بعد منعه من الظهور على التلفزيون الرسمي

الرجوب يهاجم القيادة الفلسطينية مرة أخرى وينتقد سياسات الرئيس حول اقالة عبدربه والدعوة لعقد الوطني

pio56280206c1373
حجم الخط

لم يلتزم الجنرال جبريل الرجوب، لتعهدات الوسطاء الذين خففوا من حدة غضب الرئيس محمود عباس “أبو مازن” تجاهه، بعد ظهوره الأخيرة على شاشة التلفزيون الرسمي، والتف على القرار الرئاسي غير المعلن، بمنعه من الظهور إعلاميا للحديث بشؤون السياسة في الإعلام الرسمي، للحديث عبر تلفزيونات محلية أخرى عن الوضع السياسي، دون أن يغفل كعادته الغمز في قناة انتقاد مؤسسة القيادة بشكل كامل، مع استخدام لغة التودد تجاه حركة حماس.
ووفقا لصحيفة "رأي اليوم" ,يقول مطلعون على ملف الخلاف الذي انفجر مؤخر بين الرجوب وأبو مازن لـ “رأي اليوم”، أن الأول تجاوز حدود المصالحة، ونكث بالعهد، بخروجه من جديد ينتقد بلغة الغمز سياسات الرئيس والسلطة وحركة فتح التي تخضع قراراتها النهائية لإمرة أبو مازن.
وقد عمل عدد من القيادات الكبيرة بحركة فتح على التهدئة بين الرجوب وأبو مازن، خاصة بعد أن قرر الاخير تعيين مشرفا عاما على التلفزيون بدلا من المسؤول السابق، بعدما سمح بإجراء مقابلة الرجوب الشهيرة، التي انتقد فيها الرئاسة علنا.
وفي هذه المرة وعقب خروج الأخير على غير المتوقع عبر التلفزيون الرسمي، يوجه انتقادات موجعة لسياسة أبو مازن، في إدارة السلطة وكذلك في رئاسة حركة فتح، ووقتها انتقد قرار إقالة الرئيس لياسر عبد ربه، كما انتقد طريقة دعوة المجلس الوطني القادم، عاد الجنرال وخلال ندوة سياسية، استكملها بمقابلة تلفزيونية على قناة محلية، وعاد لاستخدام ذات اللغة في النقد لسياسات القيادة، دون أن ينسى الحديث بلغة ناعمة تجاه حركة حماس.
فالرجوب هذه المرة انتقد موقف حركة فتح الحالي في التعامل مع السلطة، وهو القائم على رؤية أبو مازن السياسية، فقال في لقاء سياسي نظم هنا في رام الله عن طريق مركز مسارات، وتلاه بمقابلة تلفزيونية مع “تلفزيون وطن المحلي”، أن حركة فتح يجب أن لا تكون جزءا من السلطة أو على يمينها، وأنها يجب أن تكون على يسار السلطة، كون أن الحديث يدور عن “تعددية سياسية”.
ولم يقف عند هذا الحد في انتقاد أبو مازن، فرأى أن فتح يجب أن لا تتحمل أخطاء السلطة، وهنا كان يلمح إلى وجود أخطاء في قيادة أبو مازن لكل من السلطة وسياسات حركة فتح.
وتطرق الجنرال الرجوب الذي بدا مؤخرا غير مهتم بالأمور الرياضية كونه رئيس اللجنة الأولمبية واتحاد كرة القدم، إلى مسألة “خليفة الرئيس″.
ورغم أنه تحدث في البداية بشكل دبلوماسي، أكد خلاله أن ما يشاع عن صراع داخلي للوصول إلى منصب الرئاسة هو فقط في “الوعي الإسرائيلي وامتداداته”.
وهنا أوضح أن فتح لديها نظامين في هذا الخصوص، الأول يتمثل بالأقدمية في الحركة، والثاني بانتخاب اللجنة المركزية للحركة، لمنصب رئيس الحركة، بدلا من أبو مازن لو غادر التنظيم، ليضيف “لا خلاف على أبو مازن فتحاويا وأن شرعيته مستمرة، لكنها بحاجة للتجديد من خلال صندوق الاقتراع″.
الجنرال الرجوب في ذات الوقت لعب على وتر إرضاء حماس، فطالب بأن لا تكون السلطة وقيادتها حكرا على فتح، التي يشغل فيها منصب نائب أمين سر اللجنة المركزية، حيث دعا الرجل لأن تكون السلطة تمثل كل الشعب الفلسطيني وتشارك فيها كل مكوناته.
وقال أيضا أن حماس تعد “جزء من الشعب الفلسطيني ومن النسيج الوطني ومكون أساسي فيه”.
وتحدث عن لقاء سيجمع مسؤولين من فتح وآخرين من حماس في الدوحة يوم السادس من الشهر القادم، لإنهاء الانقسام وتشكيل حكومة وحدة وطنية، استعدادا للمرحلة المقبلة التي وصفها بالصعبة، بسبب حالة انهيار في الإقليم وتخلي الدول الراعية لعملية السلام عن دور الوسيط.
الرجوب أيضا أعرب عن اعتقاده بضرورة انتخاب مجلس وطني لدولة، لا تشريعي لسلطة،
وفي موضوع الأمن دعا لاتفاق وطني على “عقيدة أمنية” تقوم على أسس وطنية لها مهام ومسؤوليات محددة، وبذلك يكون أيضا قد بعث برسائل مفادها عدم رضاه عن العقيدة الأمنية الحالية، التي دافع عنها أبو مازن قبل أيام قليلة.