريخ ولن يظل شعبكم صامتاً الى مالا نهاية، فعل تستيقظون أم المصالح أصابتكم بالعمى وعدم رؤية المستقبل؟!